محمد التركي هو رجل أعمال ومنتج أفلام سعودي تمكن من اقتحام السينما الأمريكية وأنتج العديد من الأفلام في هوليوود، واستطاع في فترة قصيرة أن يحقق إنجازات هامة في عالم الفن، وقد تولى منصب المدير التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي السعودي، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وحياته.
من هو محمد التركي؟
محمد عبد العزيز التركي هو رجل أعمال ومنتج أفلام سعودي ولد في منطقة الخبر في المملكة العربية السعودية في 3 يونيو عام 1986، وهو ابن رجل الأعمال السعودي عبد العزيز التركي الذي يملك شركة تقدم خدمات في مجال البترول والغاز الطبيعي.
عاش التركي طفولة مميزة، فقد كان محاطًا بالكثير من الأخوات وأولاد العم، فنشأ في عائلة محبوبة ومترابطة، ولا يزال حتى الآن يقيم في منزل والده في الخبر عندما يتواجد في المملكة.
أحب التركي السينما منذ الصغر، وقد وصف نفسه بأنه كان طفلًا حالمًا، وقد أنهى دراسته الجامعية في العاصمة البريطانية لندن، وتخصص في الدراسات الإعلامية، ثم عاد إلى المملكة وعمل في شركة والده لفترة، ثم اتجه إلى مجال الإنتاج الفني.
وصف التركي والديه بأنهما داعمان بشكل كبير، وقد قال إن والده هو من زرع فيه حب الأفلام، كما أن والدته كانت تحب الأفلام كثيرًا، وهو مقرب جدًا من والديه.
عمله الخيري
إضافة إلى عمله في مجال السينما فهو نشط في العمل الخيري، فهو يدعم عدداً من المنظمات الخيرية الدولية، منها منظمات أطلقها والده رجل الأعمال الشيخ عبد العزيز التركي داخل المملكة.
ومن ضمن الجمعيات الخيرية التي يدعمها الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان، والجمعية السعودية الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاء، وسباق الجري الخيري السنوي وغيرها.
يدعم محمد التركي أيضًا مؤسسة إلتون جون لمكافحة مرض الإيدز، والمؤسسة الأمريكية لأبحاث الإيدز، وهي مؤسسة تمكنت من جمع تبرعات بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي في ساعتين.
بدايته المهنية
أنهى محمد التركي دراسته الجامعية في مجال الأعمال، وعاد إلى المملكة وعمل في شركة والده التي تقدم خدمات في مجال البترول لمدة 7 شهور تقريبًا، وخلال عمله مع والده حصل على فرصة العمل على فيلم مع إحدى المخرجات في نيويورك، وبالفعل سافر إلى نيويورك وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وكانت هذه بدايته في الإنتاج الفني.
وخلال 3 أعوام فقط أنتج التركي 7 أفلام شارك فيها كبار نجوم هوليود، وقد شاركت هذه الأفلام في مهرجانات عالمية ومحلية، ومنها مهرجان صندانس السينمائي، ومهرجان أبوظبي السينمائي الدولي.
بدأ مشواره في الإنتاج السينمائي عام 2010، حيث شارك في إنتاج الفيلم المستقل The Imperialists Are Still Alive للمخرجة البريطانية زينا دورا، وقد حاز الفيلم على تقدير عالِ في مهرجان صندانس، كما حصل على الجائزة الأولى في مهرجان وارسو السينمائي.
بعد نجاح هذا الفيلم جاء ميلاد النجم السعودي في هوليود، حتى إنه حصل على لقب "سعودي في هوليوود" وبعدها أصبح محمد التركي على علاقة مميزة بأكبر منتجي ونجوم هوليود.
أنجح أفلام المنتج محمد التركي
أنتج التركي خلال عام 2012 4 أفلام أمريكية شارك في بطولة هذه الأفلام نجوم الصف الأول في هوليود، والفيلم الأول هو فيلم Arbitrage، من بطولة ريتشارد جير، وسوزان ساراندون، وتيم روث، ويروي الفيلم قصة عن رجل أعمال يحاول طمس كل الأدلة التي تربطه بحادث قتل فنانة فرنسية، وقد حقق الفيلم إيرادات قدرت ب22 مليون دولار أمريكي، ثم حقق أرباحًا إضافية قدرت ب11 مليون دولار.
أما فيلمه الثاني فقد كان بعنوان Adult World من بطولة جون كوزاك وإما روبرتس، وفيلمه الثالث كان يحمل عنوان At Any Price، وقد رشح الفيلم إلى الجائزة الكبرى في مهرجان فينسيا، وفيلمه الرابع هو فيلم What Maisie Knew من بطولة جوليان مور.
في العام التالي أنتج التركي أيضًا عدة أفلام، منها فيلم Innocence، وفيلم Desert Dancer من بطولة ألفريد مولينا، والذي يحكي عن القصة الحقيقية للراقص الإيراني آفشن غفاريان الذي جازف بحياته من أجل النجاح في الرقص الذي يُعد مرفوضًا في إيران.
استطاع التركي خلال سنتين فقط أن يصبح واحد من أهم المنتجين في هوليود، وأصبح أول منتج سعودي يتواجد بشكل مباشر في هوليود.
نجح التركي في مد الجسور بين الشرق والغرب من خلال حضوره المهم في هوليوود، وقد تعاون مع شركات إنتاج مختلفة، وكبار المخرجين في هوليود.
محمد التركي الرئيس تنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي
في مايو 2022 أعلنت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي عن اختيار المنتج محمد التركي لشغل منصب الرئيس التنفيذي للمهرجان الذي يقام كل عام في مدينة جدة، وقد انضم التركي إلى فريق المؤسسة عام 2020 بهدف دعم نمو صناعة الأفلام في المملكة.
من خلال منصبه واصل التركي تطوير المهرجان، الذي استقطب في دورته السابقة أكثر من 30 ألف مشاهد وأكثر من 3 آلاف من محترفي صناعة السينما من حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك دعم المهرجان، برئاسة التركي، العديد من الأفلام التي تنافست في مهرجان كان السينمائي الدولي 2023، ومنها الفيلم السوداني "وداعًا جوليا" للمخرج محمد كردفاني، والفيلم التونسي "أربع بنات" للمخرجة كوثر بن هنية، وفيلم "بانيل وأداما" لرماتا تولاي سي، وفيلم "لي موتيس" لكمال الأزرق، وغيرها.
أيضًا شارك صندوق المهرجان في إنتاج فيلم "جين دو باري" من بطولة جوني ديب، وقد شارك الفيلم في افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي في دروته السادسة والسبعين.
ومهرجان البحر الأحمر السينمائي يأتي ضمن مبادرات المملكة لدعم رؤية 2030 لتحويل المملكة إلى واحدة من أهم الوجهات السينمائية في العالم، وقد تم إطلاق صندوق البحر الأحمر لتطوير وإنتاج والمشاريع الفنية في السعودية والمنطقة العربية، وقد دعم الصندوق حتى الآن 97 مشروعًا فنيًا.
أطلق المهرجان أيضًا معمل البحر الأحمر بالشراكة مع تورينو فيلم لاب، وهو عبارة عن ورشة إبداعية ومهنية مكثفة لتطوير المشاريع على مدار 10 أشهر.
