مايكل فارادي: أبو الكهرومغناطيسية الذي رفض وسام الفروسية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 20 سبتمبر 2021
مايكل فارادي: أبو الكهرومغناطيسية الذي رفض وسام الفروسية

بدأ حياته كبائع جرائد، واستطاع أن يغير مفهومنا عن الكون.. إنه مايكل فارادي، واضع أسس الكهرومغناطيسية الذي رفض وسام الفروسية، والذي نتعرف في هذا الموضوع على سيرته في حلقة جديدة من شخصيات تاريخية.

الكهرومغناطيسية

يعد مايكل فارادي من أبرز علماء القرن التاسع عشر، حيث اخترع المحرك الكهربائي، وهو أول من دمج بين الكهرباء والمغناطيسية، فأسهم في فهم الكهرومغناطيسية.

قانون فارادي

له قانون شهير في الفيزياء اسمه قانون فاراداي، وهو صاحب أول موتور كهربائي عرفته البشرية، وأول من قال بأن الضوء عبارة عن موجة كهرومغناطيسية.

اكتشف البنزين

اكتشف فارادي عدداً من المركبات العضوية الجديدة من بينها البنزين، وهو أول من استطاع أن يسيل غازاً.

طفولته

وُلد مايكل فاراداي في 22 سبتمبر 1791، نيووينجتون، في إنجلترا، وتوفي في 25 أغسطس 1867، في هامبتون كورت

كان أبوه حداداً فقير الحال، قدم من شمال إنجلترا بحثاً عن العمل.. أما والدته، فامرأة ريفية، تتمتع بقدر كبير من الهدوء والحكمة، دعمت ابنها ووقفت إلى جانبه في الظروف الصعبة التي عاشتها العائلة، والتي بالكاد كانت تستطيع الحصول على ما يكفي من الطعام.

ويحكي فارادي أنه كان يحصل على رغيف خبز واحد يتعين عليه أن يأكل منه طوال الأسبوع.

تميزت عائلته بنزعة إيمانية.. وقد ساهمت هذه النزعة بالإضافة إلى الطفولة المتقشفة لخلق الميل إلى تأمل الطبيعة وسبر أغوارها، وهو ما سيطر عليه طوال حياته.

البداية

تلقى فاراداي أساسيات التعليم في مدرسة محلية، وفي سن مبكرة عمل مساعداً في مشغل لتجليد الكتب، وفي سن الـ 14 انتهز فرصة تدريبه في المشغل في قراءة عدد كبير من الكتب.

لفت نظره مقال عن الكهرباء في الطبعة الثالثة من الموسوعة البريطانية، فاستخدم  مواد  أولية من الخشب والزجاج، لصنع  مولد كهربائي بدائي، كما أجرى تجارب كثيرة في الكيمياء الكهربائية.

الفرصة

حين بلغ العشرين من عمره، استطاع فارادي حضور سلسلة من المحاضرات لهمفري ديفي.

قدم فارادي في ذلك الوقت وثيقة من 300 صفحة إلى ديفي يعرض من خلالها ملاحظاته حول المحاضرات، أعجب ديفي به ووظفه كمساعد له، حيث كان ديفي قد فقد بصره في ذلك الوقت.

عانى من الطبقية

لم يكن الأمر سهلاً في البداية، فبحسب طبقية المجتمع الإنجليزي آنذاك، لم يكن فارادي من النبلاء، لذلك حين أراد ديفي أن يذهب في جولة حول قارة أوروبا، رفض خادمه أن يذهب معه، فاصطحب مايكل فارادي معه كمساعد علمي، وطلب منه أن يكون خادماً له حتى يجد خادماً آخر حين يصل إلى باريس.

لكن للأسف عاملته زوجة ديفي معاملة سيئة، ومنعته من السفر معهم في العربة، وجعلته يأكل مع الخدم.

أصابه ذلك بالحزن، وفكر في العودة إلى لندن واعتزال العلم، لكن هذه الرحلة التي كرهها أتاحت له مقابلة نخبة كبيرة من العلماء وتعلمه من أفكارهم.

ركز على الكيمياء

ومن ثم ركز فارادي عمله على الكيمياء، وقام بعمل دراسة خاصة للكلور والكلوريد الجديد من الكربون، وأصبح لاحقاً مساعد مختبر في معمله.

وفي هذه الفترة، تعرف إلى الكثير من الخواص الكيميائية للعناصر، وأتيحت له فرصة كبيرة لممارسة التحاليل الكيميائية والتقنيات المختبرية إلى حد إتقانها.

أنتج أول مركبات من الكربون والكلور

في عام 1820 م، أنتج فارادي أول مركبات من الكربون والكلور، عن طريق استبدال الكلور بالهيدروجين في غاز (الإيثيلين)، وهي من التفاعلات التي تحدت النظرية السائدة للتركيب الكيميائي لجون جاكوب بيرزيليوس.

أسس علم المعادن

وفي عام 1825 م، عزل البنزين ووصفه، كما أجرى تحقيقات في سبائك الصلب، مما ساعد على وضع أسس علم المعادن

بالإضافة إلى ذلك، فقد نجح فارادي في تسييل العديد من الغازات، والتحقيق في سبائك الصلب، وإنتاج عدة أنواع جديدة من الزجاج المخصص للأغراض البصرية.

اكتشاف قوانين التحليل الكهربائي

يُنسب الفضل لفارادي في اكتشاف قوانين التحليل الكهربائي، وتعميم المصطلحات مثل الأنود، الكاثود، القطب، والأيون، حيث حصل على مساعدة من العالم ويليام ويلي.

أول محرك كهربائي

نجح في بناء أول محرك كهربائي، حيث شكلت التجارب والاختراعات التي قام بها آنذاك أساس التكنولوجيا الكهرومغناطيسية الحديثة.

تأثير فارادي

في عام 1845 م، اكتشف فارادي حقيقة أن مستوى استقطاب الضوء المستقطب خطيًا يمكن تدويره بتطبيق مجال مغناطيسي خارجي محاذٍ للاتجاه الذي يتحرك فيه الضوء، وهذه الظاهرة تسمى اليوم باسم تأثير فاراداي.

حياته الشخصية

تزوج مايكل فارادي من سارة برنارد في الثاني عشر من يونيو عام 1821 م، وعاشا حياة مستقرة، ولم ينجبا أبناء.

تكريمه

منحت جامعة أكسفورد مايكل درجة الدكتوراه في القانون المدني (الفخرية) في يونيو 1832 م.

في عام 1838 م، انتُخب فارادي عضواً أجنبياً في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، وبعد ذلك في عام 1844 م، أصبح واحداً من ثمانية أعضاء أجانب تم انتخابهم في الأكاديمية الفرنسية للعلوم.

رفض وسام الفروسية

رفض مايكل في حياته عرض الحصول على وسام الفروسية، كما رفض مرتين منصب رئيس الجمعية الملكية التي عرضت عليه.

وفاته

توفي مايكل فاراداي في 25 من شهر أغسطس عام 1867 م في منزله في هامبتون كورت، ودُفن في مقبرة هايجيت.