الشاعر المصري هشام الجخ

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 04 أغسطس 2021
الشاعر المصري هشام الجخ

وصل هشام الجخ إلى المرحلة النهائية من مسابقة أمير الشعراء لكنَّه لم ينل اللقب بل حصل على المركز الثاني، فيما حصل على المركز الأول عند جمهوره، وحقق شعبية كبيرة لم يحققها قبله أحد من المشاركين في المسابقة إلَّا الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، والحق يقال أنَّ الجخ لم يكن شاعراً مغموراً قبل المسابقة إلَّا أن المسابقة منحته شعبية كبيرة على مستوى العالم العربي واختصرت عليه طريقاً شاقاً، لكن هل حقاً سرق الجخ بعض شعره من عبد الستار سليم؟ وهل هو من المطبِّعين مع العدو الإسرائيلي كما يتهمه البعض؟

 

صوت صعيدي أصيل وصل إلى البيوت العربية بشعره

ولد هشام الجخ في الأول من تشرين الأول/أكتوبر عام 1978 في محافظة سوهاج من صعيد مصر، وأتم دراسته فيها حتى المرحلة الثانوية ليدخل كلية التجارة في سوهاج التابعة لجامعة أسيوط، ثم انتقل إلى كلية التجارة في جامعة عين شمس في القاهرة وتخرج منها ليتم تعينه مسؤولاً عن المركز الثقافي في الجامعة، حيث استمر في وظيفته هذه حتى عام 2009 ثم استقال منها متفرغاً للشعر كما يقول من خلال موقعه الرسمي على الانترنت:

"استقلت من الوظيفة بالجامعة سنة 2009 لأني باختصار ماعرفتش أعيش حياة الموظفين التقليدية.. ده غير إن البيروقراطية وقتها كانت شيء قاتل لكل الأنشطة الطلابية ولكل مناحي الإبداع.. بخلاف الدولة الأمنية المقيدة لكل شيء آنذاك، اهتميت بمشروعي اللي بقالي 15 سنة باحلم بيه وهو زيادة شعبية الشعر في مصر وإعادة الشعر على ألسنة الشباب والأطفال".

حياة هشام الجخ الشخصية

تزوج هشام الجخ عام 2004 وأنجب بنتين وصبي، ويعتبر هشام أنَّه يعيش حياة زوجية مستقرة مع زوجته، كما أنَّه كان الابن الذكر الوحيد لأبويه لكن ذلك لم يعفه من التربية الملتزمة والقاسية كما يذكر، أمَّا من ناحية العمل فقد عمل في التصميم والطباعة بعد أن استقال من الوظيفة، ثم تفرغ للشعر بشكل كامل بعد أن انتهت المنافسة في برنامج أمير الشعراء الذي يعرض على قناة أبو ظبي الإماراتية.

 

حصل هشام الجخ على المركز الثاني في البرنامج والأول جماهيرياً

انطلقت الدورة الأولى لمسابقة أمير الشعراء عام 2007 برعاية هيئة الثقافة والتراث في إمارة أبو ظبي، وقد شارك فيها الشاعر هشام الجخ في دورتها الرابعة عام 2010 من خلال قصيدته (الجدول)، التي أهَّلته لينتقل إلى المنافسة مع الشعراء المقبول ترشيحهم، وتقول القصيدة:

انطرِدِي الآنَ من الجدولْ، مُوتي فالكلُّ هُنَا ماتوا وأنا اعتدتُ حياتي أَرْمَلْ

واعتدتُ الهَجْرَ بلا سببٍ وبرغمِ الحيرةِ لمْ أسألْ

وظلَلْتُ أسجِّلُ أسماءً وأسطِّرُ خاناتِ الجدولْ

ضُنِّي إحساسَكِ ما شِئْتِ فأنا مَلِكٌ لا أتوسَّلْ

لا أبكي لفراقِ حبيبٍ، أو أترجَّى، أو أتذلَّلْ

رِقّةُ شِعري قَوْلٌ إفكٌ فَفُؤادي مِن صَخْرٍ جَنْدَلْ

علَّقتُ نساءً في سَقْفِي وجلسْتُ – فَخورًا – أتأمَّلْ

وغزوتُ عُيونًا لا تُغْزَى غافلتُ رموشًا لا تَغْفَلْ

وزَرَعْتُ النُّسوةَ في أرضٍ لا آخرَ فيها أو أَوَّلْ

ديكتاتوريّاً إن أُعْطِي ديكتاتورياً إن أَبْخَلْ

وقَّعْتُ أنا صَكَّ الهجْرِ فالحاكمُ يعزِلُ لا يُعْزَلْ

فانطرِدي الآنَ من الجدولْ

أبرز قصائد هشام الجخ في أمير الشعراء

صمد الشاعر هشام الجخ في المسابقة حتى الحلقة الأخيرة، ليجد نفسه في منافسة مع شعراء المنافسة النهائية على اللقب، لكن المسابقة انتهت بتتويج الشاعر اليمني عبد العزيز الزراعي ليبقى هشام الجخ في المرتبة الثانية وصيفاً وليس أميراً، حيث شكَّلت هذه النتيجة صدمة لجمهور الشاعر هشام الجخ وصدمة له أيضاً، وقد كانت الصدمة ظاهرة على ملامحه عند إعلان النتيجة، كما صرَّح فيما بعد عدداً من التصريحات التي هاجم فيها نزاهة البرنامج ومنها تصريحه لبوابة الشروق حيث قال عن أسباب عدم حصوله على المركز الأول:

"أعتقد أن ذلك يرجع إلى أنني اخترت قصيدة (رأسي في ميدان التحرير)، والتي هاجمت فيها الحكام العرب، ولو أنني مدحت الشيخ زايد لكان الوضع مختلفاً، رغم احترامي وتقديري لهم".

قصيدة مشهد رأسي من ميدان التحرير

بدأت أحداث ثورة 25 يناير المصرية عام 2011 بالتصاعد تزامناً مع مشاركة هشام الجخ في مسابقة أمير الشعراء، وبعد إلقائه قصيدته التي تعتبر أكثر قصائده شهرة (التأشيرة)، أمَّا أولى قصائده التي ألقاها في البرنامج عن الثورة المصرية كانت (مشهد رأسي في ميدان التحرير)، وهي التي يَعتقِد أنَّها كانت سبب خسارته لقب الإمارة وفق تصريحه المذكور سابقاً، وننقل لكم القصيدة كما نشرها موقع الشاعر:

خبِّـئْ قصائدَكَ القديمةَ كلَّها واكتبْ لمصرَ اليومَ شِعراً مِثلها

لا صمتَ بعدَ اليومِ يفرِضُ خوفهُ فاكتبْ سلامًا نيلَ مصرَ وأهلَهَا

عيناكِ أجملُ طفلتينِ تقرّرانِ بأنَّ هذا الخوفَ ماضٍ وانتهَى

ويداكِ فدانانِ عشقٍ طارحٍ ما زال وجهُكِ في سَماهُ مُؤَلَّهَا

كانتْ تداعبُنـا الشـوارعُ بالبرودةِ والصَّقيعِ ولم نفسَّرْ وقتَـهَا

كنّا ندفِّـئُ بعضَنا في بعضِنا ونراكِ تبتسـمين ننسى بَرْدَهَـا

وإذا غضِبنَا كشَّفتْ عن وجهِـها وحياؤُنا يأبى يدنِّـسُ وجهَـهَا

لا تتركيهِمْ يُخبروكِ بأنني متمردٌ خانَ الأمانةَ أو سَهَا

إنّي أعيذُكِ أن تكوني كالتي نقَضَتْ على عَجَلٍ وجهلٍ غَزْلَهَا

لا تتْبعي زمنَ الرُّوَيْبضـةِ الذي فقدتْ على يدِهِ الحقائقُ شكلَهَا

لا تتركيهِم يخبروكِ بأنني أصبــحتُ شيئاً تافهاً ومُوَجَّها

فأنا ابنُ بطنِكِ وابنُ بطنِكِ مَنْ أَرادَ ومَنْ أقالَ ومَن أقرَّ ومن نَهَى

صمتَتْ فلولُ الخائفينَ بِجُبْنِهِم وجُمُوعُ مَنْ عَشِقُوكِ قالتْ قَوْلَهَا

 

إعادة بعث العروبة بطريقة لاذعة ساعدت الجخَّ على الانتشار

وتعتبر هذه القصيدة نقطة تحول في شعبية هشام الجخ على المستوى العربي؛ فقد حصلت على شعبية كبيرة بين الناس، وما تزال إلى الآن من القصائد الأكثر متابعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي:

تُقاتِلُنا طفولتُنا وأفكارٌ تعلَّمنا مبادءَهَا على يدِكم أَيَا حكامَ أمّتِنا

ألستم من نشأنا في مدارسِكُم؟ تعلَّمنا مناهجَكُمْ؟

ألستم من تعلّمنا على يدِكُمْ بأنَّ الثعلبَ المكّارَ منتظِرٌ سيأكلُ نعجةَ الحمقى إذا للنومِ ما خَلَدُوا؟

ألستم من تعلّمنا على يدِكُمْ.. بأنَّ العودَ محميٌّ بحزمتِهِ.. ضعيفٌ حين يَنْفَرِدُ؟

لماذا الفُرْقَةُ الحمقاءُ تحكمُنا؟! ألستم من تعلّمنا على يدِكم أن "اعتصموا بحبلِ اللهِ" واتّحدُوا؟

لماذا تحجبونَ الشمسَ بالأَعلامْ؟ تقاسمتُم عروبتَنَا ودَخَلًا بينكم صِرنا كَمَا الأنعامْ

سيبقى الطفلُ في صدري يعاديكُمْ تقسّمْنا على يدِكم فتبَّتْ كلُّ أيديكُمْ

أنا العربيُّ لا أخجلْ... وُلِدتُ بتونسَ الخضراءِ من أصلٍ عُمَانيٍّ

وعُمري زادَ عن ألفٍ وأمي لم تزلْ تحبَلْ

أنا العربيُّ، في (بغدادَ) لي نخلٌ، وفي (السودانِ) شرياني أنا مِصريُّ (موريتانيا) و(جيبوتي) و(عَمَّانِ)

مسيحيٌّ وسُنِّيٌّ وشيعِيٌّ وكُرْدِيٌّ وعَلَوِيٌّ ودُرْزِيٌّ...  أنا لا أحفظُ الأسماءَ والحكّامَ إذْ ترحلْ

سَئِمْنا من تشتُّتِنَا وكلُّ الناسِ تتكتَّلْ

مَلَأْتُمْ دينَنَا كَذِبًا وتزويرًا وتأليفَا، أتجمعُنا يدُ اللهِ.. وتُبْعِدُنَا يدُ (الفيفا)؟!

 

رغم مشاركة هشام الجخ عن فئة الشعر الفصيح لكنه يتألق بين جمهوره بالعامية

لم تبدأ شهرة الجخ مع برنامج أمير الشعراء لكنها اتسعت معه، حيث قدم الجخ العديد من القصائد العامية المصرية قبل مشاركته في أمير الشعراء منها، قصيدة (آخر ما حُرف في التوراة) عام 1998، وهي قصيدة عامية أدخل إليها مقاطع من الشعر الفصيح:

وطني؛ يا وطنَ الموْبُوئينَ، ووطنَ المهزومينَ، ووطنَ الحبَّاكينَ، ووطنَ النَّفْطِيِّينَ، ووطنَ الـ.....

أنا والشعرُ مهزومانِ، منفِيَّانِ.. مُعتَقَلان فيكْ

إذا ما استنجدَتْكَ القُدْسُ.. مَنْ سيُغيثْ؟

يا وطني شكِّلْني رجلاً صنِّفْني عندَكَ في بَنْدٍ لا يحملُ تاءَ التأنيثْ

إن دبَّ الخوفُ بأطرافِكَ قَطِّعْ أطرافَكَ يا وطني فالمرضُ خبيثْ

المقطع العامي

كِيف أقولِّك "بحبِّك"، وأنا اللي فعلًا بحبِّك ..بس مش طايقْ؟

تبقِي إنتي ويّايا ف سفينة حبِّنا الطارح ورق أخضرْ

وريحة البحر الوحيدة اللي تدوّخ رِقِّتِكْ

تنزل عينيكي من الكسوفْ

خايفة لأشوف في عينيكي حاجة من اللي جوّه

وإيدك المرمر على رجلِك لا يِتْشَاقَى الهوَا من فرحتُه يخطف طراطيف الجونِلّة

بضحكَة هالَّة محمّلة براكين وشوقْ، ومخطّيّة كل الشقوقْ

ويادوب أفوقْ..

ألقى السفينة بتمشي بينا تهزّنا وألقاني مش سايقْ

فأرجع كما الأوّل.. نفسي أقولِّك "بحبِّك" بس مش طايقْ

قصيدة جحا للشاعر هشام الجخ

شعور سخيفْ إنّك تحسّ بإنّ وطنَك شيء ضعيفْ

صوتَك ضعيفْ... رأيَك ضعيفْ

إنّك تبيع قلبَك وجسمَكْ وإنّك تبيع قلمَك واسمَكْ

ما يجيبوش حقّ الرغيفْ

سألوا (جحا) عن سرّ ضحكُه قالَّك: أصل اتنين وشبَكُوا

اللي كان من تحت ميّتْ واللي كان من فوق كفيفْ

ده شعور سخيفْ!

ويختم قصيدة جحا بقوله:

النّاس عشمها كبير.. جرْيُوا بيشكولُه

ضحكْ (جحا) ضحكِة مواشِي "ما دام بعيد عن طيني.. ماشي!"

الدّود قاعدلَك يا (جحا) ولابِدْ في طينَكْ

بعد ما يمصّ في دمانا.. مش هيحلالُه إلا طينَكْ

إحنا أهلَكْ، إحنا رجّالتَكْ.. عمادَكْ

إحنا وقت الشدّة سنَدَكْ.. إحنا زادَكْ

يا (جحا) احمي ولادَكْ.. لو كنت عايز تحمي طينَكْ

سوْفَ أرحلُ.. ربما يلقاني مَن أرجو لِقَاهْ

هامْشي ويَّا الشحّاتين.. وأبكي على حِلمي اللي تاهْ

بس مش هاشحت رغيفْ... هاشحت وطن.. لله

 

هشام لجخ وتهمة ازدراء الأديان

على خلفية قصيدة (بُني الإنسان على خمس/ أمل ومروة وهالة ويارا ونانا)، تم تقديم بلاغ في نيابة القاهرة الجديدة ضد الشاعر بتهمة ازدراء الأديان (رقم البلاغ 2051 لسنة 2012)، وتم استدعاء الشاعر للتحقيق لكن لم يصدر حكم بحقه حتى تاريخ إعداد هذه المادة، أما القصيدة فمنها هذه الأبيات:

هالة...

سأقابل يوما عينيك مرتدياً جلباباً أبيض، وخشوع المسجد والسبحة والنظر إلى الأرض وقاري

والشيب على رأسي مَلَكٌ يخجلُ من كثرة أوزاري، هجرَتْني أجسادُ النسوةِ مَنْ كُنَّ يعُمنَ بأنهاري

يرقصن إذا شئتُ عرايا وينمن يميني ويساري، ويبتن على سلَّم بيتي ويطفن ويحجُجْن لداري

ويقمن الليل لتسبيحي يتلين بهجدٍ أذكاري

 الآنَ أنا كهلُ وجل لا سحرَ لِرَنَّة مزماري، لا صوت لسريري يعلو أو وجع يسكن أشعاري

قد كان النسوةُ بشبابي دفئي وغطائي وجداري، كن إذا هبَّتْ بي ريح يرقدن على جسدي كَيْلا تؤذيني حدةُ تياري

وأنا مَنْ يملكُ مَنْ يحكم مَنْ يدخلهن إلى الجنة أو يرسلهن إلى النارِ، قد كنتُ شراعاً ساريتي أعلى من كل الأسوارِ

رد هشام الجخ بخصوص قصيدة بني الإنسان على خمس

عبر برنامج (الستات ما بيعرفوش يكدبو) على شاشة CBC المصرية رفض الشاعر هشام الجخ إلقاء قصيدة (بني الإنسان على خمس)، وقال أنَّه يتبرأ من هذه القصيدة لأنَّها قصيدة ماجنة ولا يريد أن يلقيها ثانيةً، لكنه نفى أن يكون ذلك متعلقاً بتهمة ازدراء الأديان بل قال أن الأمر يتعلق "بالحياء"، وأنَّه تبرأ من هذه القصيدة قبل موضوع البلاغ في النيابة.

 

هل هشام الجخ يسرق قصائده من شعراء آخرين؟

من بين الأزمات الكثيرة التي تعرض لها الجخ منذ انتشار شعره جماهيرياً كانت أزمة اتهامه بسرقة مقاطع شعرية من شعراء آخرين، وكانت أبرز هذه الاتهامات القضية التي أقامها الشاعر المصري عبد الستار سليم واتهم فيها الجخ بسرقة 11 مقطعاً شعرياً من ديوانه (واو عبد الستار سليم) المطبوع عام 1995، وهذه المقاطع تنتمي إلى (فن الواو) الصعيدي وتكتب على شكل مربعات، حيث اعترف الجخ أكثر من مرَّة أنَّه استخدم هذه المربعات أثناء حفلاته لكنه لم ينسبها إلى نفسه ولم يكن يعلم أنَّها لعبد الستار سليم، بل كان يظن أنَّها من التراث الشعبي ولذلك لم يشر إلى مؤلفها، لكن سليم لم يقبل محاولات الجخ لإنهاء الأمر من خلال الاعتذار، كما أكد أن الجخ ما زال يرفض الاعتراف بسرقة المربعات الشعرية، ومن بين المربعات التي اتهم الجخ بسرقتها من سليم:

(بعدك ما واحد عجبني.. ولا خدت صاحب بدالك

 اسمع كلامى في اللى جابني.. وإن عبت قول ما بدالك)

(هلت عليا أم تاج ريح.. لابسة الدهب والغواشي

ما كفاية في القلب تجريح.. غيرك ما قلبى غواشي)

(الدنيا لا تساوى قنديل.. ولا تسوى إنك تطاطي

ما يتندل الفيشة قنديل.. غير مشى أبو أصل واطي)

اتهامات بسرقة قصيدة التأشيرة

من جهة أخرى نشرت وكالة أنباء الشعر حواراً مع الشاعر المصري محمد عباس محفوظ الذي اتهم الجخ بسرقة أفكاره وأبياته في قصيدته (التأشيرة)، حيث يشير محفوظ أن الجخ استخدم قصيدة (بشائر الفرح) وقصيدته العامية (عنزة هاجر) وصنع منها قصيدة التأشيرة، لكن محفوظ لم يلجأ إلى القضاء بهذا الخصوص حتى تاريخه، إلّا أنَّه أطلق تصريحات نارية بمواجهة الجخ منها قوله: "شوه القصيدة، فجاءت مليئة بالأخطاء العروضية، والنحو الصرف والبناء، والمعنى، فصارت مسخاً، وليست قصيدة فصحى وهذا ما أحزنني، لأنَّه لو كان أخذ القصيدة بنفس حالها لكان الأمر مختلفا، ولم يكن ليحزنني".

ويضيف محفوظ في الحوار ذاته: "أريد منه ألَّا يتبجح ويقول أنه لم يأخذ من مربعات عبد الستار سليم، وحتى لو كان الأمر كما يدعي زاعماً أنَّه يأخذ من التراث فلابدَّ أن ينوه إلى ذلك".

كما اتهم محفوظ الجخ بـ (البجاحة) لأنه يأخذ من عدة شعراء غيره وغير عبد الستار سليم: "أعرف أن هناك شعر مأخوذ من محمود الحوبكي، وشعراء آخرين، فنحن نريد أن نبدأ صفحة جديدة لا تقدم فيها إلا عملك، فالله أعطى كل منا مواهب اختصه بها، وأنت قد سُخر لك إعلام لم يُسخر للمتنبي، فليس على سبيل البجاحة أن تقوم بهذه الأعمال".

رد هشام الجخ على تهمة السرقة

في حلقة من برنامج مانشيت على شاشة أون تي في المصرية قام الإعلامي جابر القرموطي باستضافة الشاعر عبد الستار سليم على خلفية قضية سرقة المربعات الشعرية، وتم إجراء مداخلة هاتفية مع الشاعر هشام الجخ المتهم بالسرقة، والذي أكد أنَّه لم ينسب المربعات إلى نفسه بل إلى التراث، وأنَّه اعتقد أن القصة انتهت بعد لقائه مع سليم في محافظة قِنا والاتفاق أن يقوم الجخ بنشر اعتذار في جريدة الأهرام مقابل التنازل عن القضية، لكن سليم تراجع عن وعده بعد أن نشر الجخ اعتذاره في بوابة الأهرام.

أما عبد الستار سليم فقد أصرَّ أنَّ الجخ لم يعتذر في الأماكن التي قام بإلقاء القصائد فيها، ولم يلتزم بصيغة الاعتذار المتفق عليها، وأن الجخ لم ينسب المربعات إلى التراث وإن لم ينسبها إلى نفسه صراحة، وطلب الاعتذار في أكثر من صحيفة وأكثر من فضائية، وقام الجخ بالاعتذار على الهواء مباشرةً عبر المقابلة ذاتها وأصرَّ أنَه لم ينسبها إلى نفسه بل للتراث، لكن القضية استمرت على الرغم من ذلك، وصدر فيها حكم بإدانة الجخ وتغريمه بمبلغ خمسة آلاف جنيه، لكن محكمة النقض طعنت بالقرار وحكمت بتبرئة هشام الجخ وإسقاط الدعوى، حيث تم نشر صورة القرار في بوابة الشروق الإلكترونية.

 

هشام الجخ في فلسطين المحتلَّة إحياءً للغة العربية!

على الرغم من كل البلبلة التي أثيرت حول زيارة الجخ إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة أراضي 48 عام 2015، لكنه صرَّح في أكثر من مناسبة أنَّه يستعين بالسفر البري كي لا يتم وضع ختم الاحتلال الإسرائيلي على جواز سفره، ونفى عن نفسه تهمة التطبيع، علماً أن الكثير من المنظمات المدنية والثقافية طالبته بإلغاء هذه الزيارة باعتبارها تطبيعاً مع العدو الإسرائيلي، أبرزها ما نشرته (الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل) حيث ناشدت الحملة:

"الشاعر المصري المرموق هشام الجخ لإلغاء أمسيته المرتقبة في مدينة الناصرة الفلسطينية يوم الأربعاء الموافق 11 فبراير/ شباط 2015، وذلك لأن العرض، بغض النظر عن النوايا، يخالف معايير مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع معها؛ فكما اتضح لنا مؤخراً، سيدخل الشاعر الجخ إلى أراضي 1948 بتصريح خاصّ يصدر عن علاقة تطبيعية بين السلطات المصرية والسلطات الإسرائيلية تحكمها وتنظمها اتفاقيات كامب دافيد المشينة".

إن الفلسطينيين نسوا اللغة العربية!

كما قامت العديد من الجهات الأخرى بمحاولة إقناع الجخ بالعدول عن الزيارة، ومن بينهم كان الباحث الفلسطيني الدكتور عبد الله البياري الذي تحدث مع الجخ ساعة كاملة عبر موقع فيس بوك وفق ما يذكر موقع (عرب48)، وانتهت المحادثة بقول الجخ ليبرر زيارته:

"إن الفلسطينيين في الداخل نسوا اللغة العربية أصلاً، ولا يؤمنون بالقومية العربية، وأنا متوجّه لتعريفهم بلغتهم التي نسوها وباتت العبرية لغة الأساس عندهم".

هذا الكلام الذي نشره الموقع المذكور نقلاً عن الدكتور البياري أثار موجة كبيرة من السخط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن كل هذا الجدل والمحاولات لم تثني الشاعر عن زيارة الناصرة وإقامة أمسيته فيها في الحادي عشر من شباط/فبراير عام2015، وردَّ لاحقاً على ما نشره الموقع المذكور من خلال صفحته على فيس بوك لكن الموقع وصف الرد بالمتحفظ وأكد على صحة معلوماته.

 

غيابي عن الساحة بسبب قصيدة المكالمة

تميز هشام الجخ منذ مشاركته في المسابقة الشعرية بقدرته على الأداء المسرحي أثناء إلقاء القصيدة، حيث يستطيع أن يجذب الانتباه من الكلمة الأولى، كما برع في الدمج بين العامية والفصحى في القصيدة الواحدة مع مرافقة الموسيقى، لكن يرى البعض أن هشام الجخ خسر جزءاً من شعبيته نتيجة الأزمات التي تعرض لها سواء بما يتعلق باتهامه بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي أو بسرقة مربعات عبد الستار سليم، فيما يجيب الجخ في حواره مع (CNNعربية) عن سبب غيابه:

"لست متغيبا عن الجمهور، وأنا موجود والشعر موجود والحقيقة موجودة، ولكن أنا لا أظهر بسبب قصيدتي الأخيرة المكالمة، هناك وسائل إعلام تطلبني للظهور بها، ولكن يشترط عدم إلقاء قصيدة المكالمة، وأنا أرفض ذلك (...) لا توجد أجهزة أمنية تمنعني من إلقاء المكالمة، ولكن بعض الإعلاميين يخافون على برامجهم ظناً منهم أن إلقاء القصيدة قد يؤثر على مستقبل برامجهم، ولكنهم لا يعرفون أن الشاعر الآن لا يحاصر، الناس في مصر بعد 25 يناير لم تعد كما كانت قبله، والناس أصبحت منقسمة، فالناس بكل مشاعرهم إما مع فلان ويتعصبون ويتطرفون له، أو ضد فلان بتعصب واضح".

وقصيدة المكالمة هي قصيدة تتحدث عن مكالمة هاتفية في أربعة مشاهد، وسننقل إليكم هذه القصيدة كاملة في ختام هذه المادة.

 

أثارت قصائد هشام الجخ جدلاً كبيرة وأحياناً انتقادات كثيرة

لم يسلم شاعر من الانتقاد قط، ويعتبر الجدل حول القصيدة أمراً يساعد الشاعر في الانتشار أولاً ويضعه تحت المجهر ثانياً، وشاعرنا هشام الجخ ربما يكون من أكثر الشعراء إثارة للجدل والانتقاد في السنوات الأخيرة، حيث لم يحصل أحد على شهرته من خلال برنامج شاعر المليون إلَّا الشاعر الفلسطيني تميم برغوثي، أمَّا عن القصائد التي تعتبر من أكثر قصائده جرأة نذكر قصيدته (تلت خرفان)، والتي يتكلم فيها عن حرب الخليج الثانية عام 1991 وغزو العراق للكويت، ثم التدخل الأمريكي مع القوات العربية لتحرير الكويت، ومما جاء فيها:

من كام سنة بِنْهِشّ بإيدينا الفيران، ونقول ما نتدَّخلش في أمور الجيران

من كام سنة راسمين رجولتنا أدب

ناقشين إيدينا نقش حنة، وقلنا: "سُنّة"، ورمينا من إيدنا سلاحنا، وقلنا: "هُدْنة"

وبلدْنا بِكْر بتُغتصب، يِعْلَى صوتها، غصب عنها.. نِتْهِمْهَا بالشَغَب

يا بلاد ما ليها إلا العَجَبْ! يا معرَّمين شعر وأدب!

هيّ الرجولة تِتْوِزِن وقت الغضب.. غير بالغضب؟

هو اللي متَاخد غَصَب مش برضه يتاخَد غصَب؟

يا بلاد ما ليها إلا العَجَبْ! يا معرَّمين شعر وأدب!

"انسحبوا" عن نكسة عام 1967

يتحدث الجخ في هذه القصيدة عن الجنود الذين رفضوا أوامر الانسحاب من خطوط الجبهة في حرب عام 1967؛ فيقول:

انسحِبوا! كان اللاسلكي بعيد والعسكري ما سمعش

انسحبوا! شوف العجب يا ولاد العسكري ما رجعش

انسحبوا!... أطرَش ده ولا صنم؟! ارجع يا جندى بيادة! دخل العدو العريش ارجع خلاص بزيادة!

العسكري سامع لكنه واد مجدع، شال آر- بي- جيهُه وضحك: إشمعنى أنا اللي أرجع؟

وقف الزمن مذهول ساعتين بيشاهد، الجندي قام كبّر المدفع اتشاهد

الدبابات ظهرت ارجع يا جندى نظام، ده كان كلام القيادة... وده برضه وقت كلام؟!

 

المرأة في شعر الجخ

ومما يثير غضب بعض متابعي الجخ تقليله من شأن المرأة في بعض قصائده بشكل فج، هذا ما نلمسه في مطلع قصيدته (آخر ما حرف في التوراة)، حيث يشير الجخ إلى ضعف النساء وذلهن، وأنَّ المستبدين حولوا الرجال إلى نساء لأنهن أكثر قابلية للاستغلال، وأقل قدرة على الثورة والرفض كما يشير الجخ:

وضعوا على وجهي مساحيقَ النّساءْ

الآنَ اُكْتُبْ ما تَشاءْ، كُنْ شاعِرًا.. كُنْ كاتِبًا، كُنْ ماجِنًا.. كُنْ ما تَشاءْ

الآنَ أنتَ مُهَيَّأٌ كيْ تصعدَ الزّفْرَاتُ منكَ إلى السّماءْ، ما دمتَ في زيِّ النّساءْ

فاصرخْ وناهِضْ ما تشاءْ، وارعِدْ وهدِّدْ مَنْ تشاءْ

وسَنَرْتَضِي منكَ الضجيجَ ونرتضي منك السُّبابَ..

لأن هذا ما نشاءْ

تاء التأنيث تهمة في شعر الجخ

ومن القصيدة نفسها إشارة إلى أن القدس لا يغيثها إلَّا الرجال، ويدافع الشاعر عن مفهوم الرجولة السائد بقوله:

إذا ما استنجدَتْكَ القُدْسُ.. مَنْ سيُغيثْ؟

يا وطني شكِّلْني رجلاً، صنِّفْني عندَكَ في بَنْدٍ لا يحملُ تاءَ التأنيثْ

إن دبَّ الخوفُ بأطرافِكَ قَطِّعْ أطرافَكَ يا وطني فالمرضُ خبيثْ

ختاماً.... لا يختلف اثنان على جماهيرية الجخ وقد يعتبر البعض أن هذه الاتهامات التي سيقت إليه إنَّما ضريبة طبيعية سيدفعها كلُّ من حصد ثمار النجاح باكراً، وعلى الرغم من بعض الهفوات اللغوية وبعض الاعتراضات على مضامين القصائد لكن الجخ يعتبر "شاعر المرحلة" جماهيرياً في السنين الأخيرة، وسنترككم أخيراً مع النص الكامل لقصيدته (المكالمة) التي تسببت في غيابه عن الإعلام.

 

قصيدة المكالمة لهشام الجخ

تعتبر قصيدة المكالمة للشاعر هشام الجخ من القصائد المهمة في الشعر المصري الحديث، حيث تتميز بعناصر درامية وفنية بديعة وقدرة كبيرة على جذب انتباه القارئ والمستمع، وتقع القصيدة في أربعة مشاهد كل واحدة منها تصور مكالمة بين الرئيس والمرؤوس في عدَّة تيارات، الأولى تصور مكالمة بين الرئيس والمرؤوس في التيار السياسي، والثانية في التيار الديني، فيما تصور المكالمة الثالثة التيار العسكري، أمَّا المكالمة الرابعة والأخيرة فهي مكالمة بين المواطن والوطن، علماً أن المقطع المتعلق بالحوار العسكري هو أحد أسباب عدم رغبة التلفزيونات بإذاعة القصيدة لأن البعض اعتبر أن فيها إهانة للجيش المصري فيما نفى الجخ ذلك تماماً، والقصيدة تقول:

الجزء الأول من القصيدة في حوار بين الرئيس والمرؤوس:

خلاص عِرِفْتْ! عملوا ثورة وشالوا زِفْتْ!

بسّ ما تقولِّيش: خلاص مشُّوا "حُمارَك!"

أي واحد بعدُه هنخلّيه حُمارنا، حتى لو ما كانش اسمه "حُمارَك"

شعب مين يا جحْش إنت؟ هيّ (مصر) إمتى حكَمْها شعبْ؟!

(مصر) بتسلّم ودانها لأيّ كلبْ

بس يتزوّق شويّة!

"شرعيّة"... "ديموقراطيّة"، "ليبراليّة"، "عسكريّة.."

أيّ كلمة فيها "إيّة!"، أيّ كلمة تكون طريّة

الشَّباب المصري منظَرْ، كلُّه فاكِر نفسُه (عنتَرْ)

انفخوهم إنتو بسّ وعظّموهم! فهّموهم إنّ رأيُه ده أمانة

وإنّ أيّ كلام يخالف رأيُه.. يبقى بدأتْ الخيانَة

وافردوا إيديكم شويّة بالفلوس.. الناس جعانة!

فنّانينْ؟! فنّانين ومثقّفين دول عند خالْتَكْ!

دول شحّاتينْ! يابْني كلُّه قصاد فلوسَكْ راح يبوسَكْ

فيه ولَد شاعر كويّسْ، شُفته مرّة بيشتم الريّسْ

طلّعوا الولد ده في الإعلام كتيرْ!

اِشتروه! حتّى لو كان سعرُه غالي

هاتوا رجلُه واحدة واحدة.. وبالطّريقة، واكسروا عينُه وداغُه

بس اِوعُوا يحسّ بينَا، خلُّوه كده مصدَّق دماغُه

اِدِّيه فلوس .. اِدُّوه كتيرْ، واحدة واحدة هيبقى واحد م الحميرْ

والحمير واقفين طابورْ، وإحنا مالناش أيّ دورْ

إحنا بس يا دوب بندّيهم فلوسْ

بس إحنا مش على المسرَح يا بابا

إحنا فين؟.. في الكالوس!

همَّ هيأَدُّوا الوظيفة فرْد فرْدْ

إحنا هنجيب الدِّيكور، إحنا هنظبَّط إضاءَة.. يبقى عرْضْ

همَّ ثورة.. وهمَّ شعبْ.. ياكْلُوا بعْضْ!

أمّا إحنا.. إحنا نسْمَة.. إحنا بلْسَمْ

وحِلّنى على بال ما حدّ يفُوق ويفهَمْ

الجزء الثاني من قصيدة المكالمة (الذي يتحدث عن البعد الديني)

ليه يا شيخْنَا؟ طب هنعمل إيه يا شيخْنَا؟

طول ما هُو الإعلام سَالِخْنَا

وإحنا برضُه يعني لسّه مسيطرينْ، طول ما الناس جعانة ومطحونينْ

الجوع جهَالة.. والجهل جوعْ، والجوامع تحت إيدنا في البلاد وفي النجوعْ

هيَّ الناس هتفهم "ليبراليّة" و"ماركسيّة"؟! الناس هتفهم “إسلاميّة”

الغلابة في القرى مالهُمْش خُلق للحوارْ

دول ناس غلابَة.. يا إما جنّة.. يا إما نارْ

وإحنا طبعًا طرْح جنّة، هيَّ النّاس هتاخد دينها عنهُم.. ولا عنَّا؟!

إحنا اللي بنقول الحرام وإحنا اللي بنقول الحلالْ

إحنا اللي هنسوقهم يمينْ.. وإحنا اللي هنسوقهم شمالْ

الفنّانينْ.. إن كان ممثّل ولّا مطرب ولّا شاعِرْ

اللي يناصِرْنا هنمدحُه بالخير ونذكر اسمُه ع المنابرْ

واللي يعادينا ياكْش ما يكون شيخ بعِمَّة هنقول ده فاجر ولّا كافرْ

والنّاس بتمشي ورا الخُطَبْ والجهل نارُه قايدَة قايدَة إحنا بس يا دوب هنرميله الحَطَبْ

الجزء الثالث والذي يتناول الجانب العسكري

تمام يا فندمْ!، كلُّه متظبَّط ومتشيِّك ومتهندِمْ يا فندمْ

هوّ بعد النّاس ما شافِتْ..حدّ ليه وِشّ يتكلِّمْ يا فندمْ

طبعًا الإعلام بتاعْنا.. وطني حُرّ

إحنا بس خايفين نفتح الباب للعيال لا الخيط يكُرّ

دي سحابِة صيف يا فندمْ.. هتاخُد وقتَهَا وعلى طول تمُرّ

الرموز الإعلاميّة، الصراحة.. مِيّة مِيّة، وهيَّ دي الديموقراطية!

إحنا ما منعناش مذيع يطلع على القنوات وينقُد ولّا يشتِمْ

إحنا بنقفل القنوات يا فندمْ!

الشعب مُنحَاز لينا طبعاً، بالتّمامْ

فنّانين ومثقّفين ومطربين.. مافيش كلامْ

أيوة طبعاً غنُّوا لينا، أيوة غنُّوا لمصر طبعاً.. يبقى طبعاً غنُّوا لينا!

قالوا إيه؟

قالوا:

"(مصر) يا أمّه يا سفينة"، "(مصر) عايشة فى بحر هايج"

(وإحنا رُبّان السّفينة)

"تِسْلَم الإيد اللي ربِّت"، "تِسْلَم الكِيكَة العجينَة!"

إحنا مش فاضيين يا فندم للأغاني وللكلامْ

الكلاب هيّ اللي فاضية للنّباحْ، أمّا إحنا.. بتوع سلاحْ!

الجزء الرابع من القصيدة وحوار بين الوطن والمواطن

الشِّعرُ مصلوبٌ على وتَرِ الوريدْ

كفراشةٍ دامَتْ بكلِّ مَحَاجِرِ العُهْرِ استفاقَتْ..

نملةً تشْتَمُّ منسَأَةَ الرّسولِ وترفعُ الأحلامَ شعباً لا يُريدْ

وجَعٌ على الأبوابِ يكسرُ نابَهُ، قلْ للسّرابِ متى سيفتَحُ بابَهُ

فأنا مللْتُ من الحكَايا كلَّ ليلٍ دونَ أنْ يأتي جديدْ

النيلُ آهاتٌ ورمزٌ للجياعْ، خُذْ كلَّ ما يأتي لتهْدِئَةِ الضِّباعْ

واركُض على الأسفلتِ واقتُلْ طفلةً

لا يعرِفُ العُشَّاقُ معنى عشقِهِم إلا بأوقاتِ الودَاعْ

الشِّعر مصلوبٌ على وترِ الوريدْ، وأنا على المرْسَى الطويلْ

كماءِ بحرٍ من حديدْ

وأنا ميَّة من نيلِكْ يا بلَدِي، أنا مش معاهم كلُّهُمْ

ولانيش تبَعْهُم كلُّهُمْ

لِسَّاني فاكِر مَشْيِة الكورنيش.. وإيدِكْ

وَحَشْني رمضانِك والفطُور على صوت أدَان (رفعت) وعيدِكْ

وسْط البلَدْ وحَشتْنِي من غير الحواجز والحجارَة

أنا كنتْ بامشِي زمانْ.. ماكنتش أعرف إنّ في الشارع وزارَة

كنت باتحامَى بعينيكي، وبإيد حبيبتي، وبالسّيجارَة

كنت باتدفَّا أمّا باركَب ميكروباصْ

عملْتْ كلّ حاجة تزعّلِك.. لكنِّي ماضربتِشْ رُصاصْ

وسط البلد نسيِتْ صوابْعِي اللي اتهرُوا

نسيِتْ سجايْرِي الفرْط وهدومي اللي دابُوا واتبَرُوا

يا عمّ يا بتاع الخُطبْ.. يا عمْ يابتاع السّلاحْ

هوّ إحنا يعني يا إمّا نبقى سدَاح مَداحْ..

يا إمّا تطغُوا وتفترُوا؟!

بزيادَة.. لينا تلات سنين بتبيعوا فينا وتشترُوا

إحنا البلَدْ!، إحنا السَّنَدْ والمستَنَدْ

إحنا اللي قبل ما تبني سدِّك.. كنا سدّ

وإحنا اللي علشان القنال.. كانت ضهورْنَا بتتجلدْ

إحنا البلَدْ!

ملعون أبو اللي ما داقش جوعي

وإن كنت مش هاصعَب عليه.. والله ما هاورِّيه دموعي

أنا أقوى منكُمْ، أنا جِدْر ضارِبْ في البلد دي غصْب عنكُمْ

يا عمّ يابتاع السّلاح.. يا عمّ يا بتاع الخُطبْ

تِرْكِتْكُو أصْلًا نخْل شاخْ.. ولا عادْش بينَزّل رُطَبْ

أنا مش طرَف في خناقِة الحكم اللي قفَلِت قلْبُكُمْ

أنا قلبي مؤمن إنّ مُلْك الله بيَهَبُه لِمَن يَهَبْ

بس اِوعى تفتكرُوا إني هارضى بجوع عيالي

أو إني أشوف بلدي قصادي بتتنهبْ

والله معمولَّك عمَلْ!

شعب اتنحَسْ على نحْس همِّي، شعب اتوقَفْ على حرْق دمِّي

أدِبّ إيدي في غِيط شُعُورْ، عشمان أنول بدر البُدورْ

يطلع لي شال أمِّي

لو حدّ زعلان إنّي ثُرْتْ، آديني غُرْتْ!

بطّلتْ ثورة وبطّلت نِيلَة، وشِلت على راسِي التّقيلَة

مالناش يا عمّ نصيب نفرَح بخِلْفِتْنَا

ما يا تِرضَى بالمركوبْ.. يا ترضى بالفِتْنَة

يا دوب شافوني عريسْ، نصَبُوا الطريق متاريسْ

وحاصروا زفِّتْنَا

هنداري ليه ونلِفّ.. ونداري في الألاعيبْ؟

الاعتراف مش عيبْ، لو كنّا شُفْنَا الغِيبْ

لا كُنّا قَنْدِلْنَا.. ولا كُنّا زَفِّتْنَا

صَعْبان عليَّ الحِلمْ، شايفُه بيتكسّرْ

وعينيا طايلَة المدَى، بس الإيدين أقصَرْ

أنا اللي عمرُه ما غابْ وعمرُه ما اتأَخَّرْ

تطرح عينيكي مَرارْ يزرَع عينيه سُكّرْ

أنا اللي قال حاضِرْ لا شرَطْ ولا اتأَمّرْ

ولا طَمَعْ ولا اتدانَى ولا بطَشْ ولا اتجبَّرْ

أنا اللي كلّ ما أجوعْ بعينيكي باتصبّرْ

ما يغُرّكيش العَدَدْ والله.. أنا أكتَرْ

أنا اللي مش إخوانْ وأنا اللي مش عسكَرْ

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة