• معلومات شخصية

    • اسم الشهرة

      الإمام الشافعي

    • اللغة

      العربية

السيرة الذاتية

الإمام الشافعي ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة وصاحب المذهب الشافعي، أسس علم أصول الفقه واتسم بالعدل والذكاء فعمل قاضيًا وكان محبًا للشعر والسفر وراميًا ماهرًا وقد أثنى عليه الكثير من العلماء، وقد مزج في فقهه بين طريقة أهل العراق والحجاز.

هو أيضًا عالمًا في التفسير والحديث ورغم مرور أكثر من 1200 عامًا على وفاته إلى أنه لا يزال حاضرًا في قلوب المسلمين الذين يعكفون على دراسة سيرته ومسيرته وحفظ مؤلفاته وقد كان تلميذًا للإمام مالك وشيخًا للإمام أحمد بن حنبل رابع الأئمة.

 نشأة الإمام الشافعي ونسبه

أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة وصاحب المذهب الشافعي ولد في شهر رجب في 150 هـ الموافق 767 ميلاديًا في غز بفلسطين، وتوفي في مصر في شهر رجب عام 204 هـ الموافق 820 ميلاديًا.

يوجد رواية أخرى أنه ولد في عسقلان بالقرب من غزة، كما يوجد من يقول أنه ولد في اليمن أما تاريخ مولد فقد اتفقت الروايات على سنة 150 هـ وهو العام الذي توفيه فيه الإمام أبو حنيفه.

يعود نسب الشافعي إلى النبي صلى الله عليم وسلم، حيث يجتمع مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في عبد مناف بن قصي، وقد قيل إنه هو إمام قريش الذي ذكره الرسول في حديث منسوب به أنه قال: "عالم قريش يملأ الأرض علمًا".

أما نسبه من جهة أمه فقد قيل إنها أزدية يمنية، واسمها فاطمة بن عبد الله الأزدية. قيل أيضًا أنها قرشية علوية من نسب علي ابن أبي طالب، ولكن هذه الرواية تخالف إجمال العلماء.

نشأ الشافعي في أسرة فقيرة في فلسطين، وقد مات أبوه وهو صغير، لذا انتقلت أمه إلى مكة خوفًا من أن يضيع نسبه الشريف، وكان عمره حينما انتقل إلى مكة سنتين، وهناك تربى بين ذويه.

عاش الشافعي رحمه الله عيشة الفقراء اليتامى، ورغم رفعة نسبه  إلى أنه عاش فقيرًا، وقد أثر ذلك على حياته وأخلاقه تأثيرًا كبيرًا.

نشأته العلمية

حفظ الإمام الشافعي القرآن الكريم كاملًا وهو ابن سبع، وبعدها اتجه إلى حفظ الحديث النبوي، فحفظ موطأ الإمام مالك وكان ابن عشر سنين، وكان شديد الذكاء وقوي الذاكرة، فيحفظ الأحاديث بالسمع ثم يكتبها على الخزف أو الجلود.

أحب الشافعي العلم منذ نعومة أظافره فرغم فقره كان يطلب العلم بكل السبل، فلم يملك مالًا لكي يكتب عليها الأحاديث لذا كان يذهب إلى الديوان ويطلب منهم الظهور، وهي الأوراق التي كتب في باطنه وترك ظهرها أبيض، فيكتب فيها.

وبجانب حفظه القرآن الكريم والأحاديث النبوية عشق الشافعي اللغة العربية وتفصح فيها، لذا خرج على البادية ليتعلم اللغة العربية الفصيحة ولازم قبيلة هذيل فحفظ أشعارهم وتعلم كلامهم ولما رجع إلى مكة عُرف بفصاحة لسانة، وكان قتها الأصمعي صاحب المكانة العالي في اللغة قال عنه: " صححت أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس" لعلمه بأشعار قبيلة هذيل التي يُعرف بأنهم أفصح العرب.

وبعد تعلمه الشعر قرر دراسة الفقه، وقد درس الفقه على يد الزنجي بن خالد مفتي مممة، وبعدما قدم إلى المدينة المنورة مالك ابن أنس لزمه وتعلم منه.

بعد فترة من البقاء في البادية عاد الشافعي إلى مكة واستكمل رحلته في طلب العلم، وبلغ مبلغًا عظيمًا، حتى أن معلمه مسلم بن خالد الزنجي أجاز له بالفتيا وكان وقتها ابن خمس عشرة سنة وقيل ابن ثماني عشرة سنة وقيل أيضًا دون عشرين سنة.

رحلته إلى المدينة المنورة لطلب العلم

قرر الإمام الشفاعي الهجرة إلى المدينة المنورة ليتلقى العلم من مالك بن أنس، وكان وقتها ابن أربع عشرة سنة وتعلم على يديه، وقد أعجبه حسن قراءته وإعرابه، وقد لازم الإمام مالك في رحلاته في البلاد الإسلامية يستفيد منها.

ظل الإمام الشافعي ملازمًا للإمام مالك حتى وفاته عام 179، وفي أثناء ملازمته للإمام كان يذهب إلى مكة يزور أمه ثم يعود إلى المدينة.

رحلته إلى اليمن

بعد وفاة الإمام مالك شعر الإمام الشافعي أنه نال نصيبًا عظيمًا من العلم، وقد كان فقيرًا، لذا قرر أن يعمل حتى يكتسب المال ليدفع حاجته، وفي ذلك الوقت قدم إلى مكة المركمة والي اليمن الذي نصحه أحد القرشيين بصبحة الشافعي فأخذه الوالي معه.

وفي اليمن ظهرت مواهب الشافعي من العدل والذكاء والتميز، وعمل واليًا هناك، ولما تولى أقام العدل ولم يقبل المصانعة والتملق.

رحلته إلى بغداد ووضع أصول الفقه

عندما عمل الإمام الشافعي واليًا في اليمن كان هناك والي ظالم في نجران حرص على نصحه ونهيه عن ظلمه، وبسبب ذلك تعرض الشافعي إلى محن كثيرة جعلته يترك الولاية وتدبير شؤون السلطان ويتجه إلى طلب العلم مجددًا لذا سافر إلى بغداد ودرس فقه العراقيين وجمع بين فقه الحجاز وفقه العراق.

وفي العراق لازم الشافعي حلقة محمد بن الحسن الشيباني، ثم انتقل بعدها إلى مكه ومعه كتب من العراقيين وأخذ يلقي دروسه في الحرك الممكي والتقى بالعلماء في موسم الحج واستمعوا له، ومنهم أحمد بن حنبل.

في هذه الفترة أخذت شخصية الشافعي تظهر بفقه جديد لا هو بفقه المدينة ولا فقه العراق، بل مزيج منهما، وأقام في مكة 9 سنوات خلالها درس الفقه دراسة دقيقة ووضل أصول الاستنباط وخرج بها إلى الناس.

قرر بعدها العودة إلى بغداد مرة أخرى لعرض علمه إلى جمهور الفقاء، حيث ضؤل في هذه الفترة أمر المدينة بعد وفاة الإمام مالك، وأصبحت بغداد أهل الرأي وأهل الحديث معًا.

قدم الشافعي إلى بغداد وله طريقة في الفقه لا مثيل لها، فقد فصل بين المسائل ووضع قواعد عامة لا فتاوى وأقضية خاصة، لذا انهال عليه العلماء والمتفقهون، ونشر في العراق تلك الطريقة الجديدة ويجادل على أساسها.

تخرج عليه يديه رجال الفقه ومكث سنتين يعلم الناس أصول الفقه، ثم اعتزم السفر إلى مصر فرحل إليها وصل مصر عام 199 هـ.

رحلته إلى مصر

قرر الإمام الشافعي مغادرة العراق والذهاب إلى مصر، وذلك لأن واليها عباسي هاشمي قرشي وهو العباس بن عبد الله بن العباس بن موسى، وعندما أراد الشافعي السفر إلى مصر قال:

لقد أصبحتْ نفسي تتوق إلى مصرِ             ومن دونها قطعُ المهامةِ والفقرِ

فواللـه ما أدري، الفوزُ والغنى               أُساق إليها أم أُساق إلى القبرِ

وقد سافر إلى مصر وكانوا منقسمين إلى فرقتين، الأولى إلى قول مالك، والثاني إلى قول أبي حنيفة، وكان ينوي برحلته إلى مصر أن يجمعهم في قول واحد، وهو ما قام به حينما دخل مصر.

شعره

كان الشافعي أديبًا وشاعرًا وفصيحًا عشق الشعر وكره المدح فلم يقصد من شعره التكسب أو التقرب إلى أصحاب المال والسلطان، بل أغلب شعره كان يتناول الدعاء والاستغفار ومناجاة الخالق، لذا انتشر شعره بين الناس.

من أشعاره في الزهد:

تعصي الإلهَ وأنت تُظهر حُبَّهُ          هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّك صادقاً لأطعتَه             إنَّ المحبَّ لمَن يحبُّ مُطيعُ

في كل يوم يبتديك بنعمةٍ              منه وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ

أيضًا من قصائده المشهورة:

إذا شئتَ أن تحيا سليماً من الأذى               ودينك موفورٌ وعرضك صينُ

لسانُك لا تذكرْ به عورةَ امرئٍ                  فكلُّك عوراتٌ وللناس ألسنُ

وعينُك إن أبدت إليك مَعايباً            فصُنْها وقلْ يا عينُ للناس أعينُ

وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى         ودافعْ ولكنْ بالتي هي أحسنُ

وفاته وضريحه

توفي الإمام الشافعي في آخر ليلة من رجب سنة 204 هـ عن عمر 54 عامًا، ويقال أنه مات بسبب مرض البواسير، وفي أيامه الأخيرة وأثناء مرضه قال عندما سأله أحد طلابه كيف أصبحت يا أستاذ قال: "أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، وعلى الله وارداً، ولسوء عملي ملاقياً".

ويقال أن الشافعي قتل ضربًا بالهراوات من أحد المالكية المتعصبين الرافضين لانتشار مذهب الشافعي في مصر، حيث حورب كثيرًا من المالكية.

دفن الشافعي في مصر، وبُني فوق مسجده ضريحًا، وقد بنى السلطان صلاح الدين تابوتًا وقع فوق قبر الإمام، بعد ذلك بني مسجد يضم ضريح الإمام ويوجد فوق قمة القبة عاشري من النحاس الأصفر ترمز إلى علم الإمام، ويعد ضريحه من أكبر الأضرحة في مصر.

جميع أخبار