هل تشعر أن رئيسك في العمل لا يحبك؟ ربما.. إليك الدلائل وكيف تتصرف

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 08 ديسمبر 2021 آخر تحديث: الأحد، 12 ديسمبر 2021
هل تشعر أن رئيسك في العمل لا يحبك؟ ربما.. إليك الدلائل وكيف تتصرف

عندما نبدأ وظيفة جديدة، غالبًا ما نكون متحمّسين، مفعمين بالحيوية، وكلّنا أملٌ أن نحظى بزملاء عمل جيدين ولطفاء، ومديرٍ محترم يجعلنا نعشق عملنا، مع القليلِ من الحزم الذي يجعلنا نرى في عملنا شيئًا من الجدية والمستقبل المشرق. إن المثابرة لكَسب قلب زملاء العمل وربّ العمل في أي وظيفة، أمرٌ طبيعي لا بدّ منه، ولكن مهلًا، ماذا لو جرت الرياح بما لا تشتهي السّفنُ؟

من المحتمل كثيرًا ألا يكون زملاؤك متعاونين، وربما يكونون سيئين، والأصعب من ذلك كلّه، أن يقابلك رئيسٌ يشعرك بعدم حبّه لك. نعم قد لا يحبك رئيسك في العمل، ربما قد يكون لديه أسبابه، وربما هو فقط لم يرتاح لوجودك من اللحظة الأولى. لنتفق بدايةً أن ذلك عمومًا شيءٌ سيئ، فبناء علاقة جيدة مع ربّ العمل ثاني أهم بند من بنود التقدم الوظيفي: أول البنود يجب أن تكون مؤهلًا للتقدم (يعتمد ذلك على دقة عملك وإنتاجيتك والجهد الذي تبذله..)، وثانيها حبّ رئيس العمل لك، فهو القادر على ترقيتك وتطويرك، لذا نظرة رب العمل الإيجابية للموظف شرط أساسي للتطوير الوظيفي.

علامات تبيّن أن رئيسك في العمل لا يحبّك

هل تشعر أن رئيسك في العمل لا يحبك؟ ربما.. إليك الدلائل وكيف تتصرف

لنفترض بدايةً أنك ذهبت إلى العمل للمرة الأولى، وتضع التفاؤل والحماس نُصب عينيك، ولكن عندما رأيت مديرك واتفقت معه على مجريات العمل، لم يُبدِ أي ردّة فعل تبيّن هل هو شخصٌ "لطيف" أم "جدّي"؟ أحبّك أم لم يحبّك؟ هنا يصبح دورك في اكتشاف هذا الموضوع مع الوقت وخلال العمل. سأدرج لك أهم العلامات التي تؤكد لك فيما إذا كان رئيسك في العمل لا يحبك، أم مجرّد شخص طبيعي يتعامل معك بشخصيّته الطبيعية.

التجاهل

نبدأ مع التجاهل الذي يُعتبر العلامة الأولى والرئيسية لفشل أي علاقة، سواء عاطفية مثلًا أو وظيفية. عندما تلاحظ أن مديرك يتجنّبك في المحادثات غير الرسمية، بمعنى أنه يناقشك فيما يخص الأعمال فقط، وفي أيّ خروجٍ عن حدود العمل أيًا كان، فستراه يتجنب الحديث معك فيه، هنا يجب أن تبدأ بزرع بذور الشّك بما يحاول المدير فعله وما يمكننا تسميته "ذا ليميتيد كونتاكت أو الاتصال المحدود (Limited contact)"؛ علامة واضحة تهيّئ لمسمّى آخر مو "متلازمة الإعداد إلى الفشل"؛ هي كما وصفتها مجلة "هارفارد بزنس ريفيو" المتلازمة التي يتواطأ فيها رب العمل في عملية عدم نجاح الموظف في عمله.

باختصار: إذا كنت أنت خائف قليلًا أو ترى أن أداءك متوسط إلى جيد، فيمكن للكلمة الجيدة أن ترفع معنوياتك، ويمكن للكلمة السيئة أن تحبطك، وإذا كان مديرك لا يحبك، فسيحدّ من تواصله معك، سيشكك في ذاتك وقدراتك، وسيعمل على الإشراف عليك ومراقبتك والتفتيش وراء إنجازك اليومي لا أكثر، وسيحدّ من علاقتكما عاطفيًا، وينتهي الأمر بك بتنفيذ الأعمال عنوةً بدون نفس وبلا حب، وفي الختام، ستترك العمل سواء عنوةً أو بإرادتك.

لذا باختصار، إذا تجاهلك مديرك، تجاهلَ العلاقة الودّية التي تحاول بناءها، تجاهل رسائلك أحيانًا – يردّ على الرسائل التي تعتبر غايةً في الأهمية فقط – أو ألغى الاجتماعات معك ولاحظت أنه يتجنّب إجابتك على أسئلتك، ويتجنب بناء علاقة معك عمومًا، فببساطة، هو لا يحبك!.

يركّز سلبيًا عليك وعلى عملك

استكمالًا للفكرة السابقة التي تشرح متلازمة الإعداد إلى الفشل، سيركّز مديرك على كيفية قيامك بعملك كثيرًا، ولكن ليس للأخذ بيدك نحو الأعلى، أو ترقيتك وظيفيًا مثلًا، لا، إنما يتصرّف ذلك بغاية لئيمة قليلًا، مثلًا: سيطلب منك الرجوع إليه شخصيًا للحصول على الموافقة منه بما يخصّ أي قرار ستتخذه، وفي حال أعجبه قرارك، سيطلب منك المزيد والمزيد من الأوراق والإثباتات التي تؤهل قرارك لمرحلة التنفيذ، وفي الاجتماعات، تراه يراقبك عن كثب بنظرات غير ودودة، وينتظر تعليقًا منك لينتقده، ينتقد أرائك بشكلٍ مكثّف. قد تعتقد في البداية أن ذلك طبيعي، وأنه يصبّ في مصلحتك، ولكن لا، حاول التفريق بين من ينتقدك بشكل هجومي، ومن ينتقدك بشكلٍ تنبيهي ليضيء أمامك الطريق، وسيظهر ذلك جليًا اجتماعًا تلو الآخر.

معاملتك بطريقة الاستجواب: دليل على نقص الثّقة بك!

في الاجتماعات المفردة، أي عندما يطلبك رئيسك بشكلٍ شخصي، انتبه فيما لو بدأ يطرح أسئلةً بشكلٍ غريب، بطريقة الاستجواب مثلًا، أي إذا بدأ يسألك عن كيفية قضاء الوقت في العمل، ماذا تفعل حيال مشاريعك، لماذا وكيف ومتى وأين.. أي التفاصيل الزائدة قليلًا.. ويُفضّل أن تتعلّم قليلًا حول لغة الجسد، فستخبرك عيناه ما إذا كان يسأل بهدف الاطمئنان عليك وتنبيهك على أخطائك، أم بهدف تشكيك بنفسك ووضع إشارة حمراء حول اسمك.

إذا بدا لك وكأنه يستجوبك، فهذا دليل على نقص ثقته بك وبعملك، ونقص الثقة لا يفضي أبدًا إلى علاقة إيجابية، خاصةً في حدود العمل. انتبه نحنُ هنا لا نوجّهك إلى إلقاء التُّهَم على رئيسك في حال استدعاك وسألك أسئلة بسيطة حول مواد عملك، لا بدّ لرؤساء العمل من هذا التصرف، ولكن يمكنك الانتباه إذا كان هذا الأمر طبيعيًا، وإذا كان يفعل ذلك لمصلحتك الوظيفية أو لأنه يكرهك!.

يتغاضى عن وجودك في المهام ذات القيمة

لنستذكر قليلًا بندًا سابقًا كنت قد أخبرتك فيه أنه إذا كان مديرك لا يحبك، سيشرف عليك ويلاحق عملك ويفتّش وراءك ويركّز على مراجعة مهامك، ولكن لن تكون غايته دعمك وترقيتك، بل وضعك تحت ضغط عمل بدون أي أمل في التقدّم. ستجد نفسك أمام نفس المهام ولا شيء جديد سوى الضغط النفسي والجسدي والتراكمات، فينتهي الأمر بترك الوظيفة غالبًا.. في هذا البند، سنركّز على ذات الأمر ولكن في سياقٍ مختلف، وهو المساهمة في جعلك مرتاحًا عند استحضار المهام ذات القيمة، تنحيتك جانبًا بعيدًا عن الأمور العملية الهامة.

يقول خبير القيادة باتريك فيرونو (Patrick Veroneau): "المدير الذي يسأل عن رأيك، يمدحك بانتظام ويوفر فرصًا للتطوّر والنمو الوظيفي، فغالبًا هو يحبك"، والعكس لهذه المقولة صحيحٌ أيضًا، فإذا لاحظت أنه يتم تكليفك بمهامٍ روتينية دائمًا، ولا يعرض عليك مديرك مسؤوليات أكبر أو تحديات جديدة كل فترة، إنما يعتني بزملائك الآخرين ويوفّر هذه الفُرص لهم، فمن المحتمل أنه لا يحبك، إذ يتبين أنه ليس مهتمًا بالمساهمة في استثمار قدراتك وتنميتها لتطوير حياتك المهنية.

التمييز السلبي: معاملتك بشكلٍ مختلف عن الآخرين

وفقًا لبحث أجراه موقع هارفارد بزنس ريفيو، يعامل حوالي 90% من جميع أرباب العمل في العالم، مجموعة معينة من المرؤوسين كما لو أنهم جزء من بيئة العمل، بينما يستبعدون الأفراد الآخرين بعيدًا عن مجموعة العمل، وهذا ما يخلق شرخًا نفسيًا وعمليًا للموظف المُستبعد. طبعًا إذا أردنا أن نتكلم عن ثقافة العمل بالعموم، ففي عالم العمل المثالي، ليست هناك مجموعات عمل وانحيازات، ولكن في ثقافة بعض الشركات، قد تلاحظ هذا الموضوع، خاصةً أننا لا نعيش في عالم مثالي في الأصل! [1]

لذا إذا بدا أن رئيسك لطيف مع من حولك، ولكنه يتبارد ويتغير عندما يتعامل معك على وجه الخصوص، أي إذا لاحظت التمييز الوظيفي بشكل واضح، فهذا لا يحتاج الشرح، هو لا يحبك.

كيف تتصرف حيال رئيس العمل الذي لا يحبك؟

هل تشعر أن رئيسك في العمل لا يحبك؟ ربما.. إليك الدلائل وكيف تتصرف

والآن، وقد استنتجت أن رئيسك لا يحبك، ماذا تفعل؟

"نحن نقضي عمومًا ثلث حياتنا في العمل" - باتريك فيرونو

بالنظر إلى هذه المدة التي ستمضي حتمًا من عمرنا، فيجب أن نحرص على أن تكون مدّة إنتاجيّة بروحٍ جيدة متفائلة قدر الإمكان. يقترح فيرونو فهم وتقدير الأمور التي يمكن أن تخلق موقفًا سيئًا وتوترًا مع رئيسك في العمل، وتداركها، فمن خلال البنود أعلاه، يمكنك معرفة ما إذا كان رئيسك في العمل لا يجبّك، وعندما تتأكد من ذلك، فأول نصيحة أريد تقديمها لك هي ألّا تدع تجربة سيئة واحدة أن تؤثر على حياتك المهنيّة كاملة، لا تدعها تحمل آثارها إلى ما هو أبعد من الحياة المهنية أصلًا.

التعامل مع رئيس لا يحبّنا أمرٌ ليس باللطيف أبدًا، لذا بدايةً - وبالنسبة لي شخصيًا – عندما نقع بين يديّ رئيس لا يحبّنا، يجب أن نضع في رأسنا فكرة الثقة بالنفس، وألا نفقدها، وبل ونغذّيها قدر الإمكان، ثم نتجه إلى المشكلة. هل أنت قادرٌ وظيفيًا؟ هل لديك المؤهلات المطلوبة والتي تخدمك إذا قررت ترك العمل؟ إذا كانت لديك مؤهلات جيدة، وكنت تمتلك بعض المال الذي يمكنه إعالتك لمدة 6 أشهر تقريبًا ريثما وجدت عملًا، فاترك العمل لدى هذا المدير، لستَ مضطرًا للمجاراة!

أما إذا لم يكن لديك خيارٌ سوى البقاء تحت رحمته، فإليك ما يمكنك فعله كي تستمر: [2]

إذا اكتشفت أن مشكلة رئيسك هي انعدام الثقة بك

يجب أن تعيد تأهيل ثقة رئيسك بك. طبعًا، أغلب مشكلات انعدام ثقة الرؤساء بالموظفين تنبع من كون رب العمل غير واضح من البداية في هدفه بالعمل، وباختصار، يجب عليك أن تسحب من فمه ما يريده بالضبط منك. انتظر حتى الاجتماع الفردي الذي سيعقده معك كموظف، وناقشه: "ماذا تريد مني بالضبط؟ ما الذي تنتظره تمامًا من شخصٍ في مرتبتي الوظيفية؟ هل تريد مني إنجاز شيء محدد أو الدخول في مساهمة جديدة؟" بنبرة بسيطة ولطيفة بالطبع.

وفي حال كنت تريد بدء مشروعٍ جديد، فاسأله أسئلة مستقبلية محددة: "أنا أرغب القيام بهذا الأمر، ما الذي تريد مني تضمينه خلال العمل؟"، وإذا شعرت أنه قد يشكك في مدى تأهلك لهذا الموضوع وبدأ بطرح الفجوات التي قد تعيقك، فلا تصمت، اعترف فورًا وقُل: "بالضبط، أنت على حق، ومن اليوم، سأفعل كذا..."، اجعله يثق بخطواتك، يشعر بلهيب حماسك، بدءًا من بريق عينيك وحتى لهفتك في الحديث.

لمزيدٍ من الثقة، حاول المحاورة، حتى لو لم يعطِك الفرصة لذلك، حاول استجراره في الكلام وحاوره، وتفاعل معه بنقاط قوّتك وما تمتلكه من مهارات، وما أنت واثقٌ منه، واقرن حديثك بنقاط ضعفك أيضًا فهذا لا يُعتبر شيئًا سيئًا، بل الاعتراف بذلك دليل قوة الشخصية، ودليلٌ على أنك تريد التطوير من نفسك، لا التستّر على مخاوفك وتزييفها. وبهذا، يجب أن تكسب ثقته التي تفضي إلى كسب محبته واحترامه.

إذا كانت المشكلة ببساطة أنه لا يحبك..

هنا أعتقد أنه يجب الالتفات إلى نفسيّة المدير، واللعب على وتر المجاراة. أول حقيقة يمكنك الاستفادة منها، هي أن البشر عمومًا يميلون إلى حبّ الأشخاص الذين يحبونهم، أظهر حبّك لرئيسك، لعلّه يبادلك الشعور، ويمكنك إظهار حبك له بالاستماع إلى كل ما يقوله، تشجيعه في مسيرته ودعمه من خلال إظهار اهتمامك بكلامه، والانتباه إلى المواضيع التي تجذب انتياهه وتثير طاقته وتحفّزه: "سيّدي، أعتقد أن تجربتك هذه في التطوير ملهمة ومهمة حقًا، شكرًا لك".

تعلّم لغة الجسد كما سبق وقلت لك، فستساعدك كثيرًا في فهم ما يحبّه رب العمل وما لا يحبذ، وستساعدك في التواصل معه بشكلٍ أفضل. كمثال: إذا رأيت رئيسك لا يبادلك النظرات الودودة، فمن المحتمل أنه كذلك مع الجميع ولا يتقصّدك. يمكنك التحقق من هذا الموضوع على مرّ الوقت، أو على سبيل المثال، إذا كان جدّيًا ولا يضحك على النكات التي تلقيها، ولاحظت أن شخصيّته كذلك، فتفهّم الأمر وعامله بالجدية التي يريد، سيحبّك أكثر!.

عمومًا، إذا كنت واثقًا بنفسك بالفعل، فلا أعتقد أنك بحاجة ماسّة لمحبة رئيسك، يكفي أن تخلق جوًا جيدًا وبيئة عمل لطيفة مع زملائك، وعندما يلاحظ هو حبّ زملائك لك وثقتهم بك، فمن المستحيل أن يحافظ على كرهه لك، لأنك تُعتبر وقتها مصدر قوّة الفريق!

الرسالة الأخيرة لك، لا شيء يدوم في هذه الحياة، لا أنت ولا رئيسك ولا وظيفتك الحالية حتى، كل شيء قابل للتغيير، لذا لا تحاول جاهدًا إرضاء ربّ العمل، ارضِ نفسك أولًا، ثقفها وتعلم الثقة بالنفس، ولا تجعل نفسك فريسة لأحد. دُمتَ واثق الخُطى.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة