الإجهاد السام.. أعراضه وتأثيره على الدماغ

  • تاريخ النشر: الخميس، 16 مايو 2024
الإجهاد السام.. أعراضه وتأثيره على الدماغ

الإجهاد السام من أسوأ أنواع الإجهاد التي يمكن أن تصيب الفرد، وخاصة الأطفال لأنه يؤثر على نموهم وتقدمهم، ويعتبر من أنواع الإجهاد التي يجب أن نبتعد عنها، ولذلك يجب أن تتعرف على الأعراض المميزة له وأسباب حدوثه، كي لا تترك طفلك فريسة لأفكار وضغوطات لا يمكنه تحملها.

الإجهاد السام.. أعراضه وتأثيره على الدماغ

ما هو الإجهاد السام؟

يُعرف الإجهاد المزمن أو الإجهاد الطويل وهو نوع من أنواع الإجهاد الذي يعاني خلاله الفرد من التعب والإرهاق دون وجود وقت كاف للراحة.

يصاب العديد من الأشخاص بهذا النوع من الإجهاد، ولكنه غالبًا ما يقع للأطفال أيضًا، ومن أسباب حدوثه ما يلي:

إذا تعرض الشخص للإهمال المتمثل في العنف الجسدي أو الجنسي مما يؤثر على راحته.

بعض الصدمات التي يتعرض لها الفرد من كوارث طبيعية أو إنسانية مثل فقدان أحد أفراد الأسرة تكون سببًا في الإجهاد السام.

عند التعرض إلى العنف المنزلي سواء كانت الإساءة عاطفية أو جسدية من قبل أحد الوالدين، أو وجود صراع مستمر بين الأبوين.

عيش الإنسان في بيئات فقيرة غير آمنة وتعرضه للعنف بسبب ذلك.

ما هو تأثير الإجهاد السام على الدماغ؟

يؤثر الإجهاد السام على نمو الدماغ بشكل كبير وأيضًا على النمو الجسدي للأطفال، وذلك بسبب التعرض المزمن لهرمونات التوتر التي تغير من طريقة نمو الدماغ، فالجانب الأيمن من الدماغ هو المسؤول عن الخيال والعواطف والوعي البصري،والجانب الأيسر مسؤول عن اللغة ومهارات الأرقام والتفكير والمهارات العلمية.

يتواصل جانبا الدماغ وينظمان من خلال بنية في منتصف الدماغ، وذلك كله يتأثر بشدة من عمل الإجهاد السام ويحدث الخلل في نمو الجانبين مما يؤثر على الحالة العامة للطفل.

يعتبر دماغ الطفل في سن النمو من أكثر الأشياء التي تتأثر بالتجارب المؤلمة، وذلك وفقًا للكثير من الأبحاث التي تحدثت عن الأمر والتي ذكرت أن ذلك الإجهاد الذهني المستمر يؤدي إلى تقليص الجسم الثفني الذي يتكون عند التقاء جانبي الدماغ الأيمن والأيسر، ومن ثم تلف خلايا المخ.

كيف يتطور الإجهاد السام؟

يمر الإجهاد السام بعدة مراحل، والتي تتشكل كالتالي:

  • يفرز الجسم مستويات مرتفعة للغاية من الكورتيزول والأدرينالين وهما الهرمونان المتعلقان بالتوتر، وذلك بعد تعرض الفرد إلى إيذاء جسدي أو عنف من أي نوع.
  • لا يتم تحديد الإرهاق السام من قبل مواقف بعينها لأن الأطفال قد يجدون بعض المواقف أكثر ضغطًا لنفسيتهم من غيرها.
  • يؤدي تكرار الإجهاد المزمن إلى ارتفاع مستويات الهرمونات بشكل يغير من فسيولوجية الدماغ، وهنا تبدأ الخلايا العصبية بالانهيار، مع انكماش الجسم الثفني.
  • لا يتمكن كل جانب من الدماغ على الاستجابة بشكل كبير للعمل مما يقلل من القدرة على حل المشكلات أو الإصابة بالأمراض العقلية مثل الاكتئاب والقلق والمشكلات السلوكية أيضًا.
  • أشارت العديد من الدراسات إلى تأثر عمل المناعة بكفاءة كلما تصاعدت نسبة هرمونات التوتر في الجسم.
  • كما أكدت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين يعانون من سوء المعاملة في الصغر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة الخطيرة في مرحلة المراهقة مثل أمراض القلب.

ما هي أعراض الإجهاد الشديد؟

يمكنك ملاحظة أعراض الإجهاد السام على الأطفال بسهولة والتي تتمثل في الآتي:

  • عدم القدرة على تعلم السلوكيات الجديدة ومواجهة صعوبات التعلم سواء في الدراسة أو الأيام العادية.
  • صعوبة التركيز والتصرف بعدوانية تجاه الآخرين.
  • الإصابة بالقلق والتوتر والاكتئاب.
  • ظهور المشكلات الصحية الخطيرة في سن مبكر مثل الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والسمنة وأمراض السكري وضعف جهاز المناعة.
  • صعوبة تكوين علاقات مثل علاقات الصداقة والحفاظ عليها.
  • الإحساس المستمر بالحزن وصعوبة التحكم في المشاعر مما يؤدي إلى الغضب المستمر، والدخول في نوبات غضب لا يمكن السيطرة عليها.
  • تغير عادات تناول الطعام والنوم مثل فقدان الشهية أو الشعور بالأرق.
  • الانطواء وعدم التفاعل مع من حوله من أطفال أو كبار.
  • عدم الاستمتاع بالأنشطة التي يستمتع بها الأطفال الآخرين.
  • الشعور بألم في المعدة أو الصداع المتكرر.
  • فقدان الشهية أو زيادة الوزن مع التعرق المفرط، ومواجهة صعوبة في النوم.
  • صعوبة الانتباه إلى ما يحدث حوله مع التأخر في النمو.

كيف يمكن الوقاية من الإجهاد السام؟

هناك العديد من الأشياء التي يمكن للبالغين القيام بها للوقاية من الإجهاد السام لدى الأطفال،وتشمل هذه الأشياء:

توفير بيئة آمنة، حيث يجب أن يشعر الأطفال بالأمان والحب في المنزل.

التفاعل مع الأطفال بشكل منتظم، مما يعني قضاء الوالدين بعض الوقت مع الأطفال والتحدث إليهم والاستماع لهم.

تعليم الأطفال بعض من مهارات التأقلم مثل كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة بطرق صحية.

إذا كان البالغون يعانون من التوتر أو القلق، فمن المهم طلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية حتى لا يؤثر ذلك على الحالة النفسية لأطفالهم.

أنواع الإجهاد

هناك العديد من أنواع الإجهاد التي تصيب الإنسان في حياته، وبعضها قد يكون مفيدًا له، ومن هذه الأنواع:

الإجهاد الحاد

هو رد فعل فوري ومكثف لحدث ما، مثل مقابلة عمل أو الحصول على مخالفة مرورية،وغالبًا ما يكون مصحوبًا بأعراض جسدية مثل زيادة معدل ضربات القلب والتعرق وضيق التنفس، ولكن عادة ما يكون الإجهاد الحاد قصير الوقت ولا يسبب ضررًا طويل المدى.

الإجهاد المزمن

هو نوع من الإجهاد يستمر لفترة أطول من الوقت، مثل التعامل مع مشكلة مالية أو مرض مزمن،ويمكن أن يكون للإجهاد المزمن تأثير سلبي على الصحة الجسدية والعقلية، حيث يؤدي إلى أعراض مثل التعب والأرق والصداع ومشاكل الجهاز الهضمي ويزيد الإجهاد المزمن أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والاكتئاب.

الإجهاد المفيد

غالبًا ما يرتبط هذا النوع من الإجهاد بالتحديات أو الفرص، حيث يمكن أن يساعد على التحفيز والأداء الجيد ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الكثير من الإجهاد المفيد يمكن أن يتحول إلى إجهاد ضار أيضًا.

في الختام تعرفنا على ما هو الإجهاد السام، وكيف يمكن تجنبه والسيطرة عليه، وكذلك ما هي أعراضه التي تظهر على الطفل ومدى تأثيره على نمو الدماغ.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة