شوبنهاور فيلسوف التشاؤم الأشهر: سيرته الذاتية وأشهر كتبه وأقواله

  • تاريخ النشر: السبت، 01 أغسطس 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
شوبنهاور فيلسوف التشاؤم

الحياة مثل بندول يتأرجح بين الألم والملل، هكذا كان يرى صاحب العبارة أرتور شوبنهاور الحياة، فبينما يعد أشهر الفلاسفة على مر التاريخ، فإنه عرف بنظرته التشاؤمية التي تلخصها العبارة الحزينة السابقة.

نشأة شوبنهاور

ولد الألماني أرتور شوبنهاور في عام 1788 في مدينة دانسك التابعة لبولندا الآن، لأب ثري يعمل في التجارة، وأم متفتحة عملت في كتابة الكتب والروايات، وهي أمور تبدو مثالية لأي طفل، إلا أنها لم تؤثر بالإيجاب فيما يخص نظرة شوبنهاور تجاه الحياة.

انتقل شوبنهاور مع أسرته وهو في الـ5 فقط من عمره إلى مدينة هامبورج الألمانية، بعدما صارت دانسك مسقط رأسه تابعة للسلطة البولندية، ما لم يؤثر على مستوى التعليم المرتفع الذي تلقاه، ولا على المستوى المادي للأسرة التي تنقلت في رحلات ممتعة بين عدد من دول أوروبا بلجيكا وإنجلترا وفرنسا وسويسرا والنمسا في سنة 1803.

تبدلت الأحوال كثيرا مع وفاة الأب المفاجئة في عام 1805، والتي قيل أنها نتجت عن حادث انتحار، حينها انخرطت الأم في مجتمع الشعراء، فيما وجد شوبنهاور المراهق نفسه ينجذب لعالم الفلاسفة الغامض رويدا رويدا، رغم اهتمامه بدراسة الطب في المرحلة الجامعية.

تأثر شوبنهاور كثيرا بفلاسفة عظماء أمثال أفلاطون وكانط، كما أنه درس علم النفس على يد جوزيف إرنست شولز وكذلك فيشتة، ليشكل كل ذلك وجدان شوبنهاور الذي بدا محبطا لسبب أو لآخر كما تبرز مؤلفاته.

فلسفة شوبنهاور

كان شوبنهاور يرى أن رغبة الإنسان هي سر معاناته، فبينما يبدو من الوارد أن يفشل المرء في تحقيق الرغبة التي تسيطر على أفكاره، فإن فرص الإصابة بالإحباط ومن ثم الألم والمعاناة تعتبر كبيرة للغاية من وجهة نظره.

وجد شوبنهاور ضالته في حياة الوحدة، حيث قال يوما أن حياة الوحدة هي مصير كل الأرواح العظيمة، ما يكشف عن مدى ثقته في أفكاره رغم ما بدا عليه من حزن دائم.

لم يجد شوبنهاور أي أزمة في إلقاء اللوم على البشر ولا على نفسه حتى فيما يخص النظرة التشاؤمية للعالم، حيث رأى أن الإنسان بطبيعته يشعر بالألم مع اللحظة الأولى للإصابة به، إلا أنه لا يشعر بزوال الألم رغم اختفاءه إلا بعد مرور فترة ليست بسيطة من الوقت، كما أن الاحساس بالرغبة في أمر ما يبدو مسيطرا على الذهن قبل تحقيق تلك الرغبة، فيما يصبح الأمر عاديا تماما مع تحقيقها.

شوبنهاور والحب

بدا أن فلسفة شوبنهاور التشاؤمية التي تحمل الكثير من الأفكار شديدة السلبية، قد تعززت مع بداية انقطاع علاقته بوالدته، بعدما تخلت عنه وانخرطت في عالم الثقافة، لتسوء علاقته بالنساء بشكل عام، ويعرف منذ ذلك الحين بالفيلسوف عدو المرأة.

يعتقد شوبنهاور أن الحب من الأساس هو عبارة عن غطاء جيد للرغبة الجنسية، في إشارة إلى أن تلك الرغبة هي ما تولد الاحساس بالسعادة عند التواجد بجانب من نحب أو من نعتقد أننا نحب، مشيرا إلى أن نهاية السعادة تبدأ مع تحقيق المتعة.

لم يتزوج شوبنهاور بل عاش وحيدا مع كلبه المفضل طوال حياته، وهو أمر بديهي بناء على أفكاره التشاؤمية التي لم تمنعه من الإبداع عبر كتابة مؤلفات لاقت استحسان الجميع.

كتب شوبنهاور

تتعدد المؤلفات الرائعة التي كتبها أرتور شوبنهاور منذ فترة الشباب المبكر وحتى الكهولة.

يعتبر كتاب العالم إرادة وفكرة هو أول كتب شوبنهاور المشهورة، والذي استغرق في كتابته حوالي 4 سنوات كاملة قبل أن يخرج للنور في عام 1819، وبالرغم من اعتقاده بأن الكتاب تحفة فلسفية لا تقارن، إلا أنه لم يحقق النجاح المتوقع منه.

صدر لشوبنهاور كتاب فن أن تكون دائما على صواب في بداية ثلاثينيات القرن الـ19، قبل أن يصدر له كتاب الإرادة في الطبيعة في عام 1836، والمشكلتان الأساسيتان في فلسفة الأخلاق في سنة 1841.

بدأت الأنظار تلتفت تجاه مؤلفات شوبنهاور في وقت متأخر، وتحديدا في الخمسينيات، حيث بدا وأن الفيلسوف المتشائم صار أكثر رضا ولو بنسبة قليلة، بعد الاحتفاء الذي ناله في سنوات حياته الأخيرة.

أقوال شوبنهاور

على الرغم من أن أقوال شوبنهاور تجسد فلسفته التشاؤمية القاتمة، إلا أنها تبدو شديدة الواقعية بشكل أو بآخر من وجهة نظر الكثيرين، كما نوضح.

  • التضحية بالمتعة من أجل تجنب الألم مكسب واضح.
  • كل أمة تسخر من الأمة الأخرى، والاثنين على حق.
  • المهارة تجعلك تصيب هدفا لا يمكن لأحد غيرك أن يصيبه، أما العبقرية فإنها تدفعك إلى إصابة هدف لم يراه أحدا من الأساس.
  • لا يجب أن نكتسب الشرف، بل علينا ألا نفقده فحسب.
  • الأصدقاء والعلاقات هي أضمن وسيلة من أجل الوصول إلى الثراء.
  • حياة الوحدة مصير كل الأرواح العظيمة.

في الختام، عاش أرتور شوبنهاور في الوحدة التي رأى أنها مصير العظماء، ليرحل عن عالمنا في سنة 1860، ولا يوجد إلى جواره إلا حيوانه الأليف، تاركا إرثا من الكتب التي لا تخلو من التشاؤم والحكمة في آن واحد.

المصادر:

[1]. مقال: الفيلسوف الألماني شوبنهاور. منشور على موقع britannica

[2]. مقال: نصائح الفلاسفة. منشور على موقع cbc