حققت الراقصة المصرية حورية محمد شهرة واسعة مع بديعة مصابني، ومنها انتقلت إلى السينما حيث قدمت عددًا من الأفلام السينمائية التي خلدت اسمها من بينها أهم راقصات الزمن الجميل، وبجانب شهرتها في الرقص فهي اشتهرت بخلافاتها مع هذه الراقصة، في السطور التالية نتعرف على حياتها ومسيرتها الفنية.
حياة حورية محمد ونشأتها
هي راقصة وممثلة مصرية ولدت في مدينة القاهرة في 8 ديسمبر عام 1918، وعملت في بدايتها كراقصة مع في فرقة نعيمة عبده، ثم انتقلت للرقص في صالة بديعة مصابني التي كان لها الفضل في دخولها عالم السينما والتمثيل.
شاركت حورية في عدد من الأعمال السينمائية التي رسخت اسمها وزادت من شهرتها، رغم أن أعمالها الفنية لم تزد عن 17 فيلمًا سينمائيًا.
توفيت الراقصة حورية في 22 يوليو عام 1970 عن عمر 52 عامًا بعد صراع مع المرض لتنتهي مسيرة واحدة من أشهر الراقصات التي استطاعت التربع على عرش الرقص الشرقي لفترة.
تزوجت الراقصة حورية من الفنان عماد حمدي، وكانت الزوجة الأولى له، ولكنها انفصلت عنه سريعًا.
بعد أن حصلت حورية على مزيد من الشهر افتحتت والدتها نرجس لها كازينو خاص حمل اسم "تياترو مونت كارلو" وفي هذا الكازينو عمل فيه إسماعيل ياسين في بدايته.
ووفقًا لبعض المصادر فإن والدة حورية قد هددت إسماعيل ياسين بالمسدس للعودة إلى المسرح بعد أن غادر فرقته بسبب خلاف معهم، وسبب تهديدها له أن الجمهور طالب بعودته.
أغنية أشغلت الخلاف بينها وبين تحية كاريوكا
عندما انتقلت حورية للرقص في فرقة بعدية مصابني كانت الراقصة الأشهر في ذلك الوقت، ولكن عندما ضمت بديعة الراقصة تحية كاريوكا أصبحت غريمتها الأشهر، ما أثار غيرة حورية، وشعرت أن البساط يُسحب من تحت قدميها.
ظل الصراع قائمًا بين حورية وتحية لفترة، فترة كل واحدة أنها تتقدم عن الأخرى وأنها أكثر موهبة ونجاحًا، ووصل الأمر إلى أن حورية ضربت تحية أكثر من مرة، كما كانت تمزق بدل الرقص الخاصة بتحية.
أما المشاجرة الأكبر بين الراقصتين والتي شهد عليها العديد من نجوم الوسط الفني وقتها، ومنهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، هو الشجار الذي حصل في فتتاح كازينو الأوبرج في شارع الهرم.
ففي هذا الوقت استغل عبد الغني السيد الغيرة بين الراقصتين، وفي الافتتاح غنى عبد الغني أغنية "ولا يا ولا"، وفي الأغنية بدلًا من غناء "دي حورية يا ولا"، غنى "دي تحية يا ولا" وهو ما أثار غضب حورية التي تغنت الأغنية لأجلها.
بعد انتهاء الأغنية وانتهاء الرقص على المسرح بدأت المشاجرة بين الطرفين بالأيدي، ووصل الأمر إلى استخدام الأحذية والزجاج في المشاجرة، وشارك في هذه المشاجرة نرجس شوقي زوجة المطرب محمد عبد المطلب وصديقة حورية المقربة.
مشوارها الفني
بدأت حورية محمد مشوارها الفنية كراقصة في فرقة نعيمة عبده، وبعدها انتقلت للرقص في فرقة بديعة مصابني، وفي هذا الوقت من كان يرغب في الحصول على شهرة واسعة كان لا بد له أن يرقص أو يغني في كازينوهات بديعة.
ووفقًا لمجلة المصور فإن حورية في بادئ عهدها كراقصة كانت تقوم بكل ما يلزمها لنفسها، فكانت تصنع بدلاتها بنفسها، وتصمم كل بدلة بموديل خاص وفريد من نوعه، وبدأت الراقصات يقلدنها.
بسبب جمالها وموهبتها الفنية الرائعة تمكنت حورية من أن تحصل على أدوار في السينما، حيث دخلت السينما من باب الرقص الشرقي، وقدمت أول عمل سينمائي لها عام 1932 وآخر عمل سينمائي قدمته كان عام 1970 في نفس عام وفاتها.
حورية محمد في السينما
شاركت حورية في أول فيلم سينمائي لها عام 1932، وهو فيلم "الضحايا" وقدمت فيه دور الراقصة، والعمل من بطولة بهيجة حافظ، وزكي رستم، وعطا الله ميخائيل، وعبد السلام النابلسي، ومحمود حمدي، ونجلاء عبده.
يحكي الفيلم عن بهيجة وهي فتاة تحب ابن عمها جلال ولكنها لا يمكنها الزواج منها لأن أختها الكبرى نازك لم تتزوج، فينتهي بها الأمر بالزواج من برعي التي تكتشف فيما بعد أنه يعمل بتجارة المخدرات.
بعد 10 سنوات شاركت في فيلم "بحبح في بغداد" وهذه المرة لم يقتصر دورها على أن تكون راقصة فقط، بل لعبت دور الجارية بدور وقدمت وصلات راقصة في الفيلم بالطبع، والفيلم من بطولة فوزي الجزايرلي، ومحمود المليجي، وسعاد زكي، بشارة واكيم، وعبد العزيز خليل.
جسدت حورية في هذا الفيلم دور الجارية بدور التي ستكون مرسال الحب بين قمر الدين ابن شاهبندر التجار، وبين شمي ابنة قاضي القضاة.
في عام 1944 لعبت حورية دور البطولة في فيلم "شارع محمد علي" وهو دورها الأشهر في السينما، وتصدرت أفيش الفيلم. شارك في العمل الفنان عبد الغني السيد، ومحمد كمال المصري، وميمي شكيب، وعبد العزيز خليل، وفردوس محمد، والعمل من إخراج نيازي مصطفى.
لعبت حورية في الفيلم دور نعيمة هي راقصة تعيش مع زوجة أبيها التي تعشق المال، وتتعرف نعيمة على المطرب إسماعيل جابر وتقع في حبه، ولكن زوجة الأب تعترض على الزواج لأن هذا المغني فقير ولن تحصل على المال منه.
تختار زوجة الأب لنعيمة زوج ثري وتجبرها على الزواج منه، وهو شعبان رجل قروي وثري ولكنه يسيء معاملتها فتقر تركه والهرب.
في العالم التالي شاركت حورية في فيلم "حسن وحسن" مع محمد الكحلاوي، وبشارة واكيم، ويحكي عن حسن وحسن وهم أبناء عم أحدهم يعمل محتالًا والآخر يعمل سائق تاكسي، يسافران الاثنين للعمل في الإسكندرية ويلتقيان الحسناء حورية ويقعان في حبها.
في العام نفسه شاركت في فيلم "القرش الأبيض" مع إسماعيل ياسين، وفوزي الجزايرلي، وعباس فارس، وثريا حلمي، ومحمود إسماعيل وليلى فوزي، وفي عام 1946 شاركت في فيلم "يوم في العالي".
في عام 1948 شاركت في فيلم "ورد شاه"، و"بلبل أفندي"، وفي عام 1949 شاركت في فيلم "فاطمة وماريكا وراشيل"، و"أسير العيون"، وفي عام 1952 شاركت في فيلم "إديني عقلك"، وبعدها بعام شاركت في فيلم "دهب".
ابتعدت حورية عن السينما لسنوات طويلة لتعود في عام 1970، حيث قدمت دورًا بسيطًا في فيلم "ورد وشوك" مع ناهد شريف، ومحمد رشدي، ونجوى فؤاد، وآمال رمزي.
