هل قصر الملكة إليزابيث الثانية مسكون بالأشباح بالفعل؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 04 نوفمبر 2021
هل قصر الملكة إليزابيث الثانية مسكون بالأشباح بالفعل‎؟

شهدت الملكة إليزابيث الثانية الكثير في حياتها، فالملكة البالغة من العمر 95 عاماً، قد عاشت حروباً عالمية، واضطرابات سياسية، كما شهدت على الازدهار التكنولوجي والتطور البالغ. لمواكبة كل هذا وقيادة دولة، اتخذت الملكة لنفسها منزلاً مريحاً في قلعة وندسور، في حين أن المقر الرئيسي للملك هو قصر باكنغهام في لندن، إلا أن العديد من الملوك على مرّ القرون قد جعلوا منزلهم الثاني هو قلعة وندسور، وهو ما فتح الباب لأقوال مُتداولة بأن أشباح الملوك السابقين لا زالت تسكن قاعات وندسور، وفقاً لما نشرته بعض التقارير المحلية.

الملكة إليزابيث الثانية وأختها تشاهدان شبح إليزابيث الأولى

شهدت قلعة وندسور، وهي أقدم قلعة مأهولة في إنجلترا، بعض أشهر ملوك بريطانيا، بما في ذلك جورج الثالث، والذي يُقال بأن شبحه قد شوهد بين جدران وندسور في مراحل زمنية مختلفة، كما يُقال إن الملكة إليزابيث الثانية وشقيقتها الراحلة مارغريت قد زارتهما الملكة إليزابيث الأولى التي حكمت كملكة منفردة لمُدّة ربع قرن.

كانت الملكة إليزابيث الأولى ابنة هنري الثامن وزوجته الثانية آن بولين. وكانت تُشبه الملكة إليزابيث الثانية في بعض الأشياء، منها أن إليزابيث الأولى لم يكن من المفترض أن تكون ملكة. ولدت كلتا المرأتين لأفراد من العائلة المالكة ولم يكن من المتوقع أن يصعدوا إلى العرش. لكن في حالة إليزابيث الأولى انتهى الأمر بهنري الثامن ملكاً بسبب وفاة أخيه الأكبر، فوجدت إليزابيث نفسها في خط الخلافة بعد أن تنازل عمها عن العرش، تاركاً والدها باعتباره الملك.

أيضاً كانت الملكة إليزابيث الأولى تقضي وقتاً طويلاً في قلعة وندسور، تماماً كما تفعل الملكة إليزابيث الثانية اليوم. ويُتردد أنه خلال تواجدها في وندسور، شاهدت الملكة إليزابيث الثانية وشقيقتها الصغرى، الأميرة مارجريت، الملكة إليزابيث الأولى، والتي تُعرف أيضاً باسم الملكة العذراء لأنها لم تتزوج أبداً. ذكرت بعض التقارير أن إليزابيث الأولى تسير ذهاباً وإياباً في مكتبة القلعة مُرتدية الكعب العالي.

لم تكن الملكة وشقيقتها الوحيدين اللذين رأيا الملكة إليزابيث الأولى في قلعة وندسور. وفقاً لكتاب "بريطانيا المسكونة"، كان حارس من القرن التاسع عشر جالساً خارج المكتبة في عام 1897 ورأى امرأة ترتدي ملابس سوداء تمشي بجوارها. حاول أن يُلاحقها لكنها اختفت بعد ذلك دون أن تترك أثراً. عندما سأل الحارس خادماً عمّا إذا كانوا قد رأوا أي شخص، قيل له لا، لكن هذا الخادم أوعز للحارس بأن الملكة العذراء قامت بزيارة شبحية له.

أشباح آخرون في وندسور

ذكرت تقارير صحفية أخرى، أن عشرات الأشباح من أفراد العائلة المالكة الراحلين وآخرين شوهدوا في قلعة وندسور على مرّ السنين، بما في ذلك شبح الملك جورج الثاني الذي شوهد في غرفة أسفل المكتبة، حيث تم وضعه في زنزانة خلال فترة إصابته بالجنون، والملك جورج الثالث الذي يزعم العديد من الشهود أنهم رأوه يتجول في بعض الأماكن داخل القلعة، بالإضافة إلى شبح الملك هنري الثامن الذي شوهد أيضاً عند أسوار القلعة قبل أن يختفي من خلال أحد الجدران، تناقل البعض أيضاً مشاهدة زوجته آن بولين التي قُطع رأسها وهي تبكي عبر نافذة القلعة. وغيرها من حوادث رؤية الأشباح، فقد تم الإبلاغ عن قرابة 25 مرة شوهد فيها شبح بين جدران قلعة وندسور.

الحالة الصحية الحالية للملكة إليزابيث الثانية

من ناحية أخرى، يُذكر أن قصر بكنغهام كان قد أعلن عن أن الأطباء أمروا الملكة بالراحة، وتجنّب الزيارات الرسمية، وكان من بين الارتباطات التي اضطرّت الملكة للانسحاب منها حفل الاستقبال الذي انعقد بمناسبة افتتاح قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 26"، التي انطلقت في أسكتلندا.

أيضاً كان باكنغهام قد أعلن سابقاً عن أن الملكة إليزابيث قد ألغت رحلة كانت مُقررة إلى أيرلندا الشمالية التي كانت مُقررة في أكتوبر الماضي، أضاف قصر باكنغهام في بيانه إن الملكة "قبلت على مضض النصيحة الطبية للحصول على الراحة في الأيام القليلة المقبلة"، ولم يُقدم البيان أي تفاصيل أخرى حول الوضع الصحي للملكة أو أي مخاوف صحية معينة لدى الأطباء بشأن حالتها.

أشار البيان إلى أن الملكة البريطانية كانت في حالة معنوية جيدة، وأنها تشعر فقط بخيبة أمل لعدم قدرتها على تنفيذ ارتباطاتها المُخطط لها في أيرلندا الشمالي.

وفقاً لبعض التقارير الإخبارية، لا يتعلق قرار الملكة بجائحة فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، أضافت التقارير أن نصيحة الأطباء للملكة بالراحة تأتي بعد جدول أعمال مزدحم خلال الأسابيع القليلة الماضية. أوضح بيان باكنغهام أن الملكة ترسل أمنياتها الدافئة لشعب أيرلندا الشمالية، وتتطلّع قدماً لهذه الزيارة في المستقبل القريب.

الملكة إليزابيث الثانية أطول ملوك العالم حكماً

وتعتبر الملكة إليزابيث أطول ملوك العالم حكماً، ومن المقرر أن تحتفل بالذكرى السبعين لتوليها العرش العام المقبل. وفي وقت سابق، رفضت الملكة طلب إحدى المجلات البريطانية منحها لقب "Oldie of the Year/عجوز العام" قائلة بأنها لا تعتقد أنها على شاكلة المتلقين السابقين لتلك الجائزة، الذين منهم رئيس الوزراء الأسبق جون ميجور، والممثلة أوليفيا دي هافيلاند، والفنان ديفيد هوكني.

وجاء في تصريح المتحدث باسم الملكة أنها تعتقد أن العمر الحقيقي ما تشعر به، لذلك فهي ترى أنها لا تستوفي المعايير المطلوبة لتكون قادرة على قبول (اللقب)، وتأمل أن تجد متلقياً أجدر منها.

لا تزال الملكة إليزابيث الثانية شخصية محبوبة في بريطانيا وحول العالم، تقديراً لمحافظتها على النظام الملكي على الرغم من التحولات الكبرى التي مرّت بها بريطانيا خلال فترة حكمها، منذ انتهاء الاستعمار إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يُعتبر وريث الملكة إليزابيث، الأمير تشارلز البالغ من العمر 72 عاماً، أقل شعبية بكثير منها.

أزمات عديدة تعرضت لها العائلة المالكة البريطانية، مثل وفاة ديانا في 1997، كما هز المؤسسة مؤخراً، الانسحاب المدمر من النظام الملكي لحفيدها الأمير هاري وزوجته ميغان اللذين سافرا إلى كاليفورنيا، بالإضافة إلى اتهامات باعتداءات جنسية طالت ابنها أندرو.

تواصل إليزابيث الثانية رئيسة الدولة ل16 مملكة، المشاركة في العديد من المناسبات في أماكن عامة، على الرغم من التكهنات الدائمة عن انسحاب الملكة إليزابيث، خصوصاً بعد وفاة زوجها فيليب عن عُمر يناهز 99 عاماً، لكنها لم تعد تسافر إلى الخارج وينوب عنها ولي العهد لكنها شاركت في قمة مجموعة السبع عبر استقبال الرئيس الأميركي جو بايدن في يونيو الماضي، بالإضافة إلى كونها تقوم بتقديم أوسمة ولقاء سفراء جدد في المملكة المتحدة، أحياناً عن طريق مؤتمرات الفيديو.