إبراهيم مازا.. موهبة في ألمانيا وعلامة استفهام في الجزائر
هللت الجزائر بأكملها لقدوم مازا الى المنتخب بداية بالجماهير، مرورا بالصحافة ووصولا الى الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ولكن ماذا عن الجانب الألماني؟
من جانب آخر أعرب أندرياس ريتيغ المدير العام لاتحاد الكرة الألماني عن امتعاضه من قرارات المواهب المتكونة في ألمانيا واختيارها لتمثيل منتخبات أخرى في إشارة إلى إبراهيم مازا.
وقال ريتيغ لوكالة الأنباء الألمانية: "عدم حصولنا على أي تعويضات مادية، عندما يغير لاعب ما جنسيته الرياضية أمر غير عادل". وفي الوقت الذي تحدثت فيه الصحافة الألمانية عن خسارة منتخب ألمانيا للاعب موهوب، لم يكن مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان بدوره راضيا عن هذا القرار وقال لصحيفة "كيكر" الألمانية أنه كان يتمنى أن ينظم إبراهيم مازا للاعبين الشبان الآخرين في منتخب ألمانيا.
ابراهيم.. اختار بِقلبه
بالرغم من أن اللاعب كان يمتلك حرية الاختيار ما بين ثلاثة منتخبات وهي ألمانيا مكان ولادته، والجزائر بلد والده، وفيتنام بلد والدته، اختار مازا (19 عاما) الذي ولد في برلين، قميص "منتخب الأفناك" على حساب منتخب "المانشافت". متوسط الميدان اليافع لم يفكر كثيرا حين اتبع قلبه ليلعب مع الجزائر.
وفي حوار نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" قال مازا إنه شاهد مباراة الجزائر ضد ألمانيا المدججة بنجوم كبار في مونديال 2014 وأُعجب كثيرا بمستوى منتخب الخضر حينها. وعبر نجم فريق باير ليفركوزن الذي كان عمره 9 أعوام في ذلك الوقت، عبر قائلا:" لقد كانت مباراة رائعة. لعبنا بروح كبيرة حتى رغم خسارتنا، لقد كانت لحظة تاريخية لمنتخب الجزائر. عرفت حينها ماذا يعني الذود على ألوان المنتخب الجزائري"
مازا.. لم يكن أولوية لدى ألمانيا
اذا تحدثنا فنيا، فإن مازا كان يعلم بأن اختيار الجزائر يفتح له آفاقًا أفضل في مركزه كصانع ألعاب هناك مقارنة بالمنتخب الألماني، فالمنافسة داخل منتخب ألمانيا في ذلك المركز صعبة في ظل وجود لاعبين مميزين على غرار فلوريان فيرتز لاعب فريق ليفربول الإنجليزي.
مازا مع الجزائر.. هل الموهبة تكفي؟
لا خلاف على موهبة إبراهيم مازا وهو اللاعب الذي يجيد اللعب في مركز يحتاجه المنتخب الجزائري.
يلعب مازا في مركز وسط الميدان الهجومي وصانع الألعاب وتكمن خطورته أيضا في قدرته على خلق الخطر في مناطق المنافسين، كما أنه مراوغ جيد ويحذق التمرير أيضا، مازا بإمكانه تسجيل الأهداف أيضا عندما يلعب كجناح أيسر، وقلب هجوم ثانٍ.
ولكن يبدو أن إبراهيم لا يحظى بثقة مدربه الكاملة. وإذا ما استثنينا مباراتي الجزائر أمام كل من زيمبابوي وأوغندا فإن اللاعب اكتفى في العديد من المناسبات بالبقاء على الدكة أو الدخول لبضع دقائق.
فمتى سيعول الفني السويسري بيتكوفيتش على مازا في وسط الميدان بشكل رسمي وهو الذي قال عنه سابقا بأنه لاعب موهوب، مهاري جدا، ويمتلك رغم صغر سنه ذكاء كرويا عاليا.