نزار قباني

  • تاريخ النشر: الخميس، 06 مايو 2021 آخر تحديث: الخميس، 21 مارس 2024
نزار قباني

نزار قباني دبلوماسي وشاعر سوري مواليد 21 مارس 1923 في مدينة دمشق، سوريا، وتوفي في 30 أبريل 1998 في لندن، قالت عائلته إن سبب الوفاة كان نوبة قلبية.  

نشأة نزار قباني وأعماله

ولد نزار قباني في عائلة تجارية من الطبقة الوسطى، وشبّ وترعرع في بيتٍ دمشقيّ تقليديّ لأُسرَةٍ عربيَّة دمشقيَّة عريقة. وهو حفيد الكاتب المسرحي العربي الرائد أبو خليل قباني.  وبحسب ما يقول في مذكراته، فقد ورث القباني من أبيه، ميله نحو الشعر كما ورث عن جدّه حبه للفن بمختلف أشكاله. درس القانون في جامعة دمشق (إجازة في الحقوق 1945)، وكان الشاعر قباني يحظى باحترام أجيال متعاقبة من الشعوب العربية لشعره الحسي والرومانسي. ظهرت أعماله ليس فقط في عشرين مجلداً من الشعر وفي المساهمات المنتظمة في جريدة الحياة الناطقة باللغة العربية، ولكن ظهرت أيضاً في كلمات غناها مطربون مصريون وسوريون ولبنانيون وعراقيون وخليجيون ساعدوا في نشر أعماله. نما شعر القباني في البداية مثيرًا للشهوة الجنسية والرومانسية، ثم شمل القضايا السياسية. كتب أشعاره بلغة بسيطة ولكن بليغة، وفازت بقلوب عدد لا يحصى من المتحدثين باللغة العربية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.

نزار قباني

نشر الشاعر قباني قصيدته الأولى (قالت لي امرأة سمراء) في عام 1944 قبل عام من تخرجه من جامعة دمشق. وكان لانتحار أخته، التي لم تكن ترغب في الزواج من رجل لا تحبه، تأثير عميق على حياة وشعر قباني. وربَّما ساعد ذلك في صياغة فلسفته العشقيّة لاحقًا ومفهومه عن صراع المرأة لتحقيق ذاتها وأنوثتها. ولم يكشف عن حقيقة هذه الحادثة باكرًا بل قال إنها توفيت بمرض القلب، إلا أن كوليت خوري كشفت قصة الانتحار، وهو ما ثبت لاحقًا في مذكراته الخاصة، إذ كتب "إن الحبّ في العالم العربي سجين وأنا أريد تحريره". ويصف نزار حادثة الانتحار بقوله "صورة أختي وهي تموت من أجل الحُبّ محفورة في لحمي... كانت في ميتتها أجمل من رابعة العدويّة".

بدأ حياته المهنية المتنوعة كدبلوماسي. عمل في السفارات السورية في مصر وتركيا ولبنان وبريطانيا والصين وإسبانيا قبل تقاعده عام 1966 وانتقل إلى بيروت في لبنان حيث أسس شركة منشورات نزار قباني للنشر. لقد كتب الكثير من الشعر، في البداية بأشكال كلاسيكية، ثم انتقل إلى الشعر الحر، مما ساعد في ترسيخه في الشعر العربي الحديث. اشتهرت لغته الشعرية بالتقاط إيقاعات الخطاب السوري اليومي. وعاش في لندن منذ عام 1967. لكن العاصمة السورية دمشق ظلت حاضرة بقوة في قصائده، وأبرزها قصيدة (رائحة الياسمين في دمشق).

جعل الشاعر قباني النساء موضوعه الرئيسي ومصدر إلهامه. وقد اشتهر بجرأته مع نشر أول مجلد شعر له في عام 1954 بعنوان (طفولة من الثدي)، وهو ما خالف التقاليد المحافظة للأدب العربي. ولم يصل قباني إلى مرحلة النضج إلّا بعد استقالته من السلك الدبلوماسي السوري في عام 1966 بعد هزيمة العرب في حرب 1967 بين العرب وإسرائيل، وأسس دار نزار قباني للنشر في لندن، وأصبح صوته قويًا وبليغًا في رثاء القضايا العربية.

تزوج نزار مرتين، زوجته الأولى كانت ابنة خاله (زهرة آقبيق) وأنجب منها هدباء وتوفيق. وقد توفيّ ابنه توفيق عام 1973 وكان طالبًا بكلية الطب في جامعة القاهرة في السنة الخامسة، الأمر الذي ترك الأثر الكبير في حياته، وقد نعاه نزار بقصيدة (الأمير الخرافي توفيق قباني) وتوفيّت زوجته الأولى في2007، وقتلت زوجته الثانية (بلقيس الراوي)، وهي معلمة عراقية التقى بها في حفل شعري في بغداد، في هجوم بقنبلة شنه مقاتلون موالون لإيران في بيروت، حيث كانت تعمل في القسم الثقافي بالوزارة العراقية. وقد رثاها نزار بقصيدته الشهيرة (بلقيس) التي قال فيها أن الجميع كان لهم دورٌ بقتلها، وقد أنجب منها ابنيه عمر وزينب ولم يتزوّج بعدها. وظل نزار في حالة صحية سيئة لعدة أشهر.

نزار قباني

كان نزار قباني قوميًا عربيًا ملتزمًا، وفي السنوات الأخيرة، أصبح شعره وكتاباته الأخرى، بما في ذلك المقالات والصحافة، أكثر سياسية. لكن كتاباته غالبًا ما كانت تدمج موضوعات اليأس الرومانسي والسياسي، وكانت تتعامل أحيانًا مع اضطهاد المرأة.

بعد مقتل زوجته بلقيس، غادر نزار لبنان وكان يتنقل بين باريس وجنيف حتى استقر في النهاية في لندن حيث قضى الخمسة عشرة عامًا الأخيرة من حياته، واستمرّ بنشر دواوينه وقصائده المثيرة للجدل خلال فترة التسعينيات ومنها (متى يعلنون وفاة العرب؟) و(المهرولون).

له عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديواناً، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها: طفولة نهد، الرسم بالكلمات، قصائد، سامبا، أنت لي، هل تسمعين صهيل أحزاني، مئة رسالة حبّ، قالت لي السّمراء، قاموس العاشقين، أحبّك والبقيّة تأتي. لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها:  قصتي مع الشعر، ما هو الشعر، 100 رسالة حب.

وفاة نزار قباني

في عام 1997 كان قباني يعاني من تردي في وضعه الصحي وبعد عدة أشهر توفي في 30 أبريل 1998 عن عمر ناهز 75 عامًا في لندن، بسبب أزمة قلبية. وفي وصيته التي كان قد كتبها عندما كان في المشفى في لندن أوصى بأن يتم دفنه في دمشق التي وصفها في وصيته "الرحم الذي علمني الشعر، الذي علمني الإبداع والذي علمني أبجدية الياسمين".

ما قاله الأدباء في نزار قباني

قالت الروائية المصرية منى حلمي عن الشاعر نزار قباني "عظمته جاءت من قدرته على التعبير بكلمات جميلة ليس فقط عن الأفعال العادية بين الرجل والمرأة، بل بين الحاكم والمحكوم وبين الظالم والمظلوم".

وقال الشاعر السوري يوسف كركوتلي في دمشق "إن السيد قباني كان ضرورياً لحياتنا مثل الهواء".

أما الروائي المصري جمال الغيطانتي ورئيس تحرير جريدة أخبار الأدب الأسبوعية، أشاد بالسيد قباني باعتباره شاعرًا عربيًا عظيمًا بذل جهدًا كبيرًا لجعل أشعاره مفهومة لجميع الناس وليس فقط النخبة.

ويرى البعض أنه بالغ في وصف النساء والعاريات في شعره، ما يجعله يتجاوز الأخلاق والقيم العربية والإسلامية. فقد أظهر شعر نزار قباني أنه كان مولعًا بوصف النساء، والناظر في شعره يراه كأنه قصيدة واحدة نُسخت بألفاظ ومفردات متغايرة، ومحور هذه القصيدة هو النساء وما يدور بينه وبينهن في المخادع، وفي شعر نزار قباني أمثلة كثيرة على تلك المبالغة، ومن ذلك قوله: (فصلت من جلد النساء عباءة .. وبنيت أهرامًا من الحلمات ).

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة