ما هي مهام مدير الموارد البشرية؟

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 20 يونيو 2022

يؤثر أداء الموظفين على إنتاجية الشركات والمؤسسات، وتحقيق أهدافها، كما أن مدى تفهمهم لطبيعة عملهم ودورهم الحقيقي يعتبر أساساً جوهرياً فيما يقدموه ويحققوه من إنجازات، والموظف الذي ينال حقوقه و يمارس العمل الموافق لمهاراته وطاقاته، سيكون في أوج عطائه، لذا فعند الحديث عن استثمار الطاقات البشرية وتوجيهها في المسار الصحيح ومن ثم توظيفها فيما يناسبها.

يأتي دور مدير الموارد البشرية، الذي يلعب الدور الرئيسي في تطوير قدرات الموظفين، من خلال ما يتمتع به من مهارات وخبرات تجعل منه الأساس الذي يقوم عليه نجاح الشركات والمؤسسات وتقدم إنتاجياتها أو فشلها وتقهقرها، فما أهم وظائف ومهام مدير الموارد البشرية؟ وكيف يدفع عجلة الإنتاج إلى الأمام عن طريق تعامله مع الموظفين؟

مفهوم إدارة الموارد البشرية

تعني إدارة الموارد البشرية (Human Resource Management) ما تقوم به المنظمات والشركات، لتحقيق أقصى أداء للموظف، لخدمة الأهداف الاستراتيجية لصاحب العمل، كما تشمل إدارة الناس داخل المنظمات والشركات مع التركيز على السياسات والنظم، كما تتضمن القيام بعدد من الأنشطة، بما في ذلك تنظيم استحقاقات الموظفين، وشروط التوظيف، كذلك التدريب والتطوير، وتقييم الأداء، والمكافأة.

كما تهتم الموارد البشرية بالتغيير التنظيمي والعلاقات الصناعية، وتحقيق التوازن بين الممارسات التنظيمية مع المتطلبات الناشئة عن المفاوضة الجماعية والقوانين الحكومية. والموارد البشرية في مجال الأعمال التجارية تركز على زيادة إنتاجية الموظفين، وإدارة رأس المال البشري للمنظمة، والتركيز على تنفيذ السياسات والعمليات، بالإضافة إلى التركيز على تدريب الموظفين وعلاقاتهم.

إن إدارة الموارد البشرية نتاج حركة العلاقات الإنسانية من أوائل القرن العشرين عندما بدأ الباحثون بتوثيق سبل خلق قيمة العمل من خلال الإدارة الاستراتيجية للقوى العاملة، فكانت البداية بتنظيم وإدارة معاملات العمال والموظفين، مثل الرواتب وإدارة الفوائد، لكن بسبب العولمة، والتقدم التكنولوجي، وإجراء مزيدٍ من البحوث، تطورت إدارة الموارد البشرية، ليصبح فيها التركيز على المبادرات الاستراتيجية مثل: عمليات الاندماج، وإدارة المواهب، والتخطيط للعلاقات الصناعية والعمل، والتنوع والشمول.

مدير الموارد البشرية وأبرز السمات التي تجعله ناجح

إضافة إلى ضرورة حصول من يريد أن يشغل منصب مدير الموارد البشرية في شركة ما على درجة البكالوريوس والماجستير في اختصاص الموارد البشرية، فإن عليه أن يتمتع بعدة سمات:

  • كالقدرة العالية على التواصل مع الآخرين.
  • امتلاك مهارات الاتصال؛ كالقدرة على الإقناع وإيصال الرسالة إلى الآخر.
  • الثقافة العالية والقاعدة العريضة من المعلومات.
  • إضافة إلى المرونة والثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة.

يقوم مدير الموارد البشرية بالإشراف على مهام قسم الموارد البشرية وإدارة الموظفين، لهذا السبب يجب أن يكون مدير الموارد البشرية على دراية جيدة في كل من تخصصات الموارد البشرية التعويضات والمزايا والتدريب والتطوير، وعلاقات الموظفين، والتوظيف والاختيار، بذلك يستطيع أن يتصرف في المواقف الحرجة أو المفاجئة ويكون مسؤولاً عن قراره.

أهم مسؤوليات ومهام مدير الموارد البشرية

1 تعيين واختيار الموظفين

يشرف مدير الموارد البشرية على عمليات التوظيف والاختيار ومقابلة الموظفين، حيث يحدد ما إذا كان الموظف الذي يتقدم للعمل ضمن المستوى المطلوب، ويحقق الشروط من حيث امتلاك القدرات والمهارات.

ومن خلال ذلك يكون مدير الموارد البشرية هو المسؤول في المقام الأول عن القرارات المتعلقة بالعلامات التجارية للشركات، من حيث صلته بتوظيف واستبقاء الموظفين الموهوبين. على سبيل المثال، مدير الموارد البشرية في منظمة الرعاية الصحية قد يستخدم معرفته حول نقص الاهتمام الصحي من قبل الممرضين لوضع استراتيجية لاستبقاء الموظفين، أو للحفاظ على مستويات التوظيف الحالية.

ويمكن أن تشمل هذه الاستراتيجية وضع برنامج حافز للممرضات والممرضين أو توفير الممرضات والممرضين مع التدريب الذي يضمن رفع مستواهم وتطوره، كما أنه يمكن أن يعتمد على تخصصات مختلفة لتصبح قيمة المنظمة أعلى.

فإن العلامات التجارية للشركات لها صلة بما يتخذه مدير الموارد البشرية من قرارات توظيف واستبقاء، حيث يجب أن تساعد قراراته في تعزيز أداء الشركة و تحقيق أهداف صاحب العمل، وإن مدراء الموارد البشرية من خلال مسؤوليتهم في عملية التوظيف و اختيار الموظفين المؤهلين تأهيلاً عالياً، يضعون اللبنة الأساسية في تقدم الشركات والمؤسسات أو تأخرها وتراجعها، لأنه _كما أشرنا سابقاً_ الموظف هو الأساس بما يحصل من تقدم أو تقهقر في تحقيق الأهداف المرجوة.

2- يحافظ على علاقات الموظفين

يتحمل مدير الموارد البشرية المسؤولية النهائية في الحفاظ على العلاقة بين الموظفين، من خلال تصميم استراتيجية فعالة لحفظ علاقاتهم بصورة جيدة، وتقوم الاستراتيجية على خطوات محددة لضمان الرفاه العام للموظفين، كما أنه يضمن أن العاملين لديهم بيئة عمل آمنة خالية من التمييز والمضايقات.

وغالباً يقوم مدراء الموارد البشرية في الشركات الصغيرة بإجراء تحقيقات عن مكان العمل وشكاوى الموظفين، وقد يكون مدراء الموارد البشرية أيضاً على اتصال بالمستشار القانوني، للتخفيف من مخاطر التقاضي المتعلقة بعلاقات الموظفين، كما يقوم مدير الموارد البشرية بدراسة السياسات الحالية في مكان العمل، وتوفير التدريب للموظفين والعمل للحد من وتيرة شكاوى الموظفين، بسبب سوء فهم فيما بينهم أو سوء فهم لسياسات الشركة.

3- مدير الموارد البشرية حلقة الوصل بين الإدارة والموظفين

إن مدير الموارد البشرية، كما يتحمل مسؤولية استثمار طاقات الموظفين ومعرفة القوانين والحقوق والواجبات، فإنه يتحمل مسؤولية مشابهة تجاه الموظفين، من حيث توطيد العلاقة بينهم وبين المدير، الإفصاح عما لا يستطيع الموظف نفسه أن يفصح به لمديره، أو في حال مواجهة الموظف لظروف شخصية فيحتاج إلى إجازة مثلاً، يجب أن يكون مدير الموارد البشرية على معرفة بذلك، وقد يكون مساعداً في طلب الإجازة للموظف من المدير، فذلك يعزز الثقة بين الموظف ومدير الموارد.

كما يسهم في دفع الموظف إلى بذل طاقته بشكل أكبر، ويوطد العلاقة بين المدير المسؤول عن الموظفين والموظفين أنفسهم، لأن المدير المسؤول ينشغل في بعض الحالات عن موظفيه في مسؤولياته فتضعف العلاقة التي قد تؤثر على الإنتاج مستقبلاً، هنا يأتي دور مدير الموارد في الحفاظ على هذه العلاقات سليمة، بل وتحسينها للأفضل.

4- يساعد في تحقيق الالتزام من قبل الموظفين

إن امتثال الموظفين لقوانين العمل والعمالة وظيفة هامة يؤديها مدير الموارد البشرية، من خلال إطلاع الموظفين على تلك القوانين، وغرس أهمية الالتزام بها، لأن عدم الالتزام يمكن أن يؤدي إلى شكاوى في مكان العمل على أساس ممارسات التوظيف غير العادلة، أو ظروف العمل غير الآمنة، وعدم الرضا العام عن ظروف العمل التي يمكن أن تؤثر على الإنتاجية والربحية في نهاية المطاف.

يجب أن يكون موظفي الموارد البشرية على بينة بقوانين العمل والدولة مثل: قانون الحقوق المدنية، قانون معايير العمل العادلة، قانون علاقات العمل الوطني والعديد من القواعد والأنظمة الأخرى، التي يمكن أن تساعد في التعامل بشكل قانوني مع كل المشاكل التي يمكن أن تنشأ بين الموظفين أو مع مديرهم.

5- يرشد الموظفين إلى التعويضات والفوائد

يوفر مدير الموارد البشرية الإرشاد والتوجيه إلى التعويضات والمزايا التي يحصل عليها الموظفون، حيث يقوم مدير الموارد البشرية بوضع خطط التعويض الاستراتيجية، بمحاذاة نظم الإدارة وبنية التعويض ورصد المفاوضات للحصول على إعانات الرعاية الصحية، ومن الأمثلة على ذلك مسؤوليات مدير الموارد البشرية فيما يخص قانون مراقبة الأسرة والإجازة الطبية، والامتثال والالتزام بالأحكام السرية للملفات الطبية للموظف.

6- تطوير قدرات الموظفين وصقل مهاراتهم

يشمل دور مدير الموارد البشرية تدريب الموظفين وتطوير توجهاتهم الجديدة، بالإضافة إلى التدريب على القيادة، وإجراء ندوات التطوير المهني وورش العمل، كما يقوم بالإشراف على تقييم الاحتياجات لتحديد متى يكون التدريب اللازم، ونوع التدريب اللازم لتحسين الأداء والإنتاجية.ومدير الموارد البشرية هو المسؤول عن إجراء تقييم للاحتياجات يكون له دور مباشر في تقييم أداء الموظف العام، و أن يقرر ما إذا كانت القوى العاملة سوف تستفيد من التدريب والتوجيه.

كما يدرس سجلات أداء الموظفين لتحديد المجالات التي يمكن أن تحسن الموظفين من خلال التدريب على مهارات العمل، أيضا يلعب دورا أساسياً في تنفيذ استراتيجية تطوير الموظفين وتخطيط تَعَاقُب الموظفين على أساس التدريب والتطوير المهني، إضافة إلى وضع المسارات الوظيفية للموظفين الذين يظهرون استعداد ورغبة في الترقي.

7- تشجيع الموظفين على إنتاج أفكار جديدة

يقوم مدير الموارد البشرية وعبر خبرته ومعرفته بقدرات ومواهب كل موظف؛ بتشجيع الموظفين ودفعهم لاستحداث أفكار جديدة وتطبيقها، ويكون ذلك بإشرافه ومناقشته للموظفين والتواصل معهم بشكل مستمر، ومعرفة كل أفكارهم الجديدة، مثلاً في شركة إعلانات، تريد الشركة الإعلان عن سلعة معينة، فيكون على مدير الموارد البشرية معرفة أفكار الموظفين وتشجيعهم على طرحها، ومناقشة فكرة الإعلان الذي سيقدم المنتج للناس، هنا يأتي الدور الجوهري لمدير الموارد البشرية بكيفية الحصول على أفضل الأفكار من الموظفين، ومن ثم استثمارها ودفعهم لتقديم المزيد من الأفكار، وتحفيزهم على ذلك.

8- قياس خط العمل والنشاط لدى الموظفين

إن مدير الموارد البشرية الذي يلعب دوراً كبيراً في اختيار الموظفين، وفي معرفة مواهبهم وطاقاتهم وتوجيهها وفق مسارٍ صحيح، لا بد من أن يكون على دراية بمدى تقدم الموظفين، وحجم الإنتاج الذي يحققوه، وهل هو في المستوى المراد لتحقيق الأرباح أم لا.

كما تقع على عاتقه مهمة تقييم أداء الموظفين، ومعرفة الصعوبات التي تقف في وجههم وتخفض إنتاجهم، بغية مساعدتهم على تخطيها، ودراسة الأخطاء التي يقع فيها الموظفون، والأسباب التي أدت إليها، وما ترتب على ذلك من نتائج، ومن ثم توجيه الموظفين وتدريبهم لعدم الوقوع في نفس الأخطاء التي وقعوا بها سابقاً.

أخيراً.. إن مدير الموارد البشرية يشكل الأساس في نجاح الشركات والمؤسسات والمنظمات، كما قد يكو ن مسؤولاً عما يحدث من تقصير في أداء الموظفين، فهو من يدفع بطاقات الموظفين إلى أوجها، و هو من يعرف كيف يستثمر مواهب الموظفين، كما يلعب دوراً في تعميق انتماء الموظفين إلى عملهم، من خلال المساعدة في توفير الجو الآمن في العمل، وتعيين حقوق الموظفين، وتوطيد العلاقة بينهم وبين مديرهم المسؤول، ولأن العنصر البشري هو الأساس والأهم في أي عمل، لذلك تكون مهنة مدير الموارد البشرية مهمة وحساسة في آن واحد، فبقدر ما يستطيع استثمار قدرات الموظفين ومعرفتها.. بقدر ما يحقق أهداف الشركة التي يعمل بها.