بأغانيها الشعبية الطريفة وملامحها المصرية البسيطة تمكنت المغنية فاطمة عيد من تحقيق شهرة واسعة في مصر والوطن العربي، فقد اشتهرت بلون غنائي مميز، وتعاونت طوال مسيرتها الفنية مع كبار الكتاب منهم الأبنودي، وكبار الملحنين مثل عمار الشريعي وبليغ حمدي، تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها في السطور التالية.
حياة فاطمة عيد ونشأتها
فاطمة عبد الرحمن صالح هي مغنية مصرية ولد في مدينة القنايات في محافظة الشرقية في 18 مارس عام 1962، وبدأت مشوارها الفني منذ طفولتها، حيث كانت تغني في المناسبات العائلية وأعياد الميلاد.
حققت الفنانة فاطمة شهرة واسعة، وقدمت عددًا كبيرًا من الأغاني منذ السبعينيات، وقدمت حفلات في عدة دن مصرية وعلى مسرح الجمهورية، كما سافرت إلى دول عربية وأوروبية وقدمت حفلات غنائية هناك، فضلًا عن مشاركتها عدة مهرجانات عربية.
قصة حبها وزواجها
تعرفت الفنانة فاطمة عيد على زوجها اللواء شفيق الشايب حينما ساعدها في مشكلة مع وقعت بينها وبين جيرانها، وبدأت القصة حينما اتصل شقيق الشايب ليخبره أن هناك مطربة جديدة من قريتهم وقعت في مشادة مع جيرانها وتحتاج مساعدته.
كان الشايب وفاطمة مولدوان في القرية نفسها، لكنهما لم يتعرفا على بعضهما البعض إلا في القاهرة، وقد اتصل زوج أخت الشايب وأخبر فاطمة بأنه سيأتي لمساعدتها.
كان الشايب وقتها متزوجاً ولديه أنباء، وحينما رأى فاطمة أول مرة وقع في حبها وظل يفكر بها، حيث قال في حوار تلفزيوني عن مشاعره لفاطمة "أنا حبيتها أول ما شوفتها، واتها رقمي، وبعدها بقينا نتكلم كتير وعزمتني عندهم ع الغدا وبدأت العلاقة بيننا حتى قرار الزواج".
أما فاطمة فقد قالت إنها استغرقت في التفكير لمدة عامين حتى قررت الزواج من اللواء شفيق الشايب الذي كان في رتبة رائد وقتها، حيث رأت أن عامين مدة كافية لدراسة أخلاقه وطباعه.
قالت فاطمة أيضًا إنها تنبأت بزواجه قبل أن تراه، فحينما أخبر زوج أخت الشايب بأنه سيوصلها وسيساعدتها فأخبرته مازحة أنها ستتزوجه، ولم تعلم أن المزحة ستتحول إلى حقيقة في النهاية.
تحدثت فاطمة عن مدى حبها لزوجها، حيث وجدت فيه الطيبة والأخلاق والطباع الواحدة، ولم يكن يفارقها في تنقلاتها أبدًا، كما أنه لم يمنعها من العمل في الغناء إلا مرة واحدة اختلفا فيها وأقسم عليها بألا تخرج من المنزل لتسجيل الأغنية، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يمنعها من الغناء ولم تتكرر بعدها.
وفي حوار تلفزيوني لها قالت فاطمة إنها على علاقة صداقة قوية مع "ضرتها" الزوجة الأولى لزوجها، وعقبت "ضرتي تحبني أكثر من نفسها، وزوجي سعيد بالعلاقة الطيبة بيننا".
وحينما سُئلت فاطة عن إمكانية زواج زوجها للمرة الثالثة قالت إنها واثقة من نفسها وزوجها لا يمكنه أن يتزوج من سيدة أخرى، فهي واثقة من طبيخها كما أنها واثقة من أنها زوجة صالحة.
أنجبت الفنانة فاطمة من زوجها 3 بنات وهن داليا، ونيفين وشيماء وقالت إنها تمنت أن تجنب ولدًا ولكن لم يحدث ذلك، وابنتها شيماء تعمل في مجال الغناء وتزوجت من منتج غنائي.
مشوارها الفني
بدأت الفنانة فاطمة عيد مشوارها الفني منذ الطفولة، حيث كانت تتمتع بصوت شعبي جميل، لذا كانت تحضر الحفلات وأعياد الميلاد في مدينتها الشرقية وتغني فيها وكانت بدايته وعمرها 6 سنوات، كما كانت تقرأ القرآن كذلك.
حصلت فاطمة على دعم كبير من أهل قريتها في الشرقية، حيث كانوا يطلبونها للغناء في حفلات الزفاف، وكانت تتقاضى أجرًا على غنائها في هذه الحفلات، وبعدها تمكنت من تحقيق شهرة واسعة بعدما تمكنت من التعامل مع ملحنين كبار.
تعاونت فاطمة مع كبار الملحنين منها أحمد صدقي، وسيد مكاوي، ومحمود الشريف، وحلمي أمين، وكمال الطويل، كما لحن لها زوجها شفيق الشايب عدة أغانٍ أيضًا.
تعاونت فاطمة أيضًا مع كبار الشعراء منهم عبد الرحمن الأبنودي، وقد قدمت طوال مشوارها الفني 45 ألبومًا غنائيًا منذ السبعينيات حتى الآن، وقدمت أول حفل غنائي لها على مسرح الجمهورية وقدمت فيه مجموعة من الأغاني مثل "آه يا ليل"، و"يا صغيرة"، و"خلي بالك" وغيرها.
سافرت فاطمة إلى العديد من الدول العربية والأوروبية لإحياء الحفلات هناك، وقد كان يرافقها زوجها دائمًا في معظم حفلاتها، فقد سافرت إلى المغرب وسوريا والنمسا وألمانيا وأمريكا، وتونس التي حضرت فيها عدة مهرجانات منها مهرجان قرطاج الذي دُعيت إليه أكثر من 15 مرة.
قدمت الفنانة فاطمة العديد من الأغنيات التوعوية، منها مشاركتها في الحملة القومية لتنظيم النسل بأغنية "حسنين ومحمدين" وقدمت كذلك أغنيات شهيرة منها "سلمولي عليه"، و"يا جنينه يا أبو مروحة"، و"بس عريسنا ييجي".
قررت الفنانة فاطمة ارتداء الحجاب، ولكن هذا القرار لم يؤثر على مشوارها الفني، وإنما قدمت بعده العديد من الأعمال الغنائية الناجحة، وآخرها أغنية "اضحك وسيبها على الله" التي أطلقتها على صفحتها الخاصة على يوتيوب.
وحينما سُئلت عن سبب ابتعادها عن الفن قالت إن فترة كورونا أثرت على الفنانين، كما أنها لم تجد كلمات وألحاناً تناسب مشوارها الفني.
فاطمة عيد في السينما والتلفزيون
اشتركت فاطمة أيضًا في الغناء في العديد من الأفلام والمسلسلات المصرية، وخاصة في السبعينيات، وكانت بدايتها مسلسل "قلبي يحترق"، و"خاتم السعد"، و"مارد الجبل"، وأول فيلم سينمائي شاركت فيه كان فيلم "أفواه وأرانب" أمام فاتن حمامة.
شاركت أيضًا في مسلسل "أبناء في العاصمة"، و"صرخة بريء"، و"دمعة ندم"، وفيلم "مملكة الهلوسة"، وفيلم "مسعود سعيد يه"، و"كيدهن عظيم"، و"ألعاب ممنوعة"، و"الانتقام"، و"عطشانة"، و"الزنكلوني"، و"الاتهام"، و"الجدعان الثلاثة"، و"الرحلة"، و"الرحاية".
شاركت كذلك في مسلسل "أحلام في الظهيرة"، و"مغامرات زكي الناصح"، وفيلم "الكابتن وصل"، و"درب الجدعان" وغيرها وحديثًا شاركت في فيلم "الرجل الأخطر" عام 2018.
اقتصرت مشاركات فاطمة في هذه الأفلام والمسلسلات على الغناء فقط، وكانت تقدم مشاهد تمثيلية قصيرة للغاية.
