نازك الملائكة

  • تاريخ النشر: الخميس، 27 مايو 2021
نازك الملائكة

من هي نازك الملائكة

نازك الملائكة هي شاعرة عراقية من رواد الشعر الحر في العراق نشأت في بغداد، وتعد من أهم شعراء العصر الحديث، اشتهرت بأنها رائدة في شعر التفعيلة أو الشعر الحر. وإن حركة الشعر الحر ظهرت نتيجة للتأثر المباشر بالأدب الغربي، وقد أحدثت هذه الحركة في الأوساط الأدبية ضجةً كبيرةً، وأحدثت تغيراً كبيراً واضحاً في الشعر العربي الحديث.

مولدها ونشأتها

ولدت نازك في 23 أغسطس 1923 في مدينة بغداد، والدها الأديب والباحث صادق جعفر الملائكة الذي درّس اللغة العربية في المدارس الثانوية وله العديد من المؤلفات الهامة، منها (دائرة معارف الناس) المكون من عشرين مجلداً، وأمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق التي كانت تكتب الشعر العمودي وتنشره في الصحف المحلية آنذاك باسم مستعار هو (أم نزار الملائكة)، وكانت نازك الفتاة البكر وهي أكبر أشقائها الأربعة، وسميت بهذا الاسم تيمنا بالثائرة السورية نازك العابد التي واجهت الاحتلال الفرنسي آنذاك. فحفظت نازك على يد والدتها جميع عروض الشعر وأوزانه، لتبدأ نازك بكتابة الشعر وهي في سن العاشرة.

وقد اتبعت نازك كتابة الشعر الحر الذي ما زال ينمو ويتطور في وجه الآراء المؤيدة والمعارضة له، وقد مثل إرثها الشعري نتيجة لكسرها العديد من التقاليد حيث لاقى انتقالها من الشعر العمودي إلى الشعر الحر جدلًا ومعارضةً كبيرين، ولم تقتصر الانتقادات على الشعراء التقليديين وإنما كان لعائلتها الرأي ذاته.

تخرجت نازك الملائكة من كلية الآداب في جامعة بغداد عام 1944، وفيما بعد حصلت على الماجستير في الأدب المقارن في جامعة ويسكونسن Wisconsin. وأتقنت اللغة اللاتينية والإنجليزية والفرنسية. دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949. فدرست نازك العزف على العود على يد مدرس موسيقى متمكن ذو مكانة كبيرة، وغالبًا ما كانت تمضي ساعات في العزف على العود وحيدةً في حديقة البيت، وكانت مجموعتها (عشاق الليل) توحي بمدى تأملها وعلاقتها العميقة والخاصة بالطبيعة.

شعرها ومؤلفاتها

نشرت نازك الملائكة قصيدتها الأولى في الشعر الحر (الكوليرا) عام 1947 عندما كانت تتابع أخبار هذا المرض الذي انتشر وأصاب الكثير من البشر في مصر، وحصد عدداً كبيراً من الضحايا. فقد كتبت قصيدتها هذه في وقت لا يتجاوز الساعة لتجري مسرعة نحو أختها إحسان وتقرأ لها القصيدة الجديدة فلاقت القصيدة إعجاب أختها، على عكس والديها اللذين كانا يبحثان عن القافية في القصيدة، وأكدوا افتقار هذه القصيدة إلى روح الشعر وتوقعوا لها الفشل، فقابلت والدتها قصيدتها ببرود، وقالت ما هي القافية في هذا الشعر؟ إنه يفتقر إلى الموسيقى الشعرية، وكذلك الأمر بالنسبة لوالدها الذي انتقد وسخر من الجهد الذي بذلته نازك في كتابة قصيدتها، وكذلك توقع لها الفشل. لكن نازك حالما فهمت الوضع وقالت لوالدها "قل ما شئت أن تقول إنني واثقة من أن شعري سوف يغير خارطة الشعر العربي".

وكانت توقعات نازك الملائكة صحيحة، فبالرغم من أنه في نهاية الأمر سيصبح الشعر الحر بشكله الجديد مشهورًا جداً وسينتشر بشكل أوسع إلّا أنّ شعرها في بداية الأمر لم يلق استحسانًا وقبولًا، وسبب ذلك أن نازك نشأت في عالم أدبي مرتبط جدًا بالطرق القديمة التقليدية في كتابة الشعر، ويعتبر التجريب والتغيير نوع من رفض التقاليد وأنه ضيف غير مرحب فيه.

ولكن من سخرية القدر أن نازك الملائكة وبعد 20 عاماً أطلقت ثورة مضادة للشعر الحر عام 1967 مدّعية أن الجميع سوف يعودون إلى الشكل الكلاسيكي التقليدي، وبالرغم من تغيير رأيها إلّا أن شهرتها في حركة التجديد والتغيير قدمت لها فرصة فريدة وكبيرة، حيث وفر لها ذلك بأن تكون الملهم الحقيقي للمرأة وخاصة المرأة العربية، لقد كانت نازك مفكرة مستقلة وباحثة ومدرسة محترمة وكاتبة مبدعة عبرت عن نفسها بشكلٍ بليغ رائع.

 بدر شاكر السيّاب

شاهد أيضاً: بدر شاكر السيّاب

في عام 1953 ألقت نازك الملائكة محاضرة في نادي الاتحاد النسائي بعنوان (المرأة بين قطبي السلبية والأخلاق) دعت فيها المرأة أن تحرر نفسها من الركود والسلبية اللذان تعيشهما في المجتمع العربي، وقد تحدّت بذلك النظام الاجتماعي الأبوي السائد في وطنها وتحدت العادات والتقاليد وأصبحت صوتًا قوياً يقوم بتحليل وتشريح النسيج الاجتماعي لمجتمعها وتوضح سلبياته وضرورة الانسلاخ عن المجتمع الظالم للمرأة. وفي قصيدتها (لغسل العار) والتي تطرقت فيها إلى موضوع القتل من أجل الشرف، نالت انتباه شتى وسائل الإعلام العالمية، كما أسست جمعية للنساء اللواتي يرفضن الزواج، مقدمة بذلك الملاذ للواتي يأبين الانصياع لتقاليد المجتمع حول دور الزوجة والأم التقليديان. ولكن تفككت الجمعية في نهاية الأمر. علماً أن معظم النساء يخترن في النهاية الدور التقليدي للمرأة بمن فيهم نازك الملائكة التي تزوجت من زميلها عبد الهادي محبوبة في عام 1961.

في عام 1970 غادرت نازك الملائكة العراق إلى الكويت بعد عامين من استلام الرئيس صدام حسين الحكم في العراق، ومن ثم غادرت الكويت إلى القاهرة بعد غزو العراق للكويت عام 1990، ومع مرور الوقت أصبحت انعزالية أكثر، وظهر عليها الاكتئاب.

من مجموعاتها الشعرية

  • عاشقة الليل 1947، نشر في بغداد، وهو أول أعمالها التي تم نشرها.
  • شظايا ورماد 1949.
  • قرارة الموجة 1957.
  • شجرة القمر 1968.
  • ويغير ألوانه البحر 1977.
  • مأساة الحياة وأغنية للإنسان 1977.
  • الصلاة والثورة 1978.

من مؤلفاتها النثرية

  • قضايا الشعر الحديث 1962.
  • التجزيئية في المجتمع العربي 1974م، وهي دراسة في علم الاجتماع.
  • سايكولوجية الشعر 1992.
  • الصومعة والشرفة الحمراء 1965.
  • مجموعة قصصية عنوانها (الشمس التي وراء القمة) عام 1997.
 نزار قباني

شاهد أيضاً: نزار قباني

وفاتها

توفيت نازك الملائكة في 20 يونيو 2007 في مدينة القاهرة بمصر عن عمر يناهز 83 عاماً بسبب إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية، ودفنت في مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة