ما أهم صادرات العالم من السلع والخدمات

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 11 أغسطس 2021
ما أهم صادرات العالم من السلع والخدمات

في عصرنا الحالي، تعتبر الحالة الاقتصادية لبلد ما انعكاساً لحالته الاجتماعية واستقراره، وبطبيعة الحال فالطريقة الأسهل لمعرفة نوع اقتصاد بلد ما، هي النظر للصادرات الخاصة به، حيث أن المواد والبضائع التي تصدرها دولة ما تعبر عن نوع اقتصادها ومدى استقراره وفعاليته ومناعته للتغييرات السريعة أو حالات الكساد والأزمات الاقتصادية التي من الممكن أن يتعرض لها، وهذه الخصائص الاقتصادية تشكل عاملاً مهماً في التكوين الاجتماعي للبلد وطبيعة علاقات نظامه السياسي واستقراره.

 

أهم الصادرات العالمية

تتنوع قائمة أهم الصادرات العالمية بين عدد من المواد الخام والثروات الباطنية ووسائل الاتصال والتكنولوجيا، فاليوم لم تعد صادرات الدول مقتصرة على خيراتها وثرواتها البيئية والطبيعية، إنما تجاوزتها لتقنيات البشر وإبداعات العلماء والمفكرين التي ساهمت بتقدم الدول اقتصادياً واجتماعياً، وبالتالي سياسياً، وسنذكر هنا أهم تلك الصادرات وأهميتها.

 

النفط وأهم مصدريه

يشكل النفط سلعة عالمية أساسية وضرورية في جميع مفاصل الحياة الحديثة، هذه الأهمية جعلته من الصادرات الأولى للكثير من الدول. حيث يشكل الصادرات الأساسية والرئيسية لدول الخليج وإيران، وللكثير من الدول الأفريقية ودول آسيا الوسطى و بعض دول أمريكا الجنوبية مثل فنزويلا، وعلى عكس ظنون الكثيرين فصادرات روسيا النفطية تتقدم على صادراتها من السلاح.

كون النفط مادة خام أو شبه خام، حيث أنه لا يُصنع وإنما يخضع للتكرير، فمن الممكن التخمين بسهولة أن معظم الدول التي تعتمد عليه كمادة أساسية للتصدير تعتبر من دول العالم الثالث (مع استثناء روسيا والدول الخليجية). فتصدير النفط لا يحتاج أي بنية تحتية قوية أو خبرات متراكمة وطواقم علمية وبحثية كغيره من المواد، بل إن عملية استخراجه وتصديره تعتبر سهلة نسبياً مما يمكننا أيضاً من التوقع بأن معظم الدول المصدرة للنفط (باستثناء روسيا) ليست دولاً صناعية ولا تمتلك صناعات متقدمة ومتفوقة عالمياً.

*تظهر الدول التي تعد صادراتها النفطية هي الأولى على مستوى التصدير ملونة بالأزرق على صورة الخريطة في بداية المقال.

 

صادرات الدول من المعادن وأهم دول استيرادها

على الرغم من كون معدني الحديد والألمنيوم (وهما الأكثر استخداماً في الصناعة) أكثر المعادن انتشاراً في القشرة الأرضية، فهذا لا يعني بالضرورة أن الدول الصناعية قادرة على تغطية حاجتها من المعادن بنفسها، لذلك تعتبر المعادن بالإضافة للمعادن الثمينة (الذهب والفضة والبلاتين والمعادن ذات النشاط الإشعاعي كاليورانيوم والراديوم ونظائر الكوبالت) سلعاً مهمة في الاقتصاد العالمي حيث تشكل الصادرات الأولى للعديد من البلدان الأفريقية وهند وتشيلي، فيما تعتبر الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية بالإضافة للصين واليابان أبرز مستوردي هذه الصادرات كونهم القوى الصناعية الكبرى في العالم.

تلعب فروق الأجور دوراً أساسياً في مجال تصدير المعادن، حيث تجد الشركات الأوروبية أو الأمريكية أن استيراد المعادن من دول أفريقيا ذات العمالة الرخيصة جداً وبالتالي التكاليف الأقل في كثير من الحالات؛ أجدى اقتصادياً من استخراجها محلياً حيث تكلف فروقاً كبيرة في مستوى المعيشة والأجور .

*تظهر الدول المصدرة للمعادن والمعادن الثمينة ملونة باللونين البرتقالي والأحمر على الصورة الموجودة في بداية المقال.

 

الآليات ووسائط النقل.. أهم الدول المصنعة والمصدرة

بدأت سوق النقل بالازدهار منذ مطلع القرن الماضي، وسرعان ما تحولت السيارات من مقتنيات رفاهية للأغنياء وذوي السلطة والمسؤولين إلى سلعة أساسية موجودة لدى الكثير من العائلات حول العالم، بل من النادر اليوم أن يستغني شخص ما عن استخدام السيارات أو وسائل النقل بشكل عام، سواء كانت ذات ملكية خاصة له أم وسيلة نقل للخدمة العامة.

هذا الانتقال جعل وسائط النقل والسيارات خصوصاً سلعاً مطلوبة بشدة ومصنعة على نطاق واسع. مما حدا بالعديد من الدول المصنعة لها خاصة اليابان ودول أوروبا الغربية والبرازيل وكندا بالاعتماد على الآليات والسيارات كصادرات رئيسية لدعم اقتصاد دولها وزيادة قوته، ومن هذه الدول من وصل اليوم إلى أكبر 10 اقتصادات في العالم كاليابان وألمانيا والمملكة المتحدة والبرازيل، في حين انعكست هذه القوة الاقتصادية على مستويات معيشية مرتفعة جداً ورفاهية متقدمة لسكان هذه الدول باستثناء (البرازيل).

*تظهر الدول الأساسية في تصدير الآليات والسيارات ملونة باللون الرمادي على صورة المقال بالأعلى.

 

تكنولوجيا المعلومات ومنتجاتها في قمة هرم صادرات أقوى اقتصادات العالم

مع الإقبال العالمي المتزايد على الإنترنت والتكنولوجيا، نمت مبيعات الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة والمكتبية بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، حيث تحولت من رفاهية يحظى بها البعض إلى شيء أساسي في حياتنا اليومية؛ وقلما تجد شخصاً لا يستخدم هاتفاً ذكياً أو جهازاً لوحياً أو حاسوباً شخصياً على الأقل. هذا الاتجاه العالمي نحو التكنولوجيا قاد الشركات التكنولوجية مثل (Google، Apple، Microsoft)، لتحتل الصدارة في العالم بتكنولوجيا معلوماتها وإصداراتها المهيمنة والتي قد تسيطر على مختلف نواحي الحياة في المستقبل القريب.

إضافة لذلك، فقد تحسنت سمعة الصناعة التقنية الصينية، خصوصاً مع اعتماد الشركات الكبرى مثل (Samsung و Apple) وغيرها على التصنيع في الصين (نظراً لرخص العمالة فيها وانخفاض التكاليف). لذلك ليس من الغريب أن تحتل التكنولوجيا ومنتجاتها مرتبة الصادرات الأولى لأكبر اقتصادين عالميين اليوم (الولايات المتحدة الأمريكية والصين). وعلى الرغم من كون هذه التكنولوجيا حديثة نسبياً إذا ما قورنت بالمجالات الاقتصادية الأخرى، إلا أنها أثبتت نفسها بقوةٍ تدحض أي إمكانية لتراجع أرباحها وعائداتها في أي وقت قريب.

*تظهر الدول الأولى المصدرة للتكنولوجيا في الخريطة ملونة باللون الأخضر على خارطة العالم في بداية المقال.

في النهاية... فمن الواضح وجود تناسب بين الثورة الاقتصادية ومدى تعقيد الصادرات، فصادرات النفط والمعادن لا تتطلب قاعدة صناعية قوية أو بنية تحتية متينة، فيما يتغير ذلك بالنسبة للسيارات والتكنولوجيا التي تتطلب صناعة قوية ودقيقة ومعايير مرتفعة للجودة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة