اقتصاد الكوكب: هل يمكن أن تنفد الموارد من الكوكب؟!

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 30 يونيو 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
اقتصاد الكوكب

تلك الأرض العجوز سيأتي يوم وتموت، وتنفد مواردها وتنحسر ألبانها وتضن بمنافعها على المخلوقات التي تعيش فوقها، ذلك ما أدركته دول أوروبا، تعالوا نتناول كيف واجهت أوروبا أزمة اقتصاد الكوكب.

استغلال الموارد

لقد جاء النمو الاقتصادي من استغلال الموارد. لكن استغلال الموارد في هذا العصر أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى حيث تقع موارد العالم تحت ضغط متزايد بسبب الزيادة الاقتصادية والسكانية، وأصبحت القيود البيئية على النمو واضحة بشكل متزايد.

اقتصاد الكوكب الواحد

لدينا كوكب واحد فقط نعتمد عليه في معيشتنا، عليه مليارات من البشر وملايين الحيوانات، كوكب واسع، نعم، لكن أعداد المخلوقات التي خلقها الله -عز وجل- قد تزايدت في القرن الأخير بشكل مهول، كما أن الأرض قد استُهلكت منذ آلاف السنين، لذلك فنحن بحاجة إلى إيجاد سبل للعيش بطريقة أخرى أكثر استدامة.

نحن بحاجة إلى تعزيز اقتصاد يستمر في توليد المنافع للأجيال القادمة، أما النهج الحالي المعمول به على الأرض الآن فهو نهج يركز على المكاسب قصيرة المدى، فالأسواق المالية تحتاج إلى مراعاة المخاطر البيئية بشكل صحيح عندما تتخذ قرارات الاستثمار، فعليهم التفكير في الاستدامة طويلة الأجل للأعمال التي يمولونها بحيث يعززون استخدامها بأساليب أخرى تجعلها مستمرة ولا تنفد، على سبيل المثال:

  • من خلال تجديد الصناعات وإيجاد وظائف جديدة تدعم أنماط التنمية المستدامة، قد يشمل ذلك التقنيات المتجددة أو الوظائف التي تركز على الإدارة المستدامة للغابات.
  • ومن الأمور المساعدة في تجديد أنماط التنمية المستدامة أن تنخرط الحكومات مع المؤسسات المالية والهيئات التنظيمية لتعزيز دمج تغير المناخ والمخاطر المتعلقة بالبيئة في قرارات الاستثمار.
  • ومن الطرق الممتازة في تنظيم الاقتصاد أن نفكر على المدى القصير والطويل ، وأن نكون جادين تجاه الموردين والعملاء ، ونعتني بالموظفين وأصحاب المصلحة وكذلك المساهمين.

أوروبا واقتصاد الكوكب

يجب على أوروبا بصفتها أكبر اقتصاد في العالم الشروع في تحول فوري وكبير لتجنب تغير المناخ الخطير ومنع انهيار النظام البيئي حاليا، ولذلك سعت الدول الأوروبية أخيرا إلى إنشاء مشروع يسمى (شبكة اقتصاد كوكب واحد OPEn: EU) للمساعدة في تحويل اقتصاد الاتحاد الأوروبي إلى اقتصاد كوكب واحد بحلول عام 2050.

بدأ المشروع في سبتمبر 2009 بتمويل من المفوضية الأوروبية (FP7) وانتهى في أغسطس 2011، كان مشروع الاتحاد الأوروبي يعمل على إنتاج أداة برمجية متاحة مجانا على الإنترنت تسمى EUREAPA، تم تصميم أداة EUREAPA لإرشاد واضعي السياسات الوطنية والمنظمات غير الحكومية من اتخاذ قرارات أفضل وأكثر استنارة بشأن المجالات الرئيسية الغذائية والسكانية وكذلك خدمات النقل والنفايات والطاقة، ومعرفة كيف يمكن للأحداث الاجتماعية والاقتصادية المختلفة أن تؤثر على الاستهلاك البشري والطبيعي للموارد.

كما يحتوي برنامج EUREAPA على بيانات أساسية عن الاقتصاد، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وآثار أقدام بيئية وآثار مياه لكل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي و 16 دولة ومنطقة أخرى في العالم.

أهداف مشروع "كوكب واحد"

كان الهدف الرئيسي لـ OPEN: مشروع الاتحاد الأوروبي هو إنتاج مجموعة من مؤشرات "البصمة العائلية" القوية أكاديميا والتي تتكون من مؤشرات "الكربون والماء والبصمة البيئية" وإدماجها في نموذج المدخلات والمخرجات متعدد المناطق الممتد بيئيًا (MRIO) الذي يجمع جدولا من الحسابات الاقتصادية الوطنية وإحصاءات تجارية مع بيانات خاصة بالبيئة وحسابات البصمة، وباستخدام مشروع (EUREAPA) نستطيع تحديد الاختلافات في آثار الأقدام عبر البلدان من وجهة نظر المستهلك والمنتج.

يستخدم نموذج MRIO كمصدر بيانات يمتلك تغطية إقليمية واسعة وهو قاعدة بيانات معترف بها وتم استخدامها على نطاق واسع لتحليل التجارة والاقتصاد الزراعي وقضايا التعريفات، ومؤخرا أيضا استخدم لتحليل بصمة الكربون، وهو يحصي تدفق السلع والخدمات بين 43 دولة ومنطقة، ويغطي الاقتصاد العالمي لـ 130 قطاعا فرديا على مدار العام، كما يغطي مجموعة من القطاعات والصناعات الزراعية والصناعات التحويلية إلى النقل والخدمات الترفيهية والصحية والمالية.

هل حقا يمكن أن تنفذ الموارد؟! سواء كانت الإجابة بنعم أو لا، فإن على الدول والحكومات التحرك سريعا لوضع خطوة طويلة المدى تجنبا لكارثة كهذه، إذا جاءت فلن تبقي أو تذر!

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة