كان يخطف الأدوار والكاميرا حتى ولو لم يكن البطل بأدائه المميز وقدراته التمثيلية العالية، إنه الفنان الراحل يوسف شعبان الذي قدم مسيرة كبيرة من الأعمال في السينما والتلفزيون والمسرح وعمل مع كبار النجوم في عدة أجيال مختلفة.
أما على مستوى حياته الشخصية تزوج 4 مرات من بينهم أميرة وفناناتين وأخر زيجاته كانت من امرأة كويتية تصغره بـ40 عاما، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
في 16 يوليو عام 1931 بحي شبرا بالقاهرة وليد "يوسف" وهو أكبر أبناء الأسرة، ولديه أربعة أشقاء، والده مصمم إعلانات مشهور، درس "يوسف" في مرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة الإسماعيلية، وفي الثانوية التحق بمدرسة التوفيقية.
كان "يوسف" موهوب في الرسم وكان يريد دخول كلية الفنون الجميلة ولكن عائلته عارضت وخيرته إما بالكلية الحربية، أو كلية الشرطة أو كلية الحقوق أسوة بأبناء العائلة، استجاب "يوسف" لإلحاح أهله وانضم للكلية الحربية وأسقط نفسه في الاختبارات.
بعدما علمت الأسرة بما فعل أجبروه على الالتحاق بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، تعرف على أصدقائه الذين شجعوه على التمثيل وهم الفنان سعيد عبدالغني، والفنان كرم مطاوع، والكاتب الصحفي إبراهيم نافع، وأقنعه "مطاوع" بالإنضمام لفريق التمثيل.
أحب الأمر واكتشف موهبته فقرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لم يستطع التوفيق بين المعهد وكلية الحقوق، فترك كلية الحقوق وهو في السنة الثالثة، وقرر التركيز في معهد الفنون المسرحية وحصل على البكالوريوس في عام 1962.
تزوج "يوسف" أربع مرات زوجته الأولى كانت من الفنانة ليلى طاهر، وقع في حبها أثناء اشتراكها في مسرحية "أرض النفاق"، ليتزوجا سريعا في عام 1966، وانفصلا بعد 4 سنوات فقط من الزواج في عام 1970.
وكشفت ليلى طاهر أنه بعد الزواج بدأ "يوسف" السهر خارج المنزل مع أصدقائه، وبدأ يهمل في منزله، وفي إحدى المرات احتدم النقاش بينهما فطلبت منه الطلاق ففوجئت به يقول اليمين، ثم توسط الأصدقاء وأعدوهم وتكرر الأمر حتى انفصلا بلا رجعة بعد اليمين الثالث.
وكانت ليلى قد تزوجت قبل "يوسف" ثلاث مرات وأنجبت ابنها الوحيد أحمد من زواجها الأول.
أما الزيجة الثانية فكانت من الأميرة نادية وهي ابنة ابنة الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، ووالدها العقيد الدبلوماسي إسماعيل شيرين، تعرف عليها "يوسف" وهو في قمة مجده في وكان عمره 36 عاما وكانت وقتها طالبة بالجامعة الأمريكية وكان عمرها 21 عاما.
وذكر "شعبان" أنه حينما شاهدها أعجب بها وعرض عليها الزواج فأجابته "هفكر" فقال كنت مغروراً وتعجبت من هذه التي تقول لي أنها تفكر وحينما علمت من هي حمد الله أنها لم توافق فهي تربية قصور بينما أنا تربية حواري في شبرا، ولكن أردا الله وتم الزواج.
وانتقلت للعيش مع "يوسف" من الإسكندرية إلى حي الزمالك أحد أرقى أحياء القاهرة، وبعد الزواج أنجبا ابنتهما "سيناء" وعن سر تسمية ابنته بهذا الاسم كشف "يوسف" أن العائلة المالكة كانت تتعرض لهجوم شديد في تلك الفترة واتهامات أنهم غير مصريين فاختار اسم يعبر عن الولاء وأنهم مصريون.
ولكن بعد فترة لم تستطع "نادية" تحمل حياة يوسف من سهر وتأخير بسبب مواعيد التصوير الغير منضبطة، فطلبت الطلاق وتم الانفصال.
الزيجة الثالثة ليوسف شعبان هي من الفنانة المصرية سهام فتحي التي ظهرت معه في مسلسل رأفت الهجان، كما شاركته في المسلسل الإذاعي الاعتراف الرهيب. ووقع الانفصال بينهما وابتعدت عن الأضواء لفترة.
الزيجة الرابعة والأخيرة في حياة يوسف هي من السيدة الكويتية إيمان الشريعان، وقيل إنها تصغره بـ40 عاما وأنها من مواليد 1971، وكان "يوسف" صديق والدها تعرف عليها وأعجب بها ووقع في حبه وتم الزواج، ولكنها كانت لا تفضل الأضواء وظهورها معه محدود.
رزقا منها بابنته "زينب" والتي تعمل مذيعة وتقيم مع والدتها في الكويت، وابنه مراد، الذي درس بالولايات المتحدة الأمريكية وتزوج جودي معتوق ابنه تاجر المجوهرات اللبناني، وكان حفل زفافهم أسطورياً وتم في عام 2017.
أول ظهور سينمائي ليوسف شعبان كان عام 1958 من خلال فيلم "سهم الله"، وفي عام 1961 شارك في فيلم "في بيتنا راجل" مع الفنان عمر الشريف.
في عام 1962 شارك في مسلسل "الحب الكبير" وظهر في خمسة أفلام وهم المعجزة، للنساء فقط، الحقيبة السوداء، أيام بلا حب، وفيلم أنا الهارب، إلى جانب مشاركته في مسرحية "كناس في جاردن سيتي".
في عام 1963 شارك في أربعة أفلام وهم أم العروسة مع عماد حمدي وتحية كاريوكا، وفيلم بياعة الجرايد، زقاق المدق، والقاهرة.
وفي العام التالي 1964، شارك في ستة أفلام وهم شباب وحب ومرح، فاتنة الجماهير، للرجال فقط، حكاية نص الليل، لو كنت رجلا، وفيلم ألف ليلة وليلة، كما شارك في نفس العام في المسلسل التلفزيوني "سعدية".
في عام 1965 قدم 7 أفلام وهم "مدرس خصوصي، الراهبة، مطلوب أرملة، الخائنة، الثلاثة يحبونها، العلمين، وفيلم أيام ضائعة، وفي نفس العام شارك في المسلسل التلفزيوني "عواصف".
في عام 1966 شارك في مسرحيتين وهما حكاية جواز وشيء في صدري، وظهر في أربعة أفلام في السينما مراتي مدير عام مع الفنانة شادية، مبكى العشاق، الأصدقاء الثلاثة وفيلم كنوز.
في العام التالي 1967 شارك في ثلاثة أفلام وهم معبودة الجماهير مع الفنانة شادية وعبد الحليم حافظ، فيلم العريس الثاني، وفيلم غراميات مجنون.
وفي عام 1968 قدم ثلاثة مسلسلات وهم "مفتش المباحث"، و"لعبة الرجال" ومسلسل نوادر جحا المصري، بالإضافة إلى أربعة أفلام وهم المساجين الثلاثة، بنت من البنات، الرجل الذي فقد ظله.
في عام 1969 شارك في أربعة أفلام وهما نص ساعة جواز، أبواب الليل، ميرامار وفيلم الرعب. وفي عام 1970 قدم 7 أفلام وهم نهاية الشياطين، الساعات الرهيبة، هروب، واحد في المليون، أوهام الحب، الوادي الأصفر، مطار الحب.
تنوعت أعمال يوسف شعبان طوال مسيرته الفنية الطويلة في عام 1971 قدم ستة أفلام وهم حادثة شرف، باريس والحب، عالم الشهرة، عصابة الشيطان، قطط شارع الحمرا، وشباب في عاصفة.
في عام 1973 قدم خمسة أفلام 3 فتيات مراهقات، شمس وضباب، زائر الفجر، امرأة سيئة السمعة، بالإضافة لدور المثير للجدل وقتها في فيلم حمام الملاطيلي، لأدائه دور شخص "مثلي".
وفي عام 1974 قدم 4 أفلام وهم الرصاصة لا تزال في جيبي، امرأة في مهب الريح، العمالقة، وكان الحب.
وفي الثمانينات قدم أيضا مجموعة مميزة من الأفلام والمسلسلات منها في عام 1981 مسلسلين وهما "محمد رسول الله" ومسلسل الكعبة المشرفة، بالإضافة لثلاثة أفلام وهم حكمت المحكمة، قهوة المواردي وفيلم رحلة الرعب.
وفي عام 1985 قدم واحد من أروع أدواره في التلفزيون من خلال مسلسل الشهد والدموع، وفي عام 1990 شارك في مسلسل رأفت الهجان مع الفنان محمود عبد العزيز، بالإضافة لمسلسل أحلام في الهوا ومسلسل إسطبل عنتر، وفي نفس العام قدم ثلاثة أفلام وهم قضية سميحة مهران، مولد وصاحبه غايب، العذراء والعقرب.
وفي عام 1991 قدم مسلسل ضمير أبلة حكمت مع الفنانة فاتن حمامة، وفي عام 1992 قدم مسلسله الشهير المال والبنون.
وفي عام 1995 شارك في الجزء الخامس من مسلسل ليالي الحلمية، وفي عام 1996 قدم مسلسله الشهير "الوتد" مع الفنانة هدى سلطان.
وفي عام 2002 قدم مسلسل أميرة في عابدين مع الفنانة سميرة أحمد، وفي عام 2003 قدم مسلسل الحقيقة والسراب مع الفنانة فيفي عبده.
في 28 فبراير عام 2021 غيب الموت الفنان القدير يوسف شعبان متأثرا بإصابته بفيروس كورونا "كوفيد-19"، وتوفي عن عمر يناهز الـ90 عاما.
