هل بلغت 45؟ إليك كيف تطور مسيرتك المهنية

يواجه العديد من المهنيين تحديات متزايدة مع تقدمهم في العمر، خاصة عند بلوغهم سن 45 عامًا، حيث يشعرون بضرورة مواكبة سوق العمل المتغير باستمرار. 

فبينما يجد المرء نفسه يخطط للتقاعد، يجد نفسه أيضًا يتعامل مع بيئة عمل تزداد فيها أصوات الخريجين الجدد. 

ومع ذلك، يؤكد خبراء أن هذا العمر لا يعني نهاية المسيرة المهنية، بل هو فرصة للتطور وإعادة تحديد المسار.

واقع سوق العمل لمن تجاوز الأربعين

تشير الإحصائيات الصادرة عن "ستاتيستا" إلى أن معدل التوظيف للفئة العمرية 45-54 عامًا يظل مرتفعًا باستمرار، مما يعكس شريحة كبيرة ومستقرة من القوى العاملة. 

ومع ذلك، يواجه الأفراد العاطلون عن العمل ممن تجاوزوا 45 عامًا تمييزًا قائمًا على العمر. 

وهذا يستدعي استراتيجية واعية للحفاظ على الظهور والقيمة المهنية، والتكيف مع التغيرات في الصناعة.

في هذا العمر، يواجه العديد من المهنيين ضغوطًا متزايدة للتكيف مع التحول الرقمي والتغيرات الجيلية في مكان العمل. 

وتوضح دراسة نشرتها "هارفارد بيزنس ريفيو" أن الفرق المتنوعة عمريًا تؤدي إلى ابتكار وأداء أقوى، ولكن الخبرة وحدها لم تعد كافية للحفاظ على القدرة التنافسية.

مهارات أساسية للحفاظ على التنافسية بعد سن 45

يُوصي الخبراء باكتساب وتطوير مجموعة من المهارات لمواكبة التغيرات السريعة في سوق العمل، وتشمل:

معرفة الذكاء الاصطناعي والأتمتة: تعلم كيفية دمج أدوات مثل "زابير" لتبسيط سير العمل وزيادة التنافسية.

إتقان التواصل الرقمي: تجاوز أدوات مثل "زوم" و"سلاك" إلى أدوات الفيديو غير المتزامنة مثل "لوم" ومنصات إدارة المشاريع مثل "كليك أب" أو "ميرو".

إتقان التعامل مع البيانات: التعرف على منصات مثل "جوجل لوكر" لاستخلاص الرؤى واتخاذ قرارات مستنيرة بالبيانات.

السرد الاستراتيجي للقصص: تعلم كيفية تحويل الأفكار المعقدة إلى قصص جذابة باستخدام أدوات مثل "بيوتيفول. إيه آي" أو "هايكو دك" للسرد البصري.

الذكاء العاطفي والقيادة الشاملة: القيادة بصفات أساسية لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقليدها، مثل التعاطف، وتعزيز المهارات الشخصية والتنقل بين ديناميكيات الأجيال المختلفة.

تطوير العلامة التجارية الشخصية: استخدام أدوات مثل "أوثوري" لإنشاء وتنظيم حافظة أعمال، وإدارة البصمة الرقمية لتحديد موقعك للفرص المستقبلية.

توفر منصات مثل "كورسيرا" و"لينكد إن ليرنينغ" و"إيدكس" شهادات قصيرة ومتاحة مصممة خصيصًا للمهنيين في منتصف حياتهم المهنية.

إعادة التموضع المهني والاستفادة من الخبرة

لا يتطلب التحول المهني البدء من الصفر، بل يتطلب إعادة تعريف استراتيجية. ينصح الخبراء بتحديث ملف "لينكد إن" الخاص بك بعنوان واضح يتوافق مع أهدافك المستقبلية، وليس فقط أدوارك السابقة.

كما يجب مشاركة المنشورات أو الرؤى التي تضعك كقائد فكري، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "ريزومي ووردد" أو "تيل إتش كيو" لتدقيق ملف "لينكد إن" الخاص بك من حيث قوة الكلمات المفتاحية والنبرة.

أدوار مثالية للمهنيين فوق 45 عامًا

بدلاً من مجرد السعي للصعود في السلم الوظيفي، يجب البحث عن أدوار تستفيد من خبرتك وتساعدك على النمو، وتشمل هذه الأدوار:

• الأدوار القيادية الجزئية (مدير تسويق، مدير عمليات بدوام جزئي).
• المناصب الاستشارية.
• قيادة المشاريع متعددة الوظائف.
• العمل في الشركات الناشئة أو فرق الابتكار التي تبحث عن مرشدين ذوي خبرة.

يشير بحث صادر عن "إم آي تي سلون" إلى أن رواد الأعمال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا يبنون إحصائيًا شركات أكثر استدامة من المؤسسين الأصغر سنًا، مما يجعل منتصف الأربعينيات وقتًا مثاليًا لإطلاق عمل تجاري.

نصائح للحفاظ على التنافسية

يجب تقديم الإرشاد مع البقاء منفتحًا على الأساليب الجديدة. 

ويعد التوجيه العكسي طريقة قوية للبقاء مرنًا ومطلعًا عبر الأجيال. 

إن تأمين المستقبل المهني هو عملية مستمرة تتطلب تحولًا في طريقة التفكير من "لقد فعلت هذا من قبل" إلى "ماذا يمكنني أن أتعلمه بعد ذلك؟".

اللحاق بكل صيحة أمر مرهق؛ فذلك سيؤدي إلى الإرهاق، لكن البقاء متوافقًا مع متطلبات مستقبل العمل في قطاعك يتطلب تركيزًا. كن قابلاً للتكيف، لا راسخًا. 

قد يتغير سوق العمل، ولكن قدرتك على التكيف تمنحك ميزة واضحة. اغتنم الفرصة قبل أن تفوتك؛ اقدم عليها بنية صادقة، المهنيون الذين يزدهرون في سن 45 وما بعدها هم الذين يبنون بثقة ما هو قادم.