عمر أبو ريشة

من هو عمر أبو ريشة

يعد الشاعر عمر أبو ريشة من أبرز شعراء الحداثة الذين كان لهم بصمة واضحة في تجديد لغة الشعر العربي ومفرداته وموسيقاه وإيقاعه، مع المحافظة على بحور الشعر العربي المتعارف عليها. وهو من كبار شعراء وأدباء العصر الحديث وله مكانة مرموقة في ديوان الشعر العربي، فهو الإنسان الشاعر الأديب الدبلوماسي الذي حمل في عقله وقلبه الحب والعاطفة للوطن وللإنسان وللتاريخ السوري والعربي، وعبر في أعماله وشعره بأرقى وأبدع الصور والكلمات والمعاني.

مولده ونشأته

ولد في 10 أبريل 1910 في منبج في محافظة حلب سوريا، نشأ في أسرة تحب الشعر وتكتبه، تلقى تعليمه الابتدائي في مدينة حلب، وأتم دراسته الثانوية في الكلية السورية البروتستانتية (وهي ما أصبحت تعرف لاحقا بالجامعة الأمريكية) في بيروت، ثم أرسله والده إلى إنجلترا عام 1930م، ليدرس الكيمياء الصناعية في جامعة مانشستر. لكنه سرعان ما انتقل إلى دراسة الأدب الإنجليزي، وتأثر كثيراً بروائع الشعر الإنجليزي مثل أشعار شيللي وشكسبير وميلتون، والأمريكي إدغار بو.

والده هو شافع بن الشيخ مصطفى أبو ريشة، وكان شافع شاعراً مخضرماً، وقد كتب عدد من القصائد في رثاء الشاعر احمد شوقي وحافظ والمجاهد عمر المختار.

والدته هي خيرة الله بنت إبراهيم علي نور الدين اليشرطي، وهي فتاة أصولها من عكا، أما أبوها فقد كان شيخ الطريقة الشاذلية. الجدير بالذكر أن أم الشاعر عمر كانت تروي بعض الشعر وبخاصة الشعر الصوفي. وقد عرف عمر التصوف منها، وكذلك أخذ عنها نظرته إلى الدين والحياة والحب، وكذلك مفهومه للتصوف، والجمال، وصداقته للموت. وقد اشتهر من إخوانه وأخواته ظافر وزينب. أما ظافر فله ديوان شعر بعنوان (من نافذة الحب) طبع عام 1981، وأيضاً له ديوان آخر باسم (لحن المساء)، وأما زينب فكانت شاعرة جيدة، تهافتت أشهر الصحف على نشر قصائدها. أما أخته الكبرى فاسمها سارة.

أعماله والمناصب التي شغلها

تبحر الشاعر أبو ريشة في الشعر العربي خاصة الشعر الجاهلي والعباسي، وتأثر بهما كثيراً، وهذا ما جعل لغته قوية وشاعريته فذة، ثم أتم دراسته الثانوية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وهناك تعرف إلى شعراء وأدباء بارزين مثل بشارة الخوري، الذي كان صديقاً مقرباً إليه، ثم سافر إلى إنجلترا عام 1929 ليدرس الكيمياء في مدينة مانشستر، وقد تأثر العديد من شعراء عصره به ومنهم نزار قباني وأدونيس، الذين اكتسبوا منه في شبابهم سلاسة اللغة، وجمال الأسلوب وعذوبة الكلمات.

وقد شغل الشاعر عمر أبو ريشة مناصب عديده نذكر منها.

• مديراً لدار الكتب الوطنية في حلب.
• انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1948م.
• كان عضو الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا- ريودي جانيرو.
• عضو المجمع الهندي للثقافة العالمية.
• ملحق ثقافي لسوريا في الجامعة العربية.
• وزير سوريا المفوض في البرازيل 1949م _1953م.
• وزير سوريا المفوض للأرجنتين وتشيلي 1953م.
• سفير سوريا في الهند 1954م.
• سفير الجمهورية العربية المتحدة للهند 1958م.
• سفير الجمهورية العربية المتحدة للنمسا 1959م.
• سفير سوريا للولايات المتحدة 1961 م.
• سفير سوريا للهند 1964 م.

وقد حصل الشاعر عمر أبو ريشة على أوسمه من البرازيل والأرجنتين، والنمسا، ولبنان وسوريا، وكرم في العديد من المؤتمرات العربية والدولية والعالمية.

للشاعر أبو ريشة عدة أعمال أدبية منها ديوان بيت وبيان، ديوان نساء، أمرك يا رب، كاجوارد، وغنيت في مأتمي. وله عدة مسرحيات منها، مسرحية الطوفان والمسرحية الشعرية رايات ذي قار ومسرحية محكمة الشعراء ومسرحية علي ومسرحية تاج محل ومسرحية سميراميس، ومسرحية الحسين وغيرها الكثير.

تميز شعره بنبرة الافتخار والاعتزاز بالنفس والثقة بالذات، وهجا الظلم والظلام وكان له مواقف سياسية خاصة، في بلده سوريا.

زواجه

أثناء دراسة أبو ريشة في إنكلترا (بريطانيا) تعرف على فتاة بريطانية اسمها نورما وتعلق بها وأحبها، لكنه أصيب بمرض النكاف فانتابه التعب والإعياء الشديدين، وبقيت نورما ترعاه إلى أن شفي من مرضه، وبعدها عاد أبو ريشة إلى سوريا ليستأذن من أهله الزواج من نورما، وأثناء ذلك علم أن نورما أصيب بنفس مرضه لكنها لم تنجو منه وماتت، فحزن كثيراً وكتب قصة حبهما في قصيدة أسماها (خاتمة الحب).

وبعد فترة تزوج أبو ريشة من ابنة أحد رجال الأعمال في الأرجنتين وهي منيرة مراد، وأصبحت منيرة ترافقه في كل رحلاته وأسفاره. كما يقول بعض المقربين من أبو ريشة أنه تزوج سراً من سعاد مكربل عام 1980م.

وفاته

توفي الشاعر عمر أبو ريشة، إثر إصابته بجلطة دماغية في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، يوم السبت 22 من ذي الحجة عام 1410 هجري، الموافق 14 تموز عام 1990 ميلادي، ونُقل جثمانه بطائرة خاصة ليدفن في مدينة حلب سوريا.