قرش الغردقة.. خبير يكشف السبب ومسيّرات لحماية السائحين

لا حديث يعلو في وسائل الإعلام المصرية ومنصات التواصل الاجتماعي منذ الخميس ( 8 مايو/ أيار) على واقعة التهام سمكة قرش سائحا روسيا في مدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر. وعلى الفور حثت القنصلية الروسية في الغردقة السياح الروس على توخي الحذر أثناء السباحة والالتزام بأي حظر للسباحة قد تفرضه السلطات المحلية.

أما على الصعيد الرسمي، فقد قررت وزارة البيئة صيد سمكة القرش التي تسببت بوفاة الشاب الروسي لتشريحها وتحديد سبب خروجها للشاطئ فيما فرضت حظرا لمدة يومين على "السباحة والرياضات المائية" على الشواطئ قرب الشاطئ الذي شهد الواقعة.

وبالفعل انتشرفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي قيل إنه لعملية اصطياد سمكة القرش بمعاونة بعض الصيادين الذين توجهوا إلى الشاطئ بعد استدعائهم من قبل السلطات المختصة.

ويأتي ذلك في وقت تأمل فيه مصر في جذب العديد من السائحين إلى شواطئها العديدة خلال الموسم السياحي الجديد على أمل إنعاش مواردها من العملات الصعبة خاصة أن السياحة تشكل مصدرا مهما للنقد الأجنبي وسوق العمل في البلاد بإيرادات بلغت حوالي 11 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في يونيو/ حزيران العام الماضي.

إجراءات السلامة

وأعلنت السلطات المصرية اتخاذ خطوات من بينها إلزام الفنادق بوضع شباك صيد بحرية بمواصفات خاصة بهدف منع وصول أسماك القرش إلى الشاطئ، فيما أكد محافظ البحر الأحمر أن هذا الأمر سيطبق مع الحفاظ على حياة الشعاب المرجانية.

بدوره، أشار مجدي صادق، عضو غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة باتحاد الغرف السياحية، إلى أنه جرى "تشكيل لجنة إدارة أزمة اتخذت قرارات بالفعل فيما مازلت قرارات أخرى محل دراسة."

وفي مقابلة مع DW عربية، أضاف "القرارات التي اتخذت شملت ضرورة قيام كل فندق ومنتجع بتعيين منقذين حاصلين على دورات تدريبية على أعلى مستوى، في منطقة الشاطئ مع تمركزهم في أماكن مرتفعة مثل أبراج حتى يمكنهم رصد أي تحرك في طريقه صوب منطقة السباحة".

ويتابع: "يُجرى دراسة نشر طائرات مسيرة تجوب مناطق الشواطئ من أجل رصد أفواج الأسماك أو سلوكها مع التعاون مع الغواصيين ومنظمي مراكب الرحلات البحرية للاستماع إلى آرائهم حيال طرق توفير الحماية للسائحين في السواحل المصرية".

السبب والحل؟

يشار إلى أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه الذي يحدث قرب الشواطئ المصرية، ففي يوليو/تموز 2022 لقيت سائحتان مصرعيهما بعدما هاجمهما سمك القرش في جنوب مدينة الغردقة.

وفي عام 2018، عُثر على بقايا جثة سائح تشيكي على أحد شواطئ مدينة مرسى علم المطلة على البحر الأحمر بعدما أكد مسؤول أنه قرر السباحة في منطقة توجد فيها أسماك قرش، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وفي 2015 قُتل سائح ألماني خمسيني بعدما هاجمته سمكة قرش حين كان يسبح خلال رحلة بحرية في مدينة القصير السياحية جنوب شرق البلاد.

وإزاء ذلك، قدم الدكتور عصام حجي، الباحث في جامعة جنوب كاليفورنيا ووكالة ناسا، التفسير العلمي وراء تكرار وقائع مهاجمة أسماك القرش للبشر على سواحل منطقة الشرق الأوسط.

ومتحدثا إلى DW عربية، قال "هذه الحوادث تقع بسبب تدهور الوضع البيئي في الشواطئ بمعنى تدهور البيئة البحرية بما يضر بالصحة العامة للشواطئ ويمكن الوقوف على ذلك بمجرد رصد عملية التآكل السريع التي تتعرض له شواطئ البحر الأحمر والمتوسط بسبب الامتداد العمراني على السواحل".

وأضاف "في ضوء هذا الزحف العمراني، فإن الأمطار عندما تسقط لا تجرف الأتربة إلى البحر ما يعوق وصول المعادن اللازمة لتغذية البيئة البحرية إلى أعماق المياه ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تدهور البيئة البحرية وبمرور الوقت تختفي أنواع من الأسماك فيما تصبح كائنات أخرى مثل أسماك القرش أكثر عدوانية".

وأشار حجي، الذي أجرى أبحاثا مكثفة وكتب مقالات عديدة عن تأثير التغير المناخي والبيئي على منطقة الشرق الأوسط، إلى أن الحل يكمن في القيام بدراسات بيئية قبل تنفيذ أي مشاريع سياحية قرب الشواطئ.

وقال "يتعين إجراء المزيد من الدراسات للمحافظة على البيئة البحرية في أماكن المنتجعات السياحية. وفيما يتعلق بالامتداد العمراني، يجب ضمان التأكد من أن هذه المنشآت لن تعوق عملية إمداد الشواطئ بالأتربة والمعادن التي تقوم بها السيول والأمطار بما يحافظ على تنوع البيئة البحرية".

زخم التواصل الاجتماعي

وعلى وفور وقوع الحادثة، تداول بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قالوا إنه يوثق لحظة مهاجمة سمكة القرش السائح الروسي الذي كان يبدو أنه يستغيث وهو يصارع في عرض البحر قبل أن تأتي عليه السمكة وهي من نوع النمر في فترة زمنية لم تتجاوز الدقيقتين.

لكن نشر هذا المقطع جلب انتقادات البعض من بينهم رجل الأعمال المصري نجيب سايروس، شقيق سميح مؤسس منتجع الجونة الشهير على شاطئ البحر الأحمر، مطالبا في تغريدة بوقف نشر الفيديو لأنه يضر بالسياحة وهو ما أثار سخرية رواد التواصل الاجتماعي.

نصائح بنكهة ساخرة

ومنذ الحادثة، سعت قنوات تليفزيونية إلى إستضافة خبراء للحديث عن كيفية تفادي التعرض لهجمات من أسماك القرش التي تعيش في البحر الأحمر، لكنها حوادث مهاجمتها للبشر محدودة.

وأدلى بعض رواد التواصل الاجتماعي بدلوهم في إعطاء نصائح في حالة مشاهدة أسماك القرش وأيضا ذكر الأوقات التي يفضل تجنب السباحة فيها مثل الفجر لأنها فترات اقتراب أسماك القرش من الشواطئ، على حد قولهم.

محمد فرحان