الفنان الكويتي القدير سعد الفرج يتحدث عن فيلمه في مهرجان "كان" وجديده ورمضانيته

  • تاريخ النشر: الأحد، 01 يونيو 2014 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
في حضرة الفنان الكويتي القدير سعد الفرج

عندما تكون في حضرة فنان حقيقي بحجم ومكانة الفنان المخضرم سعد الفرج لا تستطيع أن تحدد نقطة انطلاق في حوار معه ، فتجربته الطويلة طولها فن وعرضها إبداع، هو يمثل إحدى هامات المسرح الكويتي، لكنه ابتعد عنه في السنوات الأخيرة لإيمانه المطلق بأن المسرح في حال متواضعة لذلك عندما وجد الفرصة الجيدة في مسرحية عنبر و11 سبتمر لم يتردد في المشاركة لأنه يدرك بأنها مسرحية هادفة جاءت في الوقت المناسب. الفرج الذي يحمل بداخله إنساناً قبل فنان يشعر بالفخر والاعتزاز لتصدر الفيلم السينمائي الكويتي تورا بورا غلاف أعرق المهرجانات السينمائية في العام "كان" مستبعداً أن يكون اهتمام الغرب بالفيلم نابع من الشكل الذي أظهره الفيلم للجماعات الإسلامية في أفغانستان، في الحوار التالي الكثير من التفاصيل.

 فناننا بو بدر غبت عن المسرح الكويتي طويلاً وعدت من خلال مسرحية "عنبر و11 سبتمبر"... مالذي شدك إلى هذا العمل؟

المسرح الكويتي كان خلاقاً وسباقاً في طرح الكثير من الموضوعات والقضايا  التي تهم المجتمع ولعل مسرحية حامي الديار وكويت 2000 وغيرها سبقت عصرنا عندما تطرقت قضايا عايشناها خلال الفترة الماضية، ومسرحية عنبر و11 سبتمبر كانت بمثابة عودة للمسرح السياسي المغيب عن المسارح العربية عامة والخليجية خاصة، وتكمن أهمية هذه التجربة فى مقدرتها على جمع عدد من النجوم والفنانين من دول مجلس التعاون الخليجى . والذين يتقدمهم الفنان والكاتب القطرى الكبير غانم السليطي بطل ومخرج العمل . ومشاركة عدد من الفنانين ومنهم من البحرين ماجدة سلطان وعلي الغرير ومن الكويت هبة الدري وفاطمة الطباخ ووداد العبداللة وعبدالعزيز الصايغ وعدد آخر من النجوم والكوادر الشابة حيث الامتزاج بين كوادر وأجيال الحرفة المسرحية. والمسرحية تعبر عن الأحداث التى يعيشها الشارع العربي في هذة المرحلة من تاريخ العالم والمنطقة على وجة الخصوص .

لكن غالباً ما يكون المسرح السياسي يثير الجدل ومسرحية هذا سيفوه التي قدمتها في الثمانينات خير دليل؟

حتى عندما تم ملاحقة فريق مسرحية "هذا سيفوه" من النيابة لم تكن المسرحية تحمل مايستدعي ذلك، وأتذكر لاحقاً عندما طلب منا تقديم مسرح إسلامي رفضت ذلك  لأنه لا يمكن  الاستغناء عن المرأة فالمسرح من دون امرأة لا يقوم مثله مثل البيت هل سينفع دون وجود أم أو زوجة أو أخت.

لو أردنا أن نحدد أسباب عدم وجود هذا النوع من المسارح الثقيلة؟

بلا شك المسألة متعلقة بالانتاج فالموازنة لا بد أن تكون عالية جداً ولابد من أن يكون هناك دعم حقيقي للمنتج حتى يبدع ويقدم أعمالاً ذات مستوى رفيع. فمسرحيتنا الأخيرة "عنبر و11 سبتمبر" حظيت برعاية من قبل المجس الوطني للفنون والثقافة والآداب. كما أن العمل حظي بدعم مختلف القطاعات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة والتى احتفت بالعرض وفريقه وتقوم وبشكل يومى برصد ومتابعة تفاصيل البروفات والتى تتواصل ولأكثر من شهرين من أجل بلوغ أقصى دراجات التكامل والتميز الفني والذين يليق بتاريخ ومكانة المسرح في الكويت ودول المنطقة.

هل فعلاً كنت تتدخل في تعديل بعض الحوارات على النص المسرحي الذي تشتغله؟

أي عمل يخضع إلى ورشة عمل تضم الفنانين والمؤلف والمخرج ويتم مناقشة الأفكار وطرح الملاحظات بصوت عال ويتم التعديل باتفاق الأطراف جميعها مثلما حدث في بعض مشاهد مسرحية «حامي الديار» منها و أنا «جاحظي» ويا كثر «الجاحظين».

من المسرح إلى السينما ومشاركتك في الفيلم السينمائي تورا بورا؟

في الحقيقة يشكل هذا الفيلم نقلة نوعية في السينما الكويتية حيث نقلها إلى العالمية بواسطة مخرج شاب حذق يعرف أدواته جيداً وتمكن من اختيار فكرة فيلم رائعة جداً، ويعلم الكثيرون أن الفيلم كان نواة لمسلسل تلفزيوني لكن لظروف وأسباب مختلفة تم تحويله إلى فيلم عرض على هامش مهرجان كان السينمائي وحظي بإعجاب الجمهور. ونحن نعلم أن الغرب لا يعرف المجاملة في تقييم الأفلام بدليل أن بوستر الفيلم تصدر المجلة الرسمية للمهرجان ولا أعتقد أن إدارة مهرجان عريق بحجم ومكانة مهرجان كان تسمح بأن يتصدر غلاف مجلتها الناطقة باسم المهرجان لفيلم متواضع.

لكن هناك من يدعي أن من العناصر الرئيسية التي دفعت الغرب للترحيب بالفيلم فكرة القصة التي تظهر جماعة طالبان الإسلامية بأنها جماعية إرهابية ومجرمة؟

 اختلف معك كلياً ، لقد اجتمعت في الفيلم مقومات النجاح من نص وممثلين ودقة في تنفيذ الرؤية الإخراجية والموازنة المالية المفتوحة التي رصدها المخرج وليد العوضي والفكر المتجدد والواعي الذي ترجم ما كتبه على الورق إلى رؤية بصرية مستحقة.

ذكرت في إحدى مقابلاتك الإذاعية بأنك شاركت في محاولة لاغتيال القنصل البريطاني في الكويت عام 1956 ...؟

يضحك ... فعلاً وكان ذلك بتدبير من أحد أبناء عمومتي  بعد أن تبعنا سيارته في دروازة الشامية احتجاجاً على الحرب على مصر فقد كنا نؤمن بالقومية العربية وعوقبنا على فعلتنا عقوبة شديدة.

في 11 نوفمبر الفائت احتفت الكويت بمضي خمسين عاماً على تأسيس الدستور وعرفت أن لك حادثة طريفة مع المغفور له بإذن الله الأمير الرحل الشيخ عبدالله السالم .

بلا شك إن أبو الدستور الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم أرسى ركيزة النظام الديمقراطي الذي نعيشه ونتعايش معه الأن بمصادقته على الدستور قبل خمسين عاما، وفعلا من الحوادث الطريفة التي جمعتني به رحمه الله في إحدى المناسبات تلقيت دعوة من سموه لزيارته في قصره وبصراحة انتابني خوف شديد فربما كنت قد ارتكبت فعلاً دون أن أعرف فخشيت الذهاب بمفردي واصطحبت معي الفنان الراحل غانم الصالح كونه مسؤولاً عني في العمل، ولما وصلنا إلى ديوان سموه  رحب فينا وقال لي: شنو استفدتوا من زكي طليمات؟ فأجبته: لقد وضعنا على السلمة الصحيحة في المسرح، فرد علينا: ابحثوا عن الكيف لا الكم، فلو قدمتوا مسرحية وحدة فيها فايدة أحسن من عشر مسرحيات ما فيها شي، فقلنا له: إن شاء الله، ولما نبي نطلع قال لي: انته تمثيلك زين بس وايد تتحرك، فاثبت چدام الكاميرا، وكلمته تذكرتها لما كنت في أميركا عندما ذكر لي المحاضر هذي النقطة، فقلت بنفسي: الله يرحمك يا شيخ عبدالله السالم.

لماذا تعرض آخر أعمالك التلفزيونية "مجموعة إنسان" الذي عرض في رمضان الفائت الى انتقادات كبيرة؟

أعتقد أن نجاح العمل والشهرة التي حققها كانت أكبر دليل على أن العمل استطاع أن يصل برسالته الإنسانية وتبقى وجهات النظر المتباينة مشرعة للجميع.

ماذا عن جديدك المقبل؟

إنشاءالله ستكون لي مشاركة في مسلسل جدران لا تبكي في الظلام وهو دراما تراجيدي مؤثرة من إخراج منى الزعبي.

وهل فعلاً هناك رغبة للعودة وتقديم مسلسلات كوميدية؟

أتوق لتقديم مسلسل كوميدي وحالياً يوجد في حوزتي نص كوميدي جديد ومختلف وأعتقد أن المشاهد العربي عامة والكويتي خاصة بحاجة إلى أعمال كوميدية تخرجه من حالة التوتر التي عاشها بسبب الظروف السياسية الآخيرة.

أخيراً ... تم تكريمك من قبل البرنامج الإذاعي الشهير القايلة... كيف تنظر إلى ذلك؟

الإذاعة بيتي الثاني وأنا أحد أبنائها والتكريم أثلج صدري كونه يأتي من صرح إعلامي أعشقه..شكرا للقايلة.