مع بداية العام: نصيحة من الرئيس التنفيذي لشركة أبل لتكون شخصاً ناجحاً

قبل سبع سنوات، كان الرئيس التنفيذي لشركة أبل الأمريكية تيم كوك يقوم بجولة في الهند، حين سأله أحد المحاورين سؤالاً مهماً للغاية عن وصفته للنجاح في الحياة، وبما أننا اليوم نستقبل عاماً جديداً، سيكون من المفيد إعادة التحدث عن إجابته على هذا السؤال.

السؤال الذي تم طرحه على كوك كان عما يعتقده أنها ثلاث نقاط رئيسية للنجاح الشخصي، بحيث يمكن أن يستفيد منها الشباب في الهند. فكان رد كوك: "افعل ما تحب، وضع قلبك كله فيه، ثم استمتع".

افعل ما تحب

هذه العبارة يبدو أنها تتعارض من العبارة التي تعلمناها جميعاً، وهي "الغاية تبرر الوسيلة".

الغاية تبرر الوسيلة تعني أن العمل وكسب المال هو وسيلة لتحقيق غاية مثل شراء الأشياء ودفع الفواتير وتأمين مصاريف تعليم الأبناء، وفي النهاية، التقاعد مع ضمان مصدر دخل لباقي سنوات العمر.

فكر في الأمر جيداً، معظم الناس يعملون بوظائف قد لا يحبونها فقط لأنها تؤمن لهم الاستقرار المادي، ويستمرون فيها رغم أنهم يتمنون شغل وظائف أخرى أو القيام بأعمال أكثر متعة يحبونها.

لقد سمعنا الكثير من النصائح حول ضرورة أن يكون العمل ذا معنى وهدف، عمل يجعلنا نستيقظ في الصباح متحمسين، حتى لو كان المردود المالي قليلاً، كثير من الناس يفضلون العمل بوظيفة كهذه توفر لهم رواتب قليلة فقط لأنهم يحبونها. ويشعرون بأنهم سعداء فيها.

تيم كوك أراد إيصال هذه النصيحة للجميع، ليس في الهند فقط، بل لطلاب جامعة غلاسكو الاسكتلندية أيضاً حين قال: "نصيحتي لكم جميعاً هي ألا تعملوا من أجل المال، سوف تتعبون بسرعة، ولن تحققوا غايتكم ولن تكونوا سعداء أبداً".

على الرغم من أن المال مهم للغاية، لكن ما قصده كوك هو أن نختار العمل والمهنة التي تجعلنا نشعر أننا نحقق أهدافنا، ونكون سعداء فيها.

أضاف كوك قائلاً للطلاب: "يجب أن تجد عملاً يجعلك تشعر فيه بالهدف، وفي نفس الوقت، يجعلك تشارك في خدمة الآخرين، أعتقد أنك إن لم تجد هذا التقاطع، فلن تكون سعيداً جداً في الحياة".

كوك يرى أن التركيز على رسالة العمل  هو ما سيجعلك تحبه، حيث قال للطلاب أيضاً: "هناك فرق كبير بين ما إذا كنت تحب بعض المهن التي تحقق الأرباح أو الإيرادات الكبيرة، وبين المهن التي تساهم في خدمة الآخرين".

لا تنسَ أن تستمتع

أخيراً، تتضمن نصيحة كوك الجزء المرح من العمل الذي غالباً ما يتم إهماله.

من الضروري جداً أن تكون متواضعاً وتستمع للآخرين والأفكار التي لديهم، حتى لو كانوا موظفين عاديين، عليك أن تأخذ كلامهم على محمل الجد وتستفيد من نصائحهم، سيكون ذلك ضرورياً للعمل ضمن فريق، وسيجعل جميع الأفراد يشعرون بأنهم جزء من أي إنجاز يتحقق، كما أنه يجعل الأفراد يشعرون بأهمية أنفسهم ويدفعهم لتحقيق المزيد والمزيد من الإنتاجية، وسيحبون العمل الذي يؤدونه.

ليس هذا فقط، الاستماع للآخرين سيخلق فرص للتعرف على جميع أفراد الفريق، ما يساعد على اكتشاف مواهب وقدرات جديدة لديهم، وتشكيل صداقات وعلاقات إيجابية بينهم، وجعل بيئة العمل إيجابية.