قصائد شعرية في الأمل.. أجمل الأبيات التي تبث الأمل والسعادة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 07 يناير 2024

"محكومون بالأمل" هكذا يقول المسرحي السُّوري الرَّاحل سعد الله ونوس، فجميعنا نحيا على آمالنا وأمانينا ولولاها لما كنا تقدمنا قيد أنملة.

سنتعرف معكم على أجمل الأبيات والقصائد التي قيلت عن الأمل، الأمل في الحبّ، الأمل في الوطن، وآمالٌ أخرى، كما سنقرأ معاً أبياتاً عن فقدان الأمل وتأثيره في نفوس الشُّعراء.

 

الأمل يعبر عن ذاته في القصيدة كما يتم استخدامه للتشبيه

غالباً ما يأتي الأمل في القصيدة معبراً عن ذاته ليكون هو بذاته الرمز الذي يحمل معانٍ كبيرة، ومن خلال جولتنا على موضوعات مختلفة سنتمكن معاً من وضع يدنا على العديد من معاني الأمل ورموزه.

فلنتأمل معاً قول جميل صدقي الزَّهاوي:

يعيشُ بالأملِ الإِنسانُ؛ فهو إِذا أضَاعَه زالَ عَنه السَّعيُ والعَملُ

لمْ يَعبُدِ النَّاسُ كلُّ النَّاسِ في زَمنٍ سِوى إِلهٍ لَهُ شَأنٌ هو الأملُ

وسنجد بعض الشُّعراء يجتهدون في تفسير الأمل، منهم نازك الملائكة في قولها:

قَالوا الأمَلْ

هو حَسرَةُ الظَّمآنِ حِينَ يَرى الكُؤوسْ، في صُورةٍ فَوقَ الجِدارْ

هو ذَلكَ اللَّونُ العَبُوسْ، في وجهِ عُصفورٍ تَحطَّمَ عُشُّهُ فبَكَى وطَارْ

وأقَامَ ينتظرُ الصَّباحَ لَعلَّ مُعجزةً تُعيدْ، أنقَاضَ مَأواهُ المخرَّبِ مِن جَديدْ

ويشير الشَّاعر عبد الصمد بن المعذل إلى استمرار الأمل حتَّى بعد فناء الآمل؛ فيقول:

ولِي أملٌ قطعتُ بِهِ اللَّيالِي أرَانِي قَدْ فَنيتُ بِه ودَامَا

أمَّا ابن هانئ الشَّاعر الأندلسي فيرى أن الأعمار أقصر من الآمال؛ يقول:

إنَّا وفي آمَالِ أنفُسِنَا طُولٌ وفي أعْمَارِنَا قِصَرُ

وهو ذاته قول البحتري:

لَنَا في الدَّهْرِ آمَالٌ طِوالٌ نُرَجّيهَا وأعْمَارٌ قِصَارُ

تختلف آراء الشعراء عن قيمة الأمل والتعامل مع الآمال

حين نبحث في ديوان الشِّعر العربي عن الحكمة والأمل نجد آراءً مختلفةً حدَّ التناقض، فمن الشُّعراء من يدعونا إلى التعلق بآمالنا ما حيينا، ومنهم من يرى الآمال كاذبة دائماً وأبداً، كما أنَّ منهم من يصرُّ على الربط بين الأمل والعمل.

لنتوقف أولاً مع قول مصطفى صادق الرافعي الذي يرى في العمل والاجتهاد شرطاً لازماً لتحقيق الأمل:

لَقد كَذَّبَ الآمالَ مَن كانَ كَسلانَا وأجَدرُ بالأحلَامِ مَن بَاتَ وَسنانَا

ومَن لَم يُعانِ الجدَّ في كلِّ أمرهِ رَأى كَلَّ أمرٍ في العَواقِبِ خُذلانَا

ومَا المَرءُ إلا جدُّهُ واجتهادُهُ وليسَ سِوى هَذينِ للمَرءِ أعَوانا

كأنَّ الوَرى يجرونَ طَراً لغَايةٍ وقَدْ دُحِيتْ هَذي البَسيطةُ مَيدانا

فمَن كانَ مِقداماً فَقَد فَاز جَدُهُ وباءَ بكلِّ الوَيلِ مَن ظَلَّ حَيرانا

فلا تتَقاعدْ إنْ تَلُحْ لكَ فُرصةٌ ولا تَزدرِ الشَّيءَ الحَقيرَ وإنْ هَانَا

كما يقول الشَّاعر والفيلسوف الهندي الشهير محمد إقبال:

إنَّما يَحيَا الفُؤادُ الآمِلُ وإذا حيَّ يموتُ البَاطِلُ

إنَّما أصلُ الحَياةِ الأملْ فكذاكَ العَقلُ مِنهُ يَنسَّلْ

نحنُ أحياءٌ بخلقِ الأمَلْ نحنُ في نُورٍ بهذِي الشُّعلْ

لكن شاعرنا أبا تمام أكثر ميلاً لتحجيم الآمال؛ فيقول شعر عن الأمل والطموح:

هوَ الدَّهرُ لا يُشوي وهُنَّ المَصَائِبُ، وأكثرُ آمالِ الرِّجالِ كَوَاذِبُ

فيَا غَالباً لا غَالِبٌ لرَزِيَّةٍ؛ بلِ المَوْتُ لاشَكَّ الَّذي هُوَ غَالِبُ

كذلك نجد أبو العتاهية يدعونا للرضى بدل الأمل الكاذب:

إنَّ السَّلامَةَ أنْ نَرضَى بِمَا قُضِيَا، ليَسْلَمَنَّ بإذْنِ الله مَنْ رَضِيَا

المَرءُ يأمُلُ، والآمالُ كاذِبَةٌ، والمَرءُ تصحبُهُ الآمالُ مَا بَقيَا

ويقول أبو العتاهية أيضاً مؤكداً المعنى السابق مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّه رجلٌ زاهد:

قَطَّعْتُ مِنكِ حَبائِلَ الآمالِ، وحطَطتُ عَن ظهرِ المطيِّ رِحَالي

ويَئِستُ أنْ أبْقَى لِشيءٍ، نِلتُ مِمَّا فِيكِ يا دُنيا وإنْ يبقَى لِي

فالآنَ، يا دُنْيا، عَرَفْتُكِ فاذهَبي، يا دارَ كُلّ تَشَتّتٍ وَزَوَالِ

كما يخبرنا أبو مسلم البهلاني برأي قريب، فالدنيا وآمالها سمٌّ بعسل!

عِش مِا تِشاءُ ورَاقِبْ فَجعةَ الأجَلِ سَيَنقَضي العُمرُ في بطءٍ وفي عَجَلِ

تَلهو بتصويرِكَ الآمالَ مُغتبطاً وبينَ جَنبيكَ ما يُلهي عَن الأملِ

ماذا يغرُّكَ مِن دُنيا نَضارتها نَهبُ المنونِ ومَجراها الى الزَلَلِ

قالوا دَسائسُها في طَيِّ زُخرُفِها وقلتُ قَد صَرحتْ بالسّمِّ في العَسَلِ

يرتبط الأمل بالحبِّ ارتباطاً وثيقاً، فالعاشِق يعيش على آماله

لا حاجة على ما يبدو لتفسير العلاقة بين الحبِّ والأمل، لذلك سنبدأ مباشرة مع قصيدة الشَّاعر أبو القاسم الشابي الذي يصف رؤيا الحبيب وما تبعثه من آمالٍ في نفسه؛ يقول الشَّابي:

أراكِ، فَتَحلُو لَديَّ الحَياةُ ويملأُ نَفسي صَباحُ الأملْ

وتَنمو بصَدرِي ورُودٌ عِذابٌ، وتَحنو عَلى قَلبيَ المُشتَعِلْ

ويفتِنُني فيكِ فَيضُ الحَياةِ وذَاك الشَّبابُ الوَديعُ الثَّمِلْ

ويفتِنُني سِحرُ تِلكَ الشِّفاهِ تُرفرفُ مِنْ حَولهِنَّ القُبَلْ

فأعبُدُ فيكِ جَمالَ السَّماء ورقَةَ وَرْدِ الرَّبيعِ الخَضِلْ

وطُهْرَ الثُّلوجِ وسِحْرَ المروجِ مُوَشَّحَةً بشُعاعِ الطَّفَلْ

ويرى أبو القاسم أيضاً أنَّ الحبَّ أقصى ما يأمل الإنسان في الحياة:

الحبُّ رُوحُ إلهيٌّ، مجنَّحةٌ أيامُه بَضياءُ الفَجرِ والشَّفقِ

يَطوفُ في هذهِ الدُّنيا فَيَجعَلُها نَجْماً، جَميلاً ضَحوكاً جِدَّ مؤتلقِ

لولاهُ ما سُمِعتْ في الكَون أغنيةٌ ولا تألَّف في الُّدنيا بَنْو أُفْقِ

الحبُّ جَدولٌ خمرٍ مَن تَذوَّقهُ خَاضَ الجَحيمَ، ولَمْ يُشْفِق مِنَ الحُرقِ

الحُبُّ غايةُ آمالِ الحياةِ، فما خوْفِي إذا ضَمَّني قبرٌ وما فَرَقِي؟

أمَّا أبو الطيب المتنبي فيضع يده على الفرق بين المشتاقِ الذي عنده أملٌ بوصال اللقاء وبين المشتاق الذي فقد هذا الأمل؛ يقول المتنبي:

أجَابَ دَمعي ومَا الدَّاعي سِوَى طَلَلِ، دَعَا فَلبَّاهُ قَبْلَ الرَّكْبِ والإبِلِ

ظَلِلتُ بينَ أُصَيْحابي أكَفْكِفُهُ، وظَلَّ يَسفَحُ بَينَ العُذْرِ والعَذَلِ

أشكُو النَّوَى ولهُمْ مِن عَبرَتي عَجبٌ، كَذاكَ كُنتُ ومَا أشكو سِوَى الكلَلِ

ومَا صَبابَةُ مُشتاقٍ على أمَلٍ مِنَ اللِّقاءِ كمُشْتَاقٍ بلا أمَلِ!

ويخشى ابن زيدون أن تطول يد اليأس في حبِّه فوق يد الأمل، حيث يرى في ذلك نهاية لا يريدها، فيقول معاتباً:

لئِنْ قصَّرَ اليَأسُ مِنكِ الأملْ؛ وحَالَ تَجَنِّيكِ دُونَ الحِيَلْ

ونَاجاكِ بالإفْكِ فيَّ الحَسُودُ، فأعطَيتِهِ جَهرَةً ما سَألْ!

وراقَكِ سِحرُ العِدَا المفترَى، وغَرَّكِ زُورُهُمُ المُفتَعَلْ

وأقْبَلتِهِمْ فيَّ وَجهَ القُبولِ، وقابلَهُمْ بِشرُكِ المقتَبَلْ

فإنَّ ذمَامَ الهَوَى لَمْ أزَلْ أبقّيهِ حِفظاً كمَا لم أزَلْ

فديتُكِ إنْ تَعجَلِي بالجَفَا، فَقَدْ يَهَبُ الرَّيثَ بَعضُ العَجَلْ

أمَّا إبراهيم ناجي فيشكو الآمال في الحب:

لا البَراءُ زارَ ولا خَيالكِ عَادا مَا أكذَبَ الآمالَ والميعَادا

عَجباً لحُبِّكِ يا بَخيلةً كيفَ يَخلِقُ مِن جَوانِحِ عَابدٍ حُسَّادا

إني لأهتِفُ حينَ أفتَرِشُ المَدى وأرَى الجَحيمَ لجَانِبي مِهادَا

مَاذا صَنعتِ بناظرٍ لا يَنثَني مُتطلِعاً مُتلفِتاً مُرتَادا

وأنَا غَريبٌ في الرُّخامِ كأنَّني آمالُ أجفانٍ حُرمنَ رقادا

ولا بد أن نتأمل تساؤلات الشَّاعر عبد الرحمن العشماوي وقد سَرقت حبيبته آماله وهجرته، فمن وجهة نظره أنَّها قتلت نفسها وقتلته!

ولِماذا تَسرِقينَ الأملَ المُشرِقَ مِن قَلبي، وعَني تَهربين؟

ولِماذا تَسكتين؟

ولِماذا تُغمِدينَ السَّيفَ في القَلبِ الذي تَمتَلِكين؟

ولِماذا تُطلِقينَ السَّهمَ نَحوي؟

سَهمُكِ القَاتِلُ لا يَقتلني وَحدي... فَهلْ تَنتَحِرين؟

مؤلمٌ هَذا السُّؤالُ المرُّ... نَارٌ في قُلوبِ العَاشِقين

فلماذا تهجرين؟؟

أما الشَّاعر فاروق جويدة فيشقى بالأمل والتمني:

ويَحمِلني الحَنينُ إليكِ طِفلاً وقدْ سَلبَ الزَّمانُ الصَّبرَ مِني

وألقَى فَوقَ صَدركِ أمنياتي وقَدْ شَقيَ الفُؤادُ مَع التَّمني

غرستُ الدَّربَ أزهاراً بعمري فخيَّبتْ السُّنونُ اليَومَ ظَني

وأسلمتُ الزَّمانَ زِمامَ أمري وعِشتُ العُمرَ بالشَّكوى أغنّي

ثم نجد إيليا أبو ماضي يقول:

تعاِلي نَسرقُ اللَّذاتِ ما سَاعَفنا الدَّهرُ وما دُمنا ومَا دَامتْ لنَا في العَيشِ آمالُ

فإنْ مرَّ بِنَا الفَجرُ ومَا أوقَظنا الفَجرُ فمَا يُوقَظنا عِلمٌ ولا يوقِظنا مَالُ

أمّا سيد قطب فيرى أنَّ حبيبته هي الآمال نفسها:

أحبُّكِ كالآمالِ إذ أنتِ مِثلُها يُذكِّينَ في نَفسِي أعزَّ مَواهِبي

ومَا هيَ إلَّا نَظرة شَاعريَّة تعبِّر عمَّـا شِئتِهِ مِن رَغائِبِ

فتسري إلى نَفسي مَضاءَ وجرأةَ ووثبَةَ حَسَّاسٍ وعَزمَةَ رَاغبِ

ورَوحاً ذكيَّ النَّفحِ يَسري كأنَّهُ نَشيدُ مَلاكٍ هائمٍ متقاربِ

يُعيدُ إلى المكدودِ راحةَ نَفسِهَ ويَبعثُهُ خَلقاً جَديدَ المَطالِبِ

لولا الأمل لما رُفعت بوجه غاصبٍ بندقية!

تتعدد آمال الشُّعراء عندما تجول الأوطان في خواطرهم، فمن آملٍ بأن يرفع ظلام الحاكم، إلى آملٍ بأن تستعاد الأرض من غاصبٍ، إلى أوطان تحيا على الأمل.

يأمل عبد الرحمن العشماوي ويعتبر أمله يقيناً وهي أهم نماذج شعر عن الأمل بالله

واللهِ لو جَرفَ العَدوُّ بُيوتَنا ورَمتْ بِنا خَلفَ المُحيطِ زَوابِع

لظلَلْتُ أؤمِنُ أنَّ أمَّتنا لَها يَوم مِن الأمجادِ أبَيض ناصع

هذي حَقائقُنا ولَيسَتْ صورَة وهميَّةً فيها العُقولُ تُنازِع

أنا لنْ أملَّ مِن النِّداءِ فربَّما أجدى نِداءٌ مِن فؤادِي نَابِع

كتبت زينب حبش قصيدتها يمامة الأمل في ذكرى استشهاد شقيقها الثانية:

عُيونُكَ مِنْ وراءِ الغْيبِ تأتيني، وتَضْحَكُ في شراييني

وتَحْملُ لي كنوزاً كُنتُ أفقدُها منْ الأملِ

عُيونُكَ مِنْ ورَاءِ الغَيبِ تَبْسمُ لي، تُحذِّرُني منَ اليأسِ

وتَحْمِلني على ريشاتها السوداءِ فوْقَ يمامةِ الأمَلِ

تُحلقُ بي، تُحلق بي وتَزرَعُني على غَيمَةْ

لأنزلَ قطرةّ خَصبةْ على أرْضي

فأسْقيها رَحيقَ النصرِ منْ دمّي، وأرتفعُ... وأرتفعُ

وَأضْحَكُ منْ وراءِ الغَيْبِ.

أمَّا الشَّاعر العراقي أحمد مطر فيرى أنَّ الأمل الباقي هو انقراض الحكام!

حسناً أيُّها الحُكامُ لا تَمتَعِضوا

حسناً أنتُم ضَحايانَا ونَحنُ المُجرِمُ المُفتَرَضُ

حسناً؛ ها قدْ جَلستُم فوقَنا عِشرينَ عَاماً

وبلعتُم نفطَنا حتَّى انفتقتم، وشرِبتُم دَمنا حتَّى سَكِرتُم

وأخذتم ثأرَكُم حتَّى شَبِعتُم، أفما آنَ لكم أن تنهضوا؟!

(...)

هدَّنا اليأسُ وفَاتَ الغَرضُ

لمْ يَعُدْ مِن أملٍ يُرجى سِواكُم!

أيُّها الحُكام بالله عَليكُمْ

أقرضوا الله -لوجه الله- قرضاً حسناً

وانقرضوا ...!

ويقدِّس أحمد مطر الأمل في قصيدة أخرى حتَّى أنه يعتبره دولته الباقية إلى الأبد:

ها هـوَ المنفى بِـلادٌ واسِعَـة، والمفازاتُ حُقـولٌ مُمْـرِعَـةْ

ودَمــي مَـوجٌ شَقِـيٌّ، وجِراحـي أَشْـرِعَـةْ

وانطِفائي يُطفـئُ اللَّيلَ وبي يَشـتَعِلُ

وَفَـمُ النّسيانِ عنْ ذِكـرى حُضـوري يَسـألُ

هلْ عَرى باصِـرة الأشياءِ حَوْلي الحَـوَلُ؟

أمْ عرانـي الخَـبَلُ؟!

لا... ولكِـنْ خانَـني الكُلُّ وما خـانَ فـؤادي الأَمَـلُ !

ما الذي ينقُصُني مادامَ عِـندي الأمَـلُ؟

ما الذي يُحزنُني لو عَبسَ الحاضِـرُ لي... وابتسَـمَ المُسـتَقبَلُ؟

أيُّ مَنفى بِحضـوري ليسَ يُنفى؟ أيُّ أوطـانٍ إذا أرحَلُ لا ترتَحِـلُ؟!!

أنَـا وحـدي دَوْلَـةٌ مادامَ عِنـدي الأمَـلُ.

دولـةٌ أنقى وأرقـى وستبقـى... حينَ تَفـنى الدُوَلُ !.

"على هذه الأرض ما يستحق الحياة" محمود درويش

عَلى هذهِ الأرض مَا يَستحقُ الحَياة:

تَردُّدُ أبريل، رائحةُ الخبزِ في الفَجر، آراءُ امرأةٍ في الرِّجال، كتاباتُ أسخيليوس،

أول الحُبِّ، عُشبٌ على حجرٍ، أمَّهاتٌ تَقفنَ عَلى خيطِ نَاي، وخَوفُ الغزاةِ مِن الذِّكرياتْ.

عَلى هذهِ الأرض ما يستحق الحياةْ:

نِهايةُ أيلول، سيَّدةٌ تَترُكُ الأربعينَ بكامِل مِشمِشها، سَاعة الشَّمس في السِّجن

غيمٌ يُقلّدُ سِرباً مِن الكَائنات، هُتافاتُ شَعبٍ لمَن يَصعدونَ إلى حَتفِهم باسمين، وخوفُ الطُّغاةِ مِن الأُغنياتْ.

على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ

عَلى هذهِ الأرض سيدة الأرض، أمُّ البدايَات، أمُّ النهايات.

كانت تُسمَّى فلسطين. صَارتْ تُسمَّى فلسطين.

سَيدَتي: أستحِقُّ، لأنَّكِ سَيدتي، أستحقُ الحَياة.

 

أبيات وقصائد أخرى عن الأمل

إيليا أبو ماضي يقول في الأمل

إنِّي لأزَهَى بالفتَى وأحِبُّهُ يَهوى الحَياةَ مشقَّةً وصِعَابا

ويضوع عِطرا كلَّما شَدَّ الأسَى بيديه يَعركُ قلبَهُ الوثَّابا

ويَسيلُ مَاءٌ إنْ حواهُ فدفَدٌ وإذا طَواهُ اللَّيلُ شَعَّ شِهابا

و إذا العَواصِف حجَبَت وَجهَ السَما جَدلَ العَواصِفَ للسَما أسبَابَا

وإذا تقوَّضَ صَرحُ آمالٍ بنَى أملاً جَديداً مِن رجاءٍ خَابا

فابن الكَوكَبِ كُلُّ أفقٍ أفقُهُ وابن الضراغِم ليسَ يَعدمُ غَابَا

ابن سهل الأندلسي عن الأمل

تَنازَعُني الآمالُ كَهلاً ويافِعا ويُسعِدني التعليلُ لو كانَ نافِعا

وما اعتَنَقَ العَليا سوى مُفرَدٍ سرى لهَولِ الفَلا والشَّوقِ والسَّوقِ رابعا

الجواهري في الأمل

كانت منايَّ فلمْ تُعَقْ، وعجيبةٌ أنيّ أُحبُّ مُنىً فلا تُعتَاقُ!!

سرُّ الحَياةِ نجاحُ آمالِ الفَتَى أمَّا المَماتُ فَسرُّهُ الإخفاقُ

نازك الملائكة

سِر بِنا يا زَورقَ الأملِ العَذبِ وإن أسدلتْ سُتورُ الظَّلامِ

وتعالى الدَويُّ في النَّهرِ البَاكِي عَلى مَسمَعِ القُلوبِ الدَّوامي

سِر بِنا لنْ نَخافَ مِن ضَجَّةِ المَوجِ ولنْ نَرهبَ العَبابَ الطَّامِي

نحنُ في المَوجِ دَفَّةٌ طَالما لاقتْ رياحُ الأقدارِ والأيَّامِ

محمود سامي البارودي يقول شعر عن التفاؤل والسعادة:

فَقدْ يَستَقِيمُ الأَمرُ بعدَ اعوِجاجِهِ وتنهَضُ بالمرءِ الجدودُ العَواثِرُ

ولي أمَلٌ في اللهِ تَحيا بهِ المُنى، ويُشرِقُ وَجهُ الظَنِّ والخَطبُ كاشِرُ

وطِيدٌ يَزِلُّ الكَيدُ عَنهُ، وتَنقَضِي مُجَاهدَةُ الأَيَّامِ وهوَ مُثَابِرُ

تميم البرغوثي

إذا عَجِزَ الإنسانُ حتَّى عَن البُكَى فقدْ باتَ مَحسوداً على الموتِ نَائلُه

وإنَّكَ بينَ اثنين فاختَر ولا تَكُنْ كَمَنْ أوقعَتهُ في الهَلاكِ حبَائلُه

فمِنْ أملٍ يفنَى ليسلَمَ ربُّهُ ومِن أملٍ يبقَى ليهلك آملِهُ

فكن قاتِلَ الآمالِ أو كُن قتيلَها تَسوَّى الرَّدى يا صَاحِبي وبدائلُه

فاروق جويدة

سَلوان لا تَحزَني إنْ خانَني الأجل، ما بينَ جُرحٍ وجرحٍ ينبتُ الأملْ

لا تحزني يا ابنتي إنْ ضَاقَ بي زَمَني، إنَّ الخَطايا بدمعِ الطُّهرِ تغتَسِلْ

قدْ يصبحُ العُمرُ أحلاماً نطارِدها تَجري ونَجري.. وتدمينا ولا نَصِلْ

أبيات شعر عن الأمل للشافعي

يقول الإمام الشافعي أبيات رائعة في الأمل فيقول:

أَمطِري لُؤلُؤاً جِبالَ سَرَنديـ

ـبَ وَفيضي آبارُ تَكرورَ تِبرا

أَنا إِن عِشتُ لَستُ أَعدَمُ قوتاً

وَإِذا مُتُّ لَستُ أَعدَمُ قَبرا

هِمَّتي هِمَّةُ المُلوكِ وَنَفسي

نَفسُ حُرٍّ تَرى المَذَلَّةَ كُفرا

وَإِذا ما قَنِعتُ بِالقوتِ عُمري

فَلِماذا أَزورُ زَيداً وَعَمرا

شعر عن التفاؤل والأمل نزار قباني

يقول الشاعر نزار قباني في الحث عن الأمل والتفاؤل

أترى تضيء لنا الشموع ومن ضياها نحترق

أخشى على الأمل الصغير أن يموت ويختنق

اليوم سرنا ننسج الأحلاما

وغدًا سيتركنا الزمان حطاما

وأعود بعدك للطريق لعلني أجد العزاء!

وأظل أجمع من خيوط الفجر أحلام المساء!

وأعود أذكر كيف كنا نلتقي

والدرب يرقص كالصباح المشرق

والعمر يمضي في هدوء الزنبق

شيء إليك يشدني لا أدري ما هو منتهاه

يومًا أراه نهايتي ويومًا أرى فيه الحياة

آه من الجرح الذي ما زال تؤلمني يداه

آه من الأمل الذي ما زلت أحيا في صداه

وغدًا سيبلغ منتهاه

الزهر يذبل في العيون

والعمر يا دنياي تأكله السنون

وغدًا على نفس الطريق سنفترق

ودموعنا الحيرى تثور وتختنق

فشموعنا يومًا أضاءت دربنا وغدًا مع الأشواق فيها نحترق

شعر عن التفاؤل للمتنبي

بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ

وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني

ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ

لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ

مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ

فَما يَدومُ سُرورٌ ما سُرِرتَ بِهِ

وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ

هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا

تَفنى عُيونُهُمُ دَمعاً وَأَنفُسُهُم

في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمَّلوا حَمَلَتكُم كُلُّ ناجِيَةٍ

فَكُلُّ بَينٍ عَلَيَّ اليَومَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوادِجِكُم مِن مُهجَتي عِوَضٌ

إِن مُتُّ شَوقاً وَلا فيها لَها ثَمَنُ

يا مَن نُعيتُ عَلى بُعدٍ بِمَجلِسِهِ

كُلٌّ بِما زَعَمَ الناعونَ مُرتَهَنُ

كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ

ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قَد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قَولِهِمِ

جَماعَةٌ ثُمَّ ماتوا قَبلَ مَن دَفَنوا

ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ

تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ

رَأَيتُكُم لا يَصونُ العِرضَ جارُكُمُ

وَلا يَدِرُّ عَلى مَرعاكُمُ اللَبَنُ

جَزاءُ كُلِّ قَريبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ

وَحَظُّ كُلِّ مُحِبٍّ مِنكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبونَ عَلى مَن نالَ رِفدَكُمُ

حَتّى يُعاقِبَهُ التَنغيصُ وَالمِنَنُ

ختاماً.... حاولنا أن نجمع لكم أبرز وأجمل ما قيل من الشِّعر عن الأمل، نتمنى أن نكون قد أفدناكم، كما نتمنى دائماً أن تشاركونا عبر التعليقات بما تحفظون من الأبيات.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة