تعد الملكة رانيا العبد الله من أكثر السيدات الأوليات في الوطن العربي شهرة فقد تمكنت من أن تحتل مكانة كبيرة في قلوب العرب ليس الأردنيون وحدهم بفضل اهتمامها بالقضايا التي تخص الطفل والمرأة وبفضل أناقتها ولباقتها في الحديث، في السطور التالية تعرف على مسيرتها وحياتها.
من هي الملكة رانيا العبد الله؟
رانيا فيصل صدقي الياسين هي ملكة المملكة الأردنية الهاشمية وزوجة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية ولدت في 31 أغسطس عام 1970 في الكويت لأسرة أردنية من أصل فلسطيني.
الملكة رانيا هي الابنة الوسطى، لديها أخت أكبر منها بثلاثة أعوام اسمها دينا وأخ أصغر منها بعام اسمه مجدي، وقد درست رانيا المرحلة الإعدادية والثانوية في المدرسة الإنجليزية الحديثة في الكويت.
في عام 1991 حصلت الملكة رانيا على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في القاهرة، ثم عادت إلى العمل في الأردن عقب التخرج في البنوك، ثم غيرت عملها وعملت لفترة قصيرة في مجال تقنية المعلومات.
والدة الملكة رانيا هي السيدة إلهام علي إبراهيم راسخ وهي ربة منزل من عائلة راسخ في نابلس، أما والدها فيصل صدقي عبد الله ياسين وهو طبيب فلسطيني ولد في مدينة طولكرم الفلسطينية ودرس الطب في القاهرة وقد توفي في شهر مايو عام 2022 في عمان بالأردن.
الملكة رانيا والملك عبدالله
التقت رانيا العبد الله الأمير عبد الله خلال حفل عشاء في يناير عام 1993، وكانت وقتها تبلغ من العمر 32 عامًا، بينما كان الأمير عبد الله يبلغ من العمر 31 عامًا. بعد شهرين من مقابلتهما الأولى أعلنا الخطبة وقد تم الزواج بعد ستة أشهر من الخطبة في يونيو عام 1993.
عرس الملكة رانيا العبد الله والملك عبد الله مثل العيد القومي، فبعد عقد القران جال العروسان في شوارع العاصمة عمان في سيارة مكشوفة وألقوا التحية على الشعب الأردني، وكان وقتها الملك عبد الله يشغل منصب نائب قائد قوات النخبة.
أنجبت الملكة رانيا من الملك عبد الله أربعة أبناء وهم ولي العهد الأمير الحسين، والأميرة إيمان والأميرة سلمى والأمير هاشم.
دور الملكة رانيا في مجالات خدمة المجتمع
بعد أن أصبحت الملكة رانيا السيدة الأولى في المملكة الأردنية الهاشمية قامت بالعديد من الإسهامات في مجالات مجتمعية مختلفة وخاصة تلك التي تخص المرأة والأطفال بجانب شؤون البيئة والشباب والصحة.
تم تصنيف الملكة رانيا ضمن أقوى 100 سيدة في العالم بفضل جهودها المجتمعية واهتمامها بالقضايا المختلفة، وقد اهتمت الملكة رانيا بالعديد من المجالات خاصة مجال التعليم وأطلقت العديد من المبادرات كما تم إنشاء عدة جمعيات ومراكز تحمل اسمها لخدمة المجالات المجتمعية.
دور الملكة رانيا في مجال التعليم
اهتمت الملكة العبد الله رانيا بمجال التعليم كثيرًا، وقد ظهر هذا جليًا في المراكز والجمعيات العلمية التي أنشأتها، ففي عام 2001 تم تأسيس مركز الملكة رانيا العبد الله لتكنولوجيا التعليم والمعلومات، والذي يهدف إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم.
في عام 2005 أطلقت الملكة رانيا والملك عبد الله الثانية جائزة التميز التربوي وهي جائزة تهدف إلى رفع مستوى التعليم في الأردن وتكريم المعلمين البارزين، فضلًا عن المساهمة في تطوير التعليم لتخريج طلاب أكفاء.
في عام 2006 أعلنت الملكة رانيا العبد الله عن جائزة المعلم المتميز وهي أولى الجوائز التي تنحدر تحت جمعية الجائزة وتهدف إلى تكريم المعلم إيمانًا بدوره في العملية التربوية، وقد تم تحديد عدة معايير لاختيار المعلمين في هذه الجائزة. وقد تفرع من هذه الجائزة جائزة المدير المتميز عام 2008.
في عام 2009 تم إنشاء أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، كما أعلنت الجمعية عن جائزة المرشد التربوي عام 2014. تدعم الملكة رانيا أيضًا التعليم العلي وقد وفرت العديد من البعثات التعليمية للطلبة والعالمين في الأردن في مجالات مختلفة منها التصميم والإدارة والتسويق وعلم النفس والهندسة وغيرها.
دور الملكة رانيا في رعاية الطفل
اهتمت الملكة رانيا بشكل خاص بالطفل، وتعد من أشهر السيدات الأوليات في الوطن العربي اهتمامًا بقضايا الطفل والمرأة، وقد افتتحت الملكة رانيا عام 1999 دار الأمان، وهي تعد الأولى من نوعها في المنطقة حيث توفر مكانًا آمنًا للأطفال الذين يتعرضون للإساءة الجسدية.
في عام 2006 أنشأت صندوق الأمان لمستقبل الأيتام لرعاية الشباب والشابات الأيتام، وقد وفر هذا البرنامج منحًا دراسيًا ونفقات يومية وتأمين صحياً وتدريب وتوظيف. في عام 2007 أنشأت أول متحف تفاعلي للأطفال في الأردن والذي يهدف إلى توفير بيئة تعليمية تفاعلية للأطفال.
أطلقت الملكة رانيا العبد الله أيضًا مبادرة مدرستي عام 2008 والتي تهدف إلى تحسين البنية التحتية لمباني المدارس الحكمية وتوفير احتياجات متطلبات السلامة الوطنية في هذه المدارس، وحتى عام 2010 ساهمت المبادرة في صيانة 400 مدرسة في 11 محافظة.
في عام 2011 تم إنشاء مستشفى الملكة رانيا للأطفال والتي كانت أول صرح طبي متخصص لأمراض الأطفال في المملكة وتقدم المستشفى عدة عمليات منها زراعة نخاع العظام وزراعة الأعضاء وعمليات المنظار وغيرها.
دورها في دعم الشباب
أنشأت الملكة رانيا العديد من المراكز والمنظمات التي تهدف إلى توفير الدعم للشباب الأردني، ومنها مركز الملكة رانيا للريادة وهي منظمة غير حكومية وغير ربحية أنشئت عام 2004 وتهدف على توفير الدعم الاقتصادي للطلبة ومساعدة رواد الأعمال حديثي العهد.
في عام 2014 أنشأت مبادرة إدراك التي تهدف إلى توفير فرص للشباب العربي، وهي منصة غير ربحية على الإنترنت تقدم منح ودورات مختلفة باللغة العربية.
أسست أيضًا مؤسسة نهر الأردن عام 1995 والتي تهدف إلى تمويل المشروعات الصغيرة وهي مؤسسة غير حكومية تساعد العائلات الأردنية ذات الدخل المنخفض. في عام 2001 أسست المجلس الوطني لشؤون الأسرة الذي يهدف إلى تحسين نوعية الحياة للعائلات الأردنية.
تحرص الملكة رانيا العبد الله على الحضور الإعلامي وقد ألقت العديد من الخطابات في المؤتمرات والمبادرات التي شاركت فيها، لذا أطلق عليه لقب ملكة الإعلام الاجتماعي.
