نابليون بونابرت: انتهت حياته بالهزيمة لكن خططه لا زالت تدرس حتى اليوم

  • تاريخ النشر: الجمعة، 04 ديسمبر 2020 آخر تحديث: السبت، 05 ديسمبر 2020
نابليون بونابرت: انتهت حياته بالهزيمة لكن خططه لا زالت تدرس حتى اليوم

أول إمبراطور لفرنسا بعد الثورة الفرنسية، وحَّد أرجاء واسعة من أوروبا ووضع القانون المدني الذي شكَّل الأسس الإدارية والقضائية لمعظم قوانين أوروبا، انتهت حياته بالهزيمة والنفي لكن خططه العسكرية مازالت تًدرَّس حتى اليوم، إنه نابوليون بونابارت، الذي نتعرف عليه في السطور التالية:

نابليون بونابرت: انتهت حياته بالهزيمة لكن خططه لا زالت تدرس حتى اليوم
نابليون بونابرت:

ولد نابليون عام 1769 في مدينة أجاكسيو بجزيرة كورسيكا، عقب تسلم فرنسا تلك الجزيرة من إمارة جنوة الإيطالية وكان الرابع ضمن أبناء أسرته. وفي التاسعة من عمره سافر إلى فرنسا، حيث التحق بالأكاديمية العسكرية بمساعدة حاكم كورسيكا.

الدراسة العسكرية:

وكانت الأكاديمية حكراً على أبناء الطبقة الأرستقراطية وهو ما جعله يشعر بالاغتراب نظراً لمستواه المادي الأقل ولكنته الإيطالية، قضى أغلب وقته في القراءة، خاصة قراءة التاريخ والرياضيات كما اهتم بالفن أيضاُ مما أثر في فكره وتقدمه الأكاديمي على أقرانه، كما أتم دراسته ليتخرج برتبة ملازم متخصص في المدفعية.

نابليون بونابرت بطلاً قومياً في فرنسا:

وفي بداية مشواره العسكري أبلى بلاءً حسناً في معركة استعادة قاعدة تولون البحرية من بريطانيا، هذا ما جعل القيادة العليا للقوات المسلحة تُقرر ترقيته إلى رتبة لواء دون أن يتجاوز عمره الـ 24 عاماً.

وبزغ نجم بونابرت خلال عهد الجمهورية الفرنسية الأولى، عندما قاد حملتين عسكريتين ضد ائتلاف الدول المنقضة على فرنسا، فانتصر في جميع المعارك التي خاضها، كما تمكَّن من فتح شبه الجزيرة الإيطاليَّة لِيُصبح بطلاً قومياً في فرنسا.

الحملة العسكرية على مصر والشام:

سنة 1798، قاد نابليون حملةً عسكريَّةً على مصر بهدف قطع طريق بريطانيا إلى الهند، وامتدَّت حملته حتى جنوب الشام فحاصر مدينة عكا لكنه لم يتمكن من دخولها؛ نظراً لاستبسال دفاعاتها.

هزمه الطاعون:

ولكن كانت هناك مفاجأة غير سارة، فقد حل وباء الطاعون بالمدينة وسقط الكثير من الجنود الفرنسيين فاضطر بونابرت للانسحاب ثم العودة إلى أوروبا.

القنصل الأول:

وفي عام 1799، عزل بونابرت حكومة الإدارة وأنشأ بدلاً منها حكومة مؤلفة من 3 قناصل، وتقلّد هو بنفسه منصب القنصل الأول.

وفي عام 1802، أعلن بونابارت نفسه قنصلاً مدى الحياة بعد فوزه الساحق في انتخابات رئيس المجلس. وأصبح الطريق ممهداً أمامه ليكون أول إمبراطور في تاريخ فرنسا.

الإمبراطور:

في شهر مايو 1804، أُعلنت فرنسا إمبراطورية، وكانت تشمل فرنسا وإيطاليا وأجزاء من بلجيكا وألمانيا والنمسا وصولا إلى روسيا. وفي الثاني من ديسمبر 1804، تُوِّج نابليون إمبراطوراً بحضور آلاف الوجهاء والساسة والقادة العسكريين والبابا ليصبح أول إمبراطور للإمبراطورية الفرنسية.

الحروب النابوليونية:

خاضت الإمبراطورية الفرنسية عدة حروب عُرفت باسم الحروب النابليونية، حيث أحرزت فرنسا انتصارات باهرة على جميع الدول التي قاتلتها؛ ليحكم نابوليون  أجزاءً واسعةً من أوروبا، وهو في أواسط العقد الرابع من عمره، ورغم ذلك كان طموحه التوسعي بلا حدود، فواصل حملاته العسكرية وشنَّ حربه الثالثة ضد الحلفاء "النمسا، وبلجيكا، وهولندا، وروسيا، وبريطانيا".

النهاية في روسيا:

أتت النهاية حين قرر نابليون غزو روسيا في شتاء 1812 فتوجه إليها على رأس جيش يضم ستمئة ألف جندي، لكن البرد القارس والثلوج حولت الحملة إلى كارثة فقد  فيها أكثر من 90% من الجنود.

معركة الأمم:

وفي سنة 1813، هزمت قوّات الائتلاف السادس الجيش الفرنسي في معركة الأمم؛ وفي السنة اللاحقة اجتاحت هذه القوّات فرنسا ودخلت العاصمة باريس، وأجبرت نابليون على التنازل عن العرش، ونفوه إلى جزيرة ألبا.

فترة المائة يوم:

هرب بونابرت من منفاه بعد أقل من سنة، وعاد إلى باريس ليتربع على عرش فرنسا، وحاول مقاومة الحلفاء واستعادة مجده السابق، وسُميت هذه الفترة فترة المئة يوم نسبة إلى المدة الزمنية الفاصلة بين تاريخ عودته إلى باريس وتاريخ الهزيمة في معركة واترلو في 18 يونيو 1815.

النهاية:

لجأ نابليون إلى الجيش البريطاني أملا في الحصول على اللجوء السياسي، لكن البريطانيين نفوه إلى جزيرة سانت هيلانة بالسواحل الأفريقية، ليموت هناك في الخامس من مايو 1821.

وعلى الرغم من هزيمته فلا شك في أن نابوليون واحد من أعظم القادة العسكريين في التاريخ ومازالت خططه العسكرية تُدرَّس حتى اليوم، كما أسس نابوليون البنك المركزي الفرنسي، وسن القانون المدني الفرنسي الذي ظل مرجعاً قانونياً أساسياً للكثير من التشريعات في العالم.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة