فؤاد المهندس وشويكار.. قصة الحب التي توجت بطلب الزواج على خشبة المسرح

اليوم 14 أغسطس 2020 رحلت عن دنيانا الفنانة الجميلة شويكار عن عمر يناهز الخامسة والثمانين بعد أن تركت تاريخا حافلا من الأعمال الفنية في السينما والمسرح والتلفاز وظلت لسنوات طويلة أيقونة من أيقونات البهجة والجمال. كما شكلت لأعوام طويلة واحدا من أهم الثنائيات الفنية مع زوجها الفنان الراحل فؤاد المهندس.

يشبه الحب أحياناً حكايات ألف ليلة، ويبدو أبطال قصص الحب وكأنهم أبطال مسرحية حالمة. وبطلي قصة اليوم كانا بالفعل من أهم أبطال المسرح الكوميدي العربي، وظهرت قصة حبهم للنور أمام الناس لأول مرة على خشبة المسرح.

فؤاد المهندس وشويكار من أشهر الثنائيات في تاريخ الكوميديا سواء على خشبة المسرح أو شاشة السينما.

بداية الثنائي:

في البداية قدم الفنان القدير عبد المنعم مدبولي شويكار إلى فؤاد المهندس كوجه جديد. لكن فؤاد المهندس لم يكن مقتنعا بها كممثلة كوميدية، ورأى أن وجهها الجميل وملامحها الأرستقراطية تصلح أكثر للأدوار الجادة. لكن بعد أن عملا سويا على المسرح اقتنع بموهبتها، وشاركها بطولة العديد من الأعمال في زمن الفن الجميل.

تطورت العلاقة سريعا من زمالة إلى إعجاب،  وتطور الإعجاب يوما بعد يوم ليصبح حبًا قويًا لا سبيل لإخفائه.

تتجوزيني يا بسكويتة؟  

لم يكن فؤاد المهندس من الفنانين الذين يخرجون عن النص عادة، بل على العكس عُرِفَ عنه الالتزام الشديد بالنص المسرحي. إلا أنه في هذه الليلة و أثناء عرض إحدى المسرحيات فاجأها على خشبة المسرح وطلب منها الزواج أمام الجماهير قائلا: "تتجوزيني يا بسكويتة؟ وبعدين ياشوشو مش هنتجوز بأة؟".

وحين سُئل عن ذلك في أحد الحوارات الصحفية قال أنه هذا هو (قلب النص).

زفاف بملابس التصوير:

لم يكن هذا هو الاستثناء الوحيد في حياتهما ولاكتمال هذه البداية الساحرة والاستثنائية جاء الزواج أثناء تصويرهما ﻷحد مشاهد فيلم (هارب من الزواج) حيث كان المشهد بملابس الزفاف، قرر النجمين أن يعقدا قرانهما فورا بملابس التصوير لتبدأ واحدة من أشهر الزيجات في الوسط الفني. حيث امتد زواجهما حوالي  عشرين عاما.

خلال هذه السنوات قدما العديد من الأعمال الناجحة سواء على خشبة المسرح أو السينما. كما قدما أيضا عدة مسلسلات إذاعية ناجحة في رمضان، وقد حققت نجاحا كبيرا مما أدى لتحويلها إلى أفلام. من بين هذه المسلسلات (إنت اللي قتلت بابايا).

نهاية الحدوتة:

وﻷن عالم الواقع ليس بروعة عالم الحواديت، فقد انتهت حدوتة الزوجين السعيدين بالطلاق. لكن على الرغم من ذلك فقد بدا وكأن الحب بينهما لم يخفت، ولم تهدأ جذوته فحين سئل عنها فؤاد المهندس قال : "هي حبي الأول والأخير، لكن كل شيء قسمة ونصيب والعلاقة لم يكن لها نصيب لتمتد أكثر من ذلك".

وكانت آخر أعمالهما سويا بعد الانفصال هي مسرحية(روحية اتخطفت).

مسرح من نوع جديد:

يُذكر أن الفنان فؤاد المهندس قد استطاع أن يقدم نوعا جديدا من الكوميديا على المسرح العربي، فقد كان شغوفا بمتابعة المسارح في الدول الأخرى وذلك لكي يستفيد مما يقدم عليها في تطوير مسرحياته.

ويُذكر أنه في إحدى المرات كلف أصدقاءه المقيمين في لندن بشراء النصوص المسرحية التي قُدمت على المسارح هناك ليرى ما هو مناسب منها لتمصيره وتقديمه. وهو ما كلفه 150 جنيه استرليني وهو مبلغ كبير جدا وقتها.

ووقع اختياره وقتها على مسرحية بجماليون للكاتب (برنارد شو)، والتي سبق أن قدمتها النجمة (أودري هيبورن) وحققت نجاحا ساحقا بالخارج. ليعرضها بعد تمصيرها باسم (سيدتي الجميلة) بالاشتراك مع شويكار. وقد حققت المسرحية نجاحا باهرا. 

ومن المسرحيات التي قدمها الثنائي فؤاد المهندس وشويكار أنا وهو وهي، وحواء الساعة 12، والسكرتير الفني