مصر وإثيوبيا ... مواجهة تعيد للأذهان ذكريات مارادونا وأجواء مونديال 98

شهدت كبرى مناسبات كرة القدم مباريات قوية حملت خلفيات سياسية بسبب أزمات بين بلاد المنتخبين

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 07 يونيو 2022
مصر وإثيوبيا ... مواجهة تعيد للأذهان ذكريات مارادونا وأجواء مونديال 98

يستعد منتخب لمواجهة إثيوبيا في إطار الجولة الثانية من المجموعات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023، وذلك يوم الخميس المقبل.

وكان المنتخب المصري قد حقق الفوز في اللقاء الافتتاحي على حساب غينيا بهدف دون رد سجله اللاعب مصطفى محمد.

وتحمل المواجهة المنتظرة خلفيات غير رياضية وذلك في ظل زيادة التوتر السياسي بين البلدين على خلفية أزمة سد النهضة، وهو ما أنتج خطابًا إعلاميًا حادًا من الطرفين.

الخلافات المصرية الإثيوبية

مصر وإثيوبيا ... مواجهة تعيد للأذهان ذكريات مارادونا وأجواء مونديال 98

وتعود الخلافات بين مصر وإثيوبيا إلى ما قبل عقد من الزمان وذلك بسبب رغبة الأخيرة في بناء سد النهضة ثم الجدول الزمني لملء السد.

ومر الخلاف بمراحل متعددة بين إجراء المحادثات في أوقات، والتصريحات التي تحمل طابع الاتهامات ورفض عقد جلسات خلال أوقات أخرى.

وكان سامح شكري، وزير الخارجية المصري، قد صرح في 26 يونيو عام 2021 قائلًا، " ليس هناك تدويل للأمر وإنما هناك استخدام للآليات الدولية المتوفرة التي هي معنية ومختصة بذلك، ولذلك اليوم مصر تقدمت بخطاب إلى رئيس مجلس الأمن لطلب عقد جلسة وهذا دعمًا للخطاب الذي تقدمت به السودان في نفس الاتجاه لتناول القضية، وأتصور أن المجلس لن يتخاذل في الاضطلاع بمسؤوليته".

وتابع قائلا إن إثيوبيا "خالفت اتفاقية إعلان المبادئ بالملء الأول وعازمة على أن تخالفه مرة أخرى الآن، وبالتالي التعامل مع القضية القانونية هي بخروج إثيوبيا عن التزامها القانوني وتحميلها لهذه المسؤولية على المستوى الإفريقي أو الدولي أمر هام حتى يكون هناك تدخل على مستوى مجلس الأمن ليضع مرة أخرى الأمور في نصابها والتوصل إلى اتفاق".

وأضاف، "تصريحات إثيوبيا استفزازية، لا تؤدي إلى تحقيق الوئام، والعمل على إصرار فرض الإرادة المنفردة، ومصر على مدى السنوات الماضية دائمًا كانت تتحدث عن القدرة للوصول إلى الحل وإقامة علاقات مبنية على التعاون والمصالح المشتركة ولكن في نفس الوقت نعلم جيدًا ما هي حقوق مصر المائية وحقوق الشعب المصري وكيفية الدفاع عنه ونسعى دائمًا من خلال كافة الوسائل السلمية".

واختتم سامح شكري حديثه، " لن تتهاون الدولة المصرية في الدفاع عن مصالح شعبها سواء كان حجز المياه هذا العام يكون بشكل غير كامل والقدرة المصرية وما لدينا في السد العالي والإجراءات المتخذة على الناحية الفنية أمر، ولكن الإطار القانوني والسياسي المرتبط بهذا الموضوع أمر آخر ولا نتهاون في حقوقنا ومصلحتنا وإنما نسلك في كل مرحلة العناصر والإمكانيات المتوفرة لدينا التي تتناسب مع الوضع والتي تتناسب مع الحالة القائمة".

طبيعة مباريات كرة القدم التي تحمل خلفيات سياسية

يحظى سجل الرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه التحديد كونها اللعبة الشعبية الأولى عالميًا، بمباريات حملت خلفيات سياسية ولكن بمعالجات مختلفة، حيث تدخلت الساحرة المستديرة بدور دبلوماسي تارة، وبين رغبة ثأرية تارة أخرى.

الأرجنتين وإنجلترا … يد مارادونا تثأر للتانجو

مصر وإثيوبيا ... مواجهة تعيد للأذهان ذكريات مارادونا وأجواء مونديال 98

تعد مواجهة الأرجنتين وإنجلترا في ربع نهائي كأس العالم  1986 بدولة المكسيك ضمن الأبرز في تاريخ السجلات الرياضية من الناحية الفنية وكذلك التأثير الجماهيري نظرًا للخلفيات السياسية.

ويمكن استيعاب الزخم الذي حظيت به المواجهة، بالعودة إلى عام 1982 حيث اندلاع حرب فوكلاند بين المملكة المتحدة والأرجنتين اللتين تصارعتا على الجزر الواقعة بالقرب من الساحل الأرجنتيني والتي تحتلها بريطانيا.

وكانت القوات الأرجنتينية قد حاولت السيطرة على الجزر وهو ما اعتبرته بريطانيا اعتداء على أراضيها لتندلع حرب بين البلدين راح ضحيتها 655 أرجنتينياً و258 بريطانياً.

خلفت الحرب عداء شعبي كبير بين البلدين خلال السنوات التالية وهو ما جعل المستطيل الأخضر في مواجهة كأس العالم أقرب لساحة قتال منه إلى ملعب كرة قدم.

أزمة القمصان قبل المواجهة

رفض كارلوس بيلاردو، المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، ارتداء القمصان الزرقاء معتبراً أن لونه الداكن أثر على لاعبيه بسبب درجة الحرارة العالية في مكسيكو سيتي.

ورفضت الشركة المعنية إيجاد قمصان بديلة نظرًا لضيق الوقت، وهو ما دفع الجهاز الفني للتانجو إلى شراء طواقم من المحلات بدرجتين مختلفين من اللون الأزرق من نفس العلامة التجارية، وكان الخيار بينهما لقائد الفريق دييجو مارادونا الذي قال "سنلعب بهذا القميص ونهزم إنجلترا".

وقدم دييجو مارادونا واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق، حيث ظهر بمهارات فردية غير عادية وعجز مدافعو إنجلترا عن إيقافها.

وسجل مارادونا هدف التقدم في الدقيقة 51 أحدث جدل كبيرًا وهو ما عرف لاحقًا بـ" يد الله"، وعاد نفس اللاعب لتعزيز التفوق بهدف خيالي في الدقيقة 55 أًطلق عليه "الهدف القرن" حيث قطع مسافة 60 مترًا في 10 ثوان، فيما جاء هدف تقليص الفارق للإنجليز عن طريق جاري لينيكر في الدقيقة 82.

وتظل ذكر الانتصار المونديالي فرصة سنوية للشعب الأرجنتيني من أجل الاحتفال بمشاعر مختلطة بين روح الثأر والتفوق على عدو والإعجاب بمهارات مارادونا كروي.

باقات ورد بين إيران وأمريكا

مصر وإثيوبيا ... مواجهة تعيد للأذهان ذكريات مارادونا وأجواء مونديال 98

وقع منتخب إيران مع أمريكا في دور المجموعات لنهائيات كأس العالم في نسخة 1998 والذي أقيم على الملاعب الفرنسية.

وجاء المواجهة وسط قطيعة دبلوماسية وخلافات سياسية بين البلدين وهو ما وضع شكوك حول إقامتها حيث أُطلق عليها "أكثر الألعاب المشحونة سياسياً في تاريخ كأس العالم".

ونجح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في تنظيم المواجهة وذلك بالرغم من إعطاء المرشد الأعلى للنظام الإسلامي، علي خامنئي، أوامره بعدم ذهاب المنتخب إلى نظيره الأمريكي، رغم أن القرعة تتطلب ذلك.

وقام لاعبو المنتخب الأمريكي بالذهاب إلى المنتخب الإيراني للمصافحة قبل المباراة، ورد أسود فارس بتزويد الورود البيضاء لخصومهم كرمز للسلام.

ونجح المنتخب الإيراني من تحقيق الفوز بهدفين مقابل هدف وسجل الثنائية حميد إستيلي ومهدي مهدفيكيا بينما أحرز اللاعب براين ماكبرايد هدف أمريكا الوحيد.

وأوقعت قرعة مونديال قطر المقبل 2022، المنتخبان في مجموعة واحدة مجددًا وفي ظروف مشابهة تمامًا لما حدث في 1998.

وعن المواجهة يقول دراجان سكوسيتش المدير الفني لمنتخب إيران، " أنا لست سياسا، أنا أركز في كرة القدم".

وواصل حديثه، "لذلك، فريقي وأنا سنركز على الشؤون الرياضية، وسنستعد للقاء بأفضل طريقة ممكنة".

وأكد المدرب إنه سعيد بالقرعة لأنها "كان من الممكن أن تكون أسوأ، مثل التواجد في مجموعة مع ألمانيا وإسبانيا" حيث أوقعتهما القرعة التي جرت أمس الجمعة سويا.

مصير مواجهة مصر وإثيوبيا

ويتوقع أن تأخذ مواجهة إثيوبيا ومصر القادمة في تصفيات أمم أفريقيا، الشكل (الإيراني – الأمريكي) وتبتعد عن الطبيعة الثأرية التي حظي بها لقاء الأرجنتين وإنجلترا، وذلك نظرًا لتراجع حدة الخطاب الإعلامي في البلدين خلال الشهور القليلة الماضية إلى جانب إقامة اللقاء في مالاوي بسبب قرار الاتحاد الأفريقي بمنع إقامة المباريات على الملاعب الإثيوبية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة