عبد الحميد بن باديس

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021
عبد الحميد بن باديس

عبد الحميد بن باديس عالم جزائري مهم، عاش في فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، حاول نشر التوعية لدى الشعب الجزائري من خلال بناء المدارس وإصدار الصحف والتأكيد على أهمية التعليم، كما ركّز على عروبة الشعب الجزائري، وضرورة الإصلاح الديني في بلاده.

طفولة عبد الحميد بن باديس

عبد الحميد بن باديس هو عبد الحميد بن المصطفى بن المكي بن محمد كحّول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن بركات بن عبد الرحمن بن باديس الصنهاجي، وهي سلالة بربرية مسلمة أسسها بولوغين بن زيري؛ مؤسس مدينة الجزائر العاصمة في القرن العاشر.

ولد ابن باديس في مدينة قسنطينة الجزائرية في الرابع من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1889، كان والده محمد مصطفى بن المكي أحد الوجهاء الأكثر نفوذاً في المدينة والمناطق المحيطة بها، والدته زهيرة بنت محمد بن عبد الجليل بن جلّول بن باديس، لديه ستة إخوة هم: الزبير، المولود، العربي، سليم، عبد الملك، محمود، عبد الحق، ولديه أختان هما، نفيسة، البتول.

عبد الحميد بن باديس من طالب إلى أستاذ

درس عبد الحميد بن باديس مبادئ اللغة العربية ومبادئ الإسلام على يد الشيخ المحامي حمدان لونيسي، ثم حفظ القرآن الكريم في سن الثالثة عشرة، وكان للأستاذ حمدان لونيسي تأثير كبير على حياته وحياة الشباب الجزائريين في قسنطينة، حيث تمكن حمدان التونسي من الحصول منهم على وعد بعدم خدمة المحتل الفرنسي.

عبد الحميد بن باديس يتابع دراسته في جامع الزيتونة التونسي

بعد أن أنهى تعليمه الأولي، سافر عبد الحميد بن باديس إلى تونس في عام 1908 حيث درس في جامع الزيتونة الأدب على يد العلامة الشيخ ورئيس جامع الزيتونة محمد الطاهر بن عاشور، كما درس تفسير القرآن الكريم على يد العالم محمد النخلي القيرواني، وفي عام 1912 تخرج عبد الحميد بن باديس وحصل على الشهادة، ثم أصبح مُعلِّماً في الجامع، وبعد فترة وجيزة عاد عبد الحميد بن باديس إلى الجزائر، حيث أعطى دروساً في جامع الأخضر في قسنطينة للكبار كل مساء، وفي مسجد كمّوش للصغار كل صباح.

عبد الحميد بن باديس في المشرق العربي

سافر عبد الحميد بن باديس إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث أدى مناسك الحج، ودرّس لمدة ثلاثة أشهر في المسجد النبوي، حيث التقى بأحد أنصار الحركة الإصلاحية الإسلامية، الشيخ محمد بشير الإبراهيمي، وشكل هذا اللقاء نقطة الانطلاق للإصلاح في الجزائر، منذ التقى الاثنان، وناقش مطولاً من أجل وضع خطة إصلاح واضحة، زار ابن باديس بعد ذلك سوريا والجامع الأزهر في مصر ،حيث التقى العديد من رجال العلم والأدب مثل: الشيخ بخيت المطيعي.

عبد الحميد بن باديس يعود إلى الجزائر

عاد عبد الحميد بن باديس إلى الجزائر عشية الحرب العالمية الأولى في عام 1914، واستقر في مدينة قسنطينة، حيث استمر بالعمل كأستاذ في مسجد سيدي قموش في المدينة وكان طلابه من الرجال والنساء والأطفال، فعلّمهم (العلوم الإسلامية، اللغة العربية، الأدب، التاريخ)، ثم بدأ بعد ذلك بتطوير فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

دور عبد الحميد بن باديس في حياة الجزائريين

قام عبد الحميد بن باديس بالعديد من المهام لتطوير المجتمع الجزائري، وفق ما ورد في كتاب: "عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح والنهضة في تاريخ الجزائر الحديث" للكاتب الدكتور فهمي توفيق محمد مقبل، منها:

  • أرسل عبد الحميد بن باديس الدفعة الأولى من مجموعة من الطلبة الجزائريين إلى جامعة الزيتونة في تونس، لإكمال دراستهم هناك بالمجان في عام 1918، واستمر في إرسال هذه البعثات لسنوات.
  • أسس مدرسة البنات الأولى في سيدي بو معزة بمدينة بوسماعيل الساحلية المطلة على البحر المتوسط، لتدريس الفتيات الجزائريات في عام 1919.
  • شجع ونظم العديد من المؤسسات الموسيقية (التي تهتم بتعليم الموسيقى ونشرها) في جميع أنحاء البلاد، فضلاً عن اهتمامه بالمسرح والتدريب الرياضي.
  • أسس عبد الحميد بن باديس العديد من الجرائد والمجلات، منها:
  1. جريدة النجاح، وهي أول جريدة عربية تصدر في الجزائر في عام 1925.
  2. صحيفة المنتقد، في عام 1925، لكن لشدة مقاومتها للاحتلال الفرنسي أغلقت بعد صدور ثمانية عشر عدداً منها.
  3. مجلة الشهاب، في عام 1925، انتقلت المجلة إلى كل دول المغرب العربي (تونس، المغرب، موريتانيا)، حيث سعت لربط الجزائر ببقية دول المغرب العربي والدول العربية الأخرى.
  4. صحيفة البصائر، في عام 1925.
  • كان من أوائل الزعماء الذين كانوا قادرين على فهم المساهمة الكبيرة التي يمكن أن تحققها الحركة الكشفية في توعية الشباب بخطورة الاحتلال الفرنسي، وقد تأسست هذه الحركة الكشفية في عام 1935 على يد محمد بوراس
  • أنشأ المدارس وعلّم اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي.
  • شارك عبد الحميد بن باديس في تأسيس مؤتمر العلماء المسلمين الجزائريين (WAC) الذي أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في عام 1936، ولكن فرنسا حلت المؤتمر والجمعية في صيف عام 1937.
  • أسس عبد الحميد بن باديس رابطة العلماء المسلمين الجزائريين في عام 1931، وأصبح رئيساً لها في عام 1937.
  • عمل عبد الحميد بن باديس كصحفي حيث ناضل ضد القمع التي كانت تمارسه سلطات الاحتلال الفرنسي على الجزائريين، ما يمارسونه من قتل وتعذيب بحق الجزائريين.
  • أسس عبد الحميد بن باديس ناد اسمه مولودية قسنطينة للعلوم (OMC) في عام 1939.
  • أكد عبد الحميد بن باديس عروبة الشعب الجزائري ورفض الفكرة التي تقول: بأن "المجتمع الجزائري جزء من المستعمر الفرنسي".
  • ألًف عبد الحميد بن باديس العديد من الكتب، منها: (مجالس التذكير، الدرر الغالية في آداب الدعوة، العقائد الإسلامية، مبادئ الأصول).

وفاة عبد الحميد بن باديس

توفي عبد الحميد بن باديس في السادس عشر من شهر نيسان/ أبريل عام 1940 في مسقط رأسه بمدينة قسنطينة الجزائرية، وتخليداً لذكرى وفاته، حددت الحكومة الجزائرية يوم وفاته كيوم للمعرفة يحتفل به سنوياً، وفي عام 1947 شكلت الحكومة الجزائرية معهداً دينياً باسم عبد الحميد بن باديس.

من أقوال عبد الحميد بن باديس

لعبد الحميد بن باديس العديد من الأقوال المهمة، منها:

  • "إن الأمة الجزائرية ليست فرنسا، لا يمكن أن تكون فرنسا، ولن تكون فرنسا".
  • "نحن نعرف أن نفرق تماماً في كل أمة بين الروح الإنسانية والروح الاستعمارية، نحن ندعم الأولى (الروح الإنسانية) ونكره ونحارب الثانية (الروح الاستعمارية)، ذلك أننا مقتنعون تماماً أن روح الاستعمار هي أساس كل الشرور في العالم، وكل خير للبشرية يأتي من روح الإنسانية".
  • "الاستقلال هو حق طبيعي لكل شعب على وجه الأرض، فكثير من الدول التي هي أقل منا من ناحية العلم استعادت استقلالها، نحن لسنا رجال دين ولا ندعي - أن الجزائر يجب أن تبقى إلى الأبد على ما هي عليه - ولكن الأكيد أن الجزائر تغيرت على مر التاريخ، وستستمر في التطور أكثر مستقبلاً". لأنه الأفضل، ولكن الجزائر".
  • "" تستند المبادئ الإسلامية على المساواة بين جميع البشر".
  • "إن الصراع ليس بين العرب الفلسطينيين واليهود الفلسطينيين، ليس بين المسلمين واليهود في جميع أنحاء العالم، بل بين الصهيونية والإمبريالية البريطانية من جهة والإسلام والغرب من جهة أخرى، الإمبريالية البريطانية تريد استخدام الصهيونية لتقسيم الجسد العربي وتدنيس الأماكن المقدسة في القدس".
  • "نحن نعمل لإحياء الشعور القومي وغرس الرغبة في التعلم والعمل لدى كل الجزائريين".
  • "نحن نحب الإنسانية التي نعتبرها كلنا، ونحن نحب بلدنا كجزء من الكل، ونحن نحب أولئك الذين يحبون الإنسانية ويعملون لتكريسها، ونكره الخطأ، والأشخاص الذي لا يتحملون تبعات أخطائهم".

بعض أشعار عبد الحميد بن باديس

كتب عبد الحميد بن باديس العديد من القصائد، منها:

شعْب الجـزائر مُـسْـلِـم

شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ .. وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ

مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ .. أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ

أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ .. رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ

يَا نَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا .. وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ

خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا .. وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ

وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإحْـسـانِ .. وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ

وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ .. فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ

وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ .. سُـمًّـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ

وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ .. فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ

مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا .. فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحب

ومن كـان يبـغي ذلــنا .. فـلـه الـمـهانـة والـحـرب

هذا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا .. بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ

حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا .. من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ

هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ .. حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ

فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي .. تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَبْ

اشهدي يا سما

اشِهِدي يَا سَمَا .. وَاكْتُبَنْ يا وُجودْ

إنَّنَا للِحـمَـا .. سَنَكُونُ الجُـنُودْ

فنَزيحْ البَـلاَ .. وَنَـفُـكُّ الْقُيُودْ

ونَنيلُ الرِّضـا .. مِنْ وَفَّى بِالعْهُودِ

ونُـذيقُ الـرَّدَى .. كُـلَّ عـاتٍ كَنُودْ

وَيَـرَى جـِيلُنَا .. خَافقَاتِ البُنودْ

ويَـرَى نجْمُنَـا .. لِلْعُـلاَ في صُعـودْ

هَكَـذَا هَـكَـذَا .. هَـكَذا سَنَعُـودْ

فاشْهَدي يَا سَمَا .. واكتُبْن يا وُجودْ

إنَّـنَا للعُـلاَ .. إنَّنَا للخُلُودْ

تحية المولد الكريم

حييت يا جـمعَ الأدب .. ورقيت ساميةَ الرتبْ

وَوُقِيتَ شرَّ الكائدين .. ذوى الدسائس والشغبْ

ومُنِحْـت في العلياء ما .. تسمو إليه من أربْ

أحييت مولد من به .. حييَ الأنام على الحِـقَبْ

أحييت مولوده بما .. يُبرى النفوسَ مـن الوصبْ

بالعلم والآداب والأخلاق .. في نشءٍ عجبْ

نشءٌ على الإسلام أسْـسُّ .. بنائه السامي انتصبْ

نشءٌ بحُـبِ محمدٍ .. غـذَّاه أشياخٌ نجبُ

فيهِ اقتدَى في سيره .. وإليه بالحق انتسبْ

وعلى القلوب الخافقاتِ .. إليه رأيته نصبْ

بالروحِ يَفديهَا وما .. يُغرى النّفوسَ مـن النشبْ

وبخُلقـه يَحمِي حما .. ها أو ببارقة القُضُـبْ

حتى يعودَ لقومه .. من عِزّهم ما قد ذهبْ

ويرى الجزائرَ رجعت .. حقَّ الحياة المستلَبْ

يا نشءُ يا دخرَ الجـزائر .. في الشدائد والكُرَبْ

صدحت بلابِلُك الفصاح .. فعمَّ مَجمعَنا الطربْ

وادقْتَنَا طُعما من الفصحى .. ألذَّ من الضرَبْ

وأريت للأبصار ما .. قد قرَّرتْه لك الكتُبْ

شَعْـبُ الجزائرِ مُـسْلِمٌ .. وَإلىَ العُروبةِ يَنتَسِبْ

مَنْ قَالَ حَادَ عَنْ أصْلِهِ .. أَوْ قَالَ مَـاتَ فَقَدْ كَذبْ

أَوْ رَامَ إدمَاجًا لَهُ .. رَامَ المُحَال من الطَّلَبْ

يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَاؤُنَا .. وَبِـكَ الصَّباحُ قَدِ اقْتَربْ

خُـذْ لِلحَياةِ سِلاَحَها .. وَخُـضِ الخْطُوبَ وَلاَ تَهبْ

وَاْرفعْ مَنارَ الْعَدْلِ وَالإْحسانِ .. وَاصْـدُمْ مَن غَصَبْ

وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّالمِينَ .. سُـمًّا يُـمْزَج بالرَّهَـبْ

وَاقلَعْ جُذورَ الخَائنينَ .. فَمنْهُـم كُلُّ الْـعَطَـبْ

وَاهْـزُزْ نفوسَ الجَامِدينَ .. فَرُبَّمَا حَـيّ الْـخَـشَـبْ

يا قومٌ هذا نشؤكم .. وإلى المعالي قد رثبْ

كونوا له يكن لكم .. وإلى الأمام أبناء وأبْ

نحن الأولى عرف الزمانُ .. قديمنا الجمَّ الحسبْ

وقـد انتبهنا للحيا .. ة آخـذين لها الأهـبْ

لنحلَّ مركزنا الذي .. بين الأنام لنا وجبْ

فتزيد في هذا الورى .. عضـوًا شريفًا منتخَبْ

ندعو إلى الحسنى ونولي .. أهلها منا الرغبْ

مَنْ كَان يَبْغي وَدَّنَا .. فَعَلَى الْكَرَامَةِ وَالرّحبْ

أوْ كَانَ يَبْغي ذُلَّنـَا .. فَلَهُ المـَهَـانَةُ والحَرَبْ

هَـذَا نِـظامُ حَيَاتِنَا .. بالنُّورِ خُـطَّ وَبِاللَّهَبْ

هَـذا لكُمْ عَـهْـدِي بِـهِ .. حَتَّى أوَسَّـدَ في التُّرَبْ

فَإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحتي .. تَحيـَا الجَزائرُ وَالْعرَبْ

القومية والإنسانية

الحمد لله ثم المجد للعرب .. مَن أنجبوا لبَنِي الإنسان خيرَ نبـِي

ونشروا ملةً في الناس عادلةً .. لا ظلمَ فيها على دين ولا نسَـبِ

وبذلوا العلم مجانا لطالبه .. فنال رُغْبَاهُ ذو فقر وذو نشَبِ

وحرروا العقلَ من جهل ومن وهَم .. وحرروا الدينَ من غِشٍّ ومن كذِبِ

وحرروا الناسَ من رِق الملوك ومن .. رق القَداسة باسم الدين والكتب

قَومي هم وبنُو الإنسان كلُّهم .. عشيرتي وهدى الإسلام مطَّلَبِي

أدعو إلى الله لا أدعو إلى أحد .. وفي رضى الله ما نرجو من الرَّغَـبِ

السياسة في نظر العلماء هي التفكير والعمل والتضحية

أشعبَ الجزائرِ روحِي الفِدى .. لمَا من عِزةٍ عربيَّهْ

بَنَيْتَ على الدينِ أركانَها .. فكانتْ سلامًا على البشريَّهْ

خَلَدتُم بها وبكم خلَـدَتْ .. بهذي الديارِ على الأبدِيَّـهْ

فدُوموا على العهدِ حتَّى الفَنَا .. وحتى تَنالُوا الحقوقَ السنيَّهْ

تَنالُونَها بسواعِـدِكُـم .. وإيمَانِكم والنفوسِ الأبيَّهْ

فضَحُّـو وهَا أنا بَينكُـمُ .. بِذاتِي ورُوحِي عليكم ضَحيهْ

التسامح في شعر بن باديس

سينحل جثماني إلى الترب أصله .. وتلتحق الورق بعالمها الأسما

وذي صورتي تبقى دليلا عليها .. فإن شئت فهم لكنه فسأنطق الرسما

وعن صدق إحساس تأمل فإنَّ .. في ملامح المرء ما يكسب العلما

وسامح أخاك إن ظفرت بنقصه .. وسل رحمة ترحم ولا تكتسب إثما

في الختام.. شكلت حياة عبد الحميد بن باديس مكسباً للجزائر التي كانت تعاني من نير الاحتلال الفرنسي الذي سعى لمحو عروبتها، فجاء عبد الحميد بن باديس بذهن متيقِّظ أساسه توعية الشعب الجزائري ونشر العلم والمعرفة بين كل فئات المجتمع رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً، لتكون وفاته يوم حزين ليس لأهله وذويه فحسب بل لكل الشعب الجزائري.