السلطان سليمان القانوني

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 16 سبتمبر 2021
السلطان سليمان القانوني

تميز عهد السلطان العثماني سليمان القانوني بالتوسع باتجاه الدول الأخرى من جهة، وباهتمامه بالعلم والعلماء والأدب من جهة أخرى، حيث جمعهم (أي العلماء) في الأستانة وكان من أشهرهم المهندس المعماري معمار سنان الذي بنى الكثير من الأبنية التي لا تزال موجودة حتى الآن في الدولة التركية.. فمن هو السلطان سليمان القانوني؟ من هي عائلته؟ كيف نشأ؟ ما هي سياسته بعد استلام عرش السلطنة؟ هل فعلاً قتل ابنه البكر؟ ولماذا؟ وهل فعلاً أحب جاريته وهام بها؟ ومن هي؟ كل هذا سنجيب عنه في هذه المقالة.

طفولة سليمان القانوني وأسرته

السلطان سليمان القانوني هو سليمان بن سليم الأول بن بيازيد الأول بن محمد الثاني الملقب باسم (محمد الفاتح) بن مراد الثاني بن محمد الأول بن بيازيد الأول بن أورخان بن عثمان بن أرطغرل (عثمان بن أرطغرل مؤسس السلطنة العثمانية التي تحمل اسمه).

ولد الأمير سليمان في مدينة طرابزون على ساحل البحر الأسود، في السادس من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1494، والدته السلطانة حفصة (توفيت في عام 1534)، والده السلطان سليم الأول (من مواليد عام 1465)، لم يكن للأمير سليمان أخوة، بل ثلاث أخوات فقط، هن: السلطانة خديجة، السلطانة شهر زاد، السلطانة فاطمة.

عندما بلغ الأمير سليمان السابعة من عمره درس العلوم والتاريخ والأدب واللاهوت والتكتيكات العسكرية في مدارس قصر توبكابي الإمبراطوري في الأستانة (اسطنبول الحديثة)، كما أتقن اللغات (العربية، الفارسية، الصربية)، وعندما أصبح شاباً تعرّف الأمير سليمان على إبراهيم البرغلين الذي سيصبح لاحقاً الوزير الأول في عهده، وعندما بلغ عمر سليمان السبعة عشر عاماً أصبح حاكماً لمدينة كافا (ثيودوسا)، ثم مانيسا.

الأمير سليمان يستلم العرش ويصبح السلطان العاشر للدولة العثمانية

توفي السلطان سليم الأول في عام 1520، تاركاً العرش لابنه الوحيد وولي العهد الأمير سليمان، الذي ذهب إلى الأستانة واستلم العرش؛ ليكون بذلك السلطان العاشر الذي يجلس على العرش وهو في عمر الخامسة والعشرين، حيث بدأ بحملاته العسكرية للتوسع إلى مناطق لم يستطع والده وجدّه السيطرة عليها، بالتزامن مع تحقيق الإنجازات في السياسة الداخلية، حيث قمع تمرد قام به حاكم دمشق جان بردي الغزالي وقضى عليه، وذلك في عام 1521.

الحملات العسكرية للسلطان سليمان القانوني

بدأ السلطان سليمان القانوني منذ استلامه عرش السلطنة العثمانية في عام 1520، بالتحضير للحملات العسكرية، وهذه الحملات هي:

1- الحملات العسكرية في قارة أوروبا

حيث كانت وجهته الأولى بلغراد (حالياً هي عاصمة صربيا) التابعة للمجر، فاستولى عليها وضمها إلى السلطنة العثمانية وذلك في شهر آب/ أغسطس عام 1521، ثم توجه السلطان العثماني سليمان القانوني إلى جزيرة رودوس في عام 1522، فبنى قلعة مارماريس في آسيا الصغرى مقابل جزيرة رودوس، وبدأ بحملة عسكرية على الجزيرة.

وبعد حصار دام خمسة أشهر سقطت رودوس بيد السلطان سليمان في صيف عام 1522، ومن أسباب سعي السلطان العثماني سليمان القانوني لضم جزيرة رودوس هو موقعها الاستراتيجي في البحر المتوسط، ولمنع الأساطيل المعادية من الاستقرار فيها في حال اندلعت حروب معها مستقبلاً، وذلك بحسب ما ورد في كتاب "السلطان سليمان القانوني مرارة الواقع ودراما كاذبة" للكاتب صلاح أبو دية.

لم تتوقف الحملات العسكرية للسلطان سليمان القانوني عند رودوس بل على العكس واصل حملاته العسكرية في أوروبا الوسطى، حيث هزم ملك المجر لويس الثاني في معركة موهاج في التاسع والعشرين من شهر آب/ أغسطس عام 1526.

ومات الملك المجري في هذه المعركة، حيث استلم الحكم في المجر يانوش زابوليا المدعوم من السلطان سليمان، ثم احتل السلطان سليمان مدينة بودا في عام 1529، فمدينة بوخارست، وفي خريف عام 1530 حاصر السلطان سليمان فيينا عاصمة النمسا واستمر الحصار حتى عام 1532.

لكنه لم يتمكن من احتلالها، رغم ذلك استمر في حملاته على المجر حيث سيطر على المزيد من القلاع فاضطر حاكم النمسا فرديناند تشارلز لإبرام اتفاق مع السلطان سليمان لمدة خمس سنوات، تخلى فرديناند بموجبها عن مملكة المجر، وأجبر على دفع مبلغ سنوي ثابت إلى السلطان مقابل السلام.

2- الحملات العسكرية ضد الصفويين

تأسست الدولة الصفوية في إيران، وهي الدولة المنافسة للسلطنة العثمانية في ذلك الوقت، ونتيجة إعلان والي بغداد تأييده للصفويين حرك السلطان سليمان حملة عسكرية بقيادة الوزير الأول إبراهيم باشا في عام 1533 فتمكن من احتلال بتليس وتبريز.

وفي عام 1535 سيطر السلطان سليمان القانوني على مدينة بغداد، ثم في عام 1548 شن حملة ثانية على الصفويين، لكن زعيمهم طهماز تراجع أمام الجيش العثماني فاتبع معه سياسة الأرض المحروقة (أي حرق كل شيء في الأراضي التي يمكن أن يسيطر عليها العدو كي لا يستفيد منها)، فنجح طهماز في جعل الجيش العثماني ينسحب بعد أن سيطر على مدينة فان في عام 1549.

وفي عام 1553 كانت الحملة الأخيرة للسلطان العثماني على الصفويين وفي نهايتها لم يستطع تحقيق أي مكسب، فوقع السلطان العثماني مع طهماز اتفاقية في عام 1554 تضمنت بقاء شاه الصفويين في تبريز مقابل وقف الهجمات الصفوية على الأراضي العثمانية.

3- الحملات العسكرية في المحيط الهندي

قاد السلطان العثماني سليمان القانوني حملات عسكرية ضد البرتغاليين المتواجدين في المحيط الهندي، حيث تمكن من السيطرة على عدن اليمنية في عام 1538، ثم حاول مهاجمتهم في الهند لكنه فشل في تحقيق أي إنجاز هناك، واكتفى بالسيطرة على عدن التي أصبحت منطلقاً له للسيطرة على كل اليمن.

بذلك يكون السلطان العثماني سليمان قد سيطر على طرق التجارة الواصلة بين الهند في آسيا والبرتغال في أوروبا، وفي عام 1543 تمكن السلطان العثماني من السيطرة على القرن الإفريقي (الصومال، جيبوتي).

4- الحملات العسكرية في البحر المتوسط وشمال أفريقيا

بدأ السلطان العثماني سليمان القانوني بحملة ضد الإسبان بعد سيطرتهم على تونس في عام 1535، فتحالف السلطان سليمان في هذه الحرب مع الملك الفرنسي فرانسيس الأول، حيث تضمنت المعاهدة - التي أطلق عليها اسم "معاهدة الامتيازات العثمانية الفرنسية" وفق ما ورد في كتاب "السلطان سليمان القانوني مرارة الواقع ودراما كاذبة" للكاتب صلاح أبو دية - البنود التالية:

  • حرية التنقل والملاحة سواء كانت السفن مسلحة أم غير مسلحة.
  • إعطاء الحق لرعايا الملك الفرنسي فرانسوا الأول في التجارة في كل أنحاء السلطنة العثمانية.
  • دفع الرسوم الجمركية مرة واحدة للسلطان العثماني. مرة واحدة عند توقيع الاتفاقية.
  • المساواة بين الرعايا الفرنسيين في السلطنة العثمانية ونظرائهم العثمانيين في فرنسا في دفع الضرائب.
  • تقيم فرنسا تمثيلاً قنصلياً لها في الأستانة.
  • من حق القنصل النظر في القضايا التي يكون أحد رعايا فرنسا طرفاً فيها (كالمنازعات التجارية).
  • حرية العبادة في فرنسا.

تسلم قيادة الأسطول العثماني خير الدين بربروسا الذي تمكن من هزيمة الإسبان في معركة بروزة والسيطرة على تونس في عام 1538.

تجدد التحالف العثماني الفرنسي في عام 1542 ضد إيطاليا، بسبب ثراء المدن الإيطالية وثقافتها المزدهرة، ووجود مقر البابا في روما، حيث بدأ السلطان العثماني بحملة في غرب البحر الأبيض المتوسط تمكن سيطر من خلالها على ساحل نابولي وصقلية.

لكن الملك الفرنسي فرانسوا الأول خاف من أن يتهم بأنه أصبح مرتداً عن المسيحية لتحالفه مع دولة مسلمة ضد المسيحيين؛ فانسحب من الهجوم، الأمر الذي جعل هجوم إيطاليا يتوقف عند صقلية، وفق ما ورد في كتاب صلاح أبو دية آنف الذكر، وفي عام 1544، وقع الملك الفرنسي فرانسيس الأول اتفاقية سلام مع الملك الإسباني شارل الخامس، بذلك يكون التحالف بين فرنسا والإمبراطورية العثمانية قد انتهى.

وفي عام 1565 غزا سليمان القانوني جزيرة مالطا وحاصرها بين الثامن عشر من شهر أيار/ مايو والثامن من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1565، دون أن يتمكن من احتلالها نتيجة دعم الإسبان لسكان مالطا.

سياسة السلطان سليمان داخل السلطنة

قام السلطان العثماني سليمان القانوني باتخاذ العديد من القرارات في السياسة الداخلية، منها تشريع القوانين؛ فأطلق عليه لقب سليمان القانوني، ومن أبرز سياساته في الداخل:

  • دوّن القانون الجنائي، وحيازة الأراضي وفرض الضرائب، وذلك بعد أن جمع كل الأحكام التي صدرت من قبل السلاطين العثمانيين التسعة الذين سبقوه.
  • أصدر كتاب "القوانين العثمانية"، بقي سارياً لمدة ثلاثة قرون.
  • فرض ضرائباً على مختلف السلع والمنتجات، بما في ذلك (الحيوانات، أرباح التجارة، رسوم الاستيراد والتصدير).
  • اهتم بالتعليم، حيث كان التعليم يتم في المساجد (الكتاتيب) يتعلم فيها الأطفال القراءة والكتابة والحساب، كما أسس الكليات التي تضم علوم (النحو، الفلسفة، الفلك)؛ لتخريج شبان متخصصين في هذه العلوم.
  • شجع المثقفين والحرفيين والفنانين (النحاتين، الرسامين، الشعراء) من خلال منحهم أجوراً سنوية عن أعمالهم، لاسيما أن السلطان سليمان القانوني كان شاعراً ويتقن صناعة المجوهرات.
  • جذب الحرفيين الموهوبين من كل مكان وفي كل المجالات، الأمر الذي أدى للمزج بين الحضارات العربية والتركية والأوروبية، حيث نشطت صناعات (الفراء، المجوهرات، تجليد الكتب).
  • اهتم بالشأن المعماري، حيث سعى لتحويل الأستانة إلى مركز حضاري كبير من خلال بناء القصور والمساجد والجسور، فقام ببنائها المهندس المعماري معمار سنان، كما قام السلطان بإعادة بناء مسجد قبة الصخرة في القدس، وتجديد الكعبة المشرفة في مدينة مكة المكرمة.

حياة السلطان سليمان الشخصية

تزوج السلطان العثماني مرتين، وأنجب العديد من الأولاد: السلطانة ناهد دوران، أصولها شركسية، تزوجها في عام 1512، أنجبت له ولداً واحداً هو الأمير مصطفى (من مواليد عام 1515، قتل في عام 1553 بناء على أمر من والده بتهمة التآمر عليه مع شاه الصفويين طهماز للاستيلاء على العرش)، وفق ما جاء في مسلسل حريم السلطان الجزء الرابع الذي يجسد حياة السلطان سليمان منذ توليه العرش حتى وفاته.

السلطانة هيام (روكسلانا) أصولها روسية، كانت ابنة كاهن في القرم، أسرها التتار وأحضروها جارية إلى قصر السلطان فأحبها وتعلّق بها، وتزوجها في عام 1531، أنجبت له:

  1. الأمير محمد، من مواليد عام 1521، توفي إثر إصابته بمرض الجدري في عام 1543 (وبحسب ما ورد في مسلسل حريم السلطان فقد كان نقل المرض إليه مقصوداً مدبراً من زوجة أبيه ناهد دوران كي لا يجلس على العرش بدل ابنها مصطفى، حيث كان الأمير محمد ولياً للعهد والأوفر حظاً لاستلام عرش السلطنة من بعد والده السلطان سليمان القانوني).
  2. السلطانة مريم، من مواليد عام 1522، تزوجت من رستم باشا الذي أصبح الوزير الأعظم، توفيت في عام 1578.
  3. الأمير سليم الثاني، من مواليد عام 1524، (أصبح السلطان بعد وفاة أبيه) وتوفي السلطان سليم في عام 1574.
  4. الأمير بيازيد، من مواليد عام 1525، قتل على يد شقيقه الأمير سليم بدعم من والده في عام 1561 (بتهمة التآمر مع شاه الصفويين طهماز للوصول إلى العرش) وفق ما جاء في مسلسل حريم السلطان الجزء الرابع الذي يجسد حياة السلطان سليمان منذ توليه العرش حتى وفاته.
  5. الأمير جيهانغير، من مواليد عام 1531، كان يعاني من حدبة في ظهره، توفي في عام 1553 حزناً على أخيه مصطفى.

علاقته مع إبراهيم باشا

إبراهيم البرغلي مسيحي من برجا (في إبيروس) التابعة لمدينة البندقية الإيطالية، اعتقل خلال الحملة العثمانية على مدينة البندقية بين عامي 1499- 1503، وأصبح عبداً وصديقاً لسليمان في 1514، وبعد استلام الأمير سليمان العرش عينه مسؤولاً عن الحرملك (الجواري).

ثم أصبح إبراهيم باشا الوزير الأول (الصدر الأعظم) وتزوج من شقيقة السلطان السلطانة خديجة في عام 1523، كما أصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة من كل الجيوش، ثم وصلت تقارير للسلطان تكشف أنه خلال الحملة العثمانية على الصفويين استخدم إبراهيم باشا لقب "السلطان إبراهيم"؛ فأمر بإعدامه في الخامس عشر من شهر آذار/ مارس عام 1536.

الصراع على ولاية العهد

لطالما شكلت ولاية العهد طموح أبناء السلاطين طيلة عهد السلطنة العثمانية، ولأجلها ينسى الأخوة صلة الدم ويقومون بتصفية بعضهم طمعاً في الوصول إلى السلطة، هذا الحال ينطبق نوعاً ما على أبناء السلطان سليمان القانوني، حيث لم يعاني هو هذه المشكلة (الصراع على السلطة) لأنه كان الابن الوحيد للسلطان سليم الأول.

لكن الأمر مع أبنائه اختلف، ففي البداية عين السلطان سليمان ابنه الأمير مصطفى ولياً للعهد، وعندما اتهم بتنظيم تمرد للوصول إلى العرش بالتعاون مع شاه الصفويين طهماز (كان الأمير مصطفى يحظى بدعم من الجيش الانكشاري)، فطلبه والده إلى خيمته فكان أمامه خياران إما الذهاب وملاقاة مصيره أو التخلف عن الحضور بالتالي إثبات أنه خائن، فذهب إلى خيمة والده وهناك قتل.

ثم بدأ بعد ذلك صراع السلطة بين الأخوين سليم وبيازيد، وكانت نتيجة الحرب هزيمة سليم لبيازيد في معركة قونية في عام 1559، فلجأ إلى الصفويين مع زوجته وأبنائه الأربعة، فقام شاه الصفويين طهماز بتسليم الأمير بيازيد إلى السلطان سليمان وذلك بعد رفض الأمير بيازيد التمرد على والده كما كان يريد طهماز (وفق ما ورد في مسلسل حريم السلطان الجزء الرابع)، لكن قبل أن يصل الأمير بيازيد إلى والده وجده الأمير سليم وقتله مع أبنائه الأربعة، بذلك لم يبقَ على قيد الحياة سوى الأمير سليم ولي العهد، والذي سيصبح سلطاناً بعد وفاة والده في عام 1566.

وفاة السلطان سليمان القانوني

توفي السلطان سليمان القانوني في السادس من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1566 خلال حملته العسكرية على هنغاريا، ودفن في الأستانة. بعد وفاته استلم ابنه الأمير سليم الثاني العرش، وأصبح السلطان الحادي عشر للدولة العثمانية.

مسلسل حريم السلطان يجسد حياة السلطان سليمان القانوني

حظيت حياة السلطان سليمان القانوني باهتمام الكتاب، لاسيما كتاب الدراما، فكتب كل من ميريال أوكاي، يلماز شاهين، قصة السلطان سليمان القانوني منذ توليه العرش حتى وفاته، في مسلسل من أربعة أجزاء، أطلق عليه اسم (حريم السلطان) (Muhteşem Yüzyıl)، إخراج الأخوين تيلان.

عُرض المسلسل بين عامي 2011 و 2014 على قناة ستار تي في التركية، المسلسل من بطولة: خالد أرغنش (بدور السلطان سليمان القانوني)، مريم أوزرلي (السلطانة هيام)، نيباهات جيري (السلطانة حفصة، السلطانة الأم)، اوكان يالبيك (إبراهيم باشا الوزير الأول وزوج شقيقته خديجة)، سلمى ارجيك (السلطانة خديجة أخت السلطان)، بلين كارهان (السلطانة مريم بنت السلطان)، محمد قونسار (الأمير مصطفى ابن السلطان)، أراس بولوط إينيملي (الأمير بيازيد بن السلطان سليمان)، أنجين أوزتورك (الأمير سليم بن السلطان سليمان).

تم دبلجة هذا المسلسل بأجزائه الأربعة باللغة العربية، حيث لعب الفنان خالد القيش دور الملك سليمان القانوني، الفنانة لمى إبراهيم (السلطانة هيام زوجة السلطان سليمان)، فيلدا سمور (السلطانة حفصة)، عاصم حواط (إبراهيم البرغلي الوزير الأول وزوج شقيقته خديجة).

تعرض المسلسل لانتقادات كثيرة باعتباره يتحدث عن علاقة السلطان بالجواري، ولكن تحدث عن عظمة حب السلطان سليمان لزوجته السلطانة هيام، حيث قال في حبها:

"يا حبيبتي وسلطانتي أنت حياتي.. كل العالم من حولي يتحدثون عن جمال وجهك عن جمال عيونك والسحر الموجود بداخلهما.. لا أعلم من أين أتيتي برائحة الورد التي ترافقك.. طوال عمرنا سنبقى سوياً هذا وعد مني.. لأني لا أستطيع أن أعيش دون رائحتك.. هو الهواء الذي أتنشقه هو فرحي وهو روحي جمال عينيك يجعلني أنسى كل همومي.. فهما اللتان تمدانني بالحنان والقوة أيضاً.. ماذا فعلت بسلطان السلاطين يا هيام فهو راضٍ أن يعشقك طوال حياته".

وقال في رثائها:

"إن دمعي أضحى دماً أحمر يرثي فراق الحبيبا

لقد بات يرفض أن يجري في عروق جسد بات أجله قريبا

هل غريب أني أغرق في بحر حب كبير أمواجه لا تستكينا

أين أنت الآن هل تشعرين بلوعة الفراق؟ وتذهلين هذا الليل الكئيبا

إن دمعي غدا مطراً وتحول دماً وسرى في كل أصقاع الدنيا

بدأت أخاف العشق والأشياء تمضي حولي غريبة

آهٍ يا سلطانتي لو أستطيع أن أمنع هذا البكاء والنحيبا

عودي فمن دونك العمر أقضيه بكاء وعويلا

أخشى ألا يرى المحب وجه حبيبه ويقبل الجبينا

إني أناديك فيرد الصدى صوتي ولا ألقى مجيبا".

كتب عن سليمان القانوني

كتب الكثير من الكتّاب عن سيرة وقصة حياة السلطان العثماني سليمان القانوني، منهم:

  1. الكاتب التركي أوقاي تريقاي أوغلو، "السلطان سليمان القانوني سيد العصر الرائع"، ترجمه إلى اللغة العربية الكاتب عبد القادر عبد اللي.
  2. الكاتب التركي فريدون أمجان، "سليمان القانوني سيد البرين والبحرين".
  3. الكاتب صلاح أبو دية، " السلطان سليمان القانوني.. مرارة الواقع ودراما كاذبة".

في الختام.. يعد سليمان القانوني من أقوى السلاطين الذين حكموا الدولة العثمانية، بقي في السلطة لحوالي نصف قرن من الزمن كانت مليئة بالإنجازات سواء داخل حدود السلطنة أو خارجها، حيث تمكن من توسيع سلطنته في ثلاثة اتجاهات نحو أوروبا والمحيط الهندي وشمال أفريقيا، فضم رودس وبلغراد وكاد يصل إلى روما عاصمة إيطاليا ومركز الكنيسة الكاثوليكية، كما سيطر على اليمن وتونس، كل هذا أنجزه رغم أنه كان في الخامسة والعشرين من عمره عندما استلم السلطة.

فكانت حملاته العسكرية موضع قلق وحذر من أعدائه وجعلتهم يحسبون له ألف حساب عندما يفكرون بخطوة ما تجاه السلطنة العثمانية، ورغم كل قوته إلا أن حبه وعشقه لزوجته هيام كان مميزاً، فهي الهواء الذي يستنشقه السلطان سليمان القانوني وهي مصدر سعادته، فقد يكون مسلسل حريم السلطان بالغ في قصة الجواري اللواتي أحطن بالسلطان وكان يقضي معهن الليالي خارج إطار الزواج.

إلا أن هذا المسلسل جسّد قصة حب السلطان لجاريته ومن ثم زوجته هيام بشكل مميز عكست ما حكي عنه في الكتب عن هذه القصة المميزة، في المقابل شكّل ما حصل لأولاده لاسيما الأمير مصطفى والأمير بيازيد وصراع الأخوة على السلطة نقطة ساخنة استفاد منها أعداؤه في تشويه صورته باعتباره قاتلاً لأبنائه.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة