اكتشاف مذهل: المشتري كان أضخم مما تخيلنا

أظهرت دراسة علمية حديثة أن كوكب المشتري، عملاق المجموعة الشمسية، لم يكن دائماً بالحجم الذي نعرفه اليوم، بل كان في بداياته أضخم بكثير، وربما بلغ ضعفي أو حتى 2.5 ضعف حجمه الحالي.

المشتري الضخم: عندما كان عملاق النظام الشمسي ضعف حجمه الحالي

وبحسب ما جاء في الدراسة، تعود هذه الحالة إلى مرحلة مبكرة من عمر النظام الشمسي، حين كان المشتري لا يزال في طور التكوين قبل نحو 4.5 مليار سنة.

وخلال تلك الفترة، كان الكوكب محتفظاً بطاقة حرارية هائلة جعلت حجمه أكبر، ومجاله المغناطيسي أقوى بكثير، حيث تشير التقديرات إلى أن قوة مجاله المغناطيسي بلغت 21 مللي تسلا، أي ما يعادل 50 مرة أكثر من قوته الحالية، و400 ضعف المجال المغناطيسي للأرض.

واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل مدارات اثنين من أقمار المشتري الصغيرة: أمالثيا وثيبي، واللتين تظهران ميلاً طفيفاً في مداريهما.

كما استخدموا بيانات من قمر آيو النشط بركانياً، لدراسة التفاعلات بين هذه الأقمار والمشتري على مدار مليارات السنين.

وباستخدام نماذج فيزيائية دقيقة، توصل العلماء إلى أن الكوكب قد بدأ بالانكماش ببطء بمجرد أن تلاشى السديم الشمسي المحيط به، نتيجة لعملية تعرف باسم كلفن-هيلمهولتز، وهي آلية طبيعية تفقد من خلالها الكواكب حرارتها تدريجياً، ما يؤدي إلى تقلص حجمها.

وتشير بيانات معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إلى أن المشتري لا يزال يتقلص حتى اليوم بمعدل 2 سنتيمتر سنوياً.

وقال العلماء إن فهم البدايات الحقيقية للمشتري، يساعدنا على الاقتراب من إجابة السؤال الأكبر: كيف تشكل النظام الشمسي؟

وأضافوا أنه رغم مرور مليارات السنين، ما زال بإمكاننا تتبع آثار الماضي السحيق لهذا العملاق الغازي، وهذا بحد ذاته أمر مذهل.