"مكارينا".. تلك الأغنية الشهيرة التي قدمها واحد من ألمع نجوم الثمانينات هو النجم طلعت زين الذي قدم مجموعة من الأغاني التي حفرت في ذاكرة جيل بأكمله، إلى جانب تألقه في التمثيل فمن منا ينسى دور عم آدم في فيلم أفريكانو.
ورغم تحقيقه نجاحات في الغناء والسينما إلا أنه في مرضه لم يقف أحد بجواره ولم يسأل عنه أحد، وحتى حينما رحل غاب الجميع، مسيرته الفنية وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية....
نشأة طلعت زين وحياته
ولد طلعت زين في مدينة الإسكندرية، يوم 14 فبراير عام 1955، كان والداه يعشون الموسيقى والغناء، فتربى هو الآخر على عشق الموسيقى خاصة الغربية، ذلك حرص في بداية حياته على حضور الحفلات التي تقدمها الفرق الشهيرة مثل بتي شاه وبلاك كوتس، المتخصصين في تقديم أغنيات غربية.
حتى أنه أصبح على علاقة صداقة قوية بهم، في البداية التحق "زين" بفرقة كونها طلاب كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وهي "الدريمز"، بعدها استطاع أن يصبح أحد أعضاء فرقة بتي شاه الشهيرة وكان أولى أغنياته مع الفرقة للمطرب العالمي جيمس براون.
قدم مع الفرقة مجموعة من الحفلات في مختلف أنحاء مصر وكان مغني الفرقة في فندق شيراتون القاهرة الذي لم يكن يتعاقد إلا مع فرق أجنبية في ذلك الوقت، وتعتبر تلك المرحلة واحدة من أهم مراحل حياته فهذه الفرقة كانت تضم كبار الفنانين في مصر مثل عمر خيرت، عزت أبو عوف، هاني شنودة، وفريدي رزق.
في عام 1982 ترك "زين" فرقة بتي شاه وانضم إلى فرقة ترانزيت باك والتي كانت تضم مجموعة من كبار الموسيقيين في مصر في ذلك الوقت مثل أشرف محروس، عمرو خيري، أيمن أبو سيف، وهاني فريد.
في عام 1985 أصبح "زين" النجم الأساسي في واحد من أشهر المطاعم والنوادي الليلية في ذلك الوقت وهو بيانو.. بيانو، ولكن بعد فترة بدأت الفرق الأجنبية تقل شهرتها، وتم استبدالها بالات مثل الدرام ماشين والكيبورد.
ومع تحقيق طلعت زيت للشهرة دخل عالم السينما، وبدأ مسيرته فيها في عام 1981 من خلال فيلم أنياب، وتألق في العديد من الأفلام الشهيرة مثل أفريكانو، وفيلم أحلام عمرنا.
يعتبر الهضبة عمرو دياب نقطة تحول في مسيرة طلعت زين الفنية حينما شاركه في كليبه الشهير راجعين وظهر في بداية الكليب وهو يردد الكلمة الشهيرة "تعالى..تعالى..تعالي"، وحقق بعدها شهرة كبيرة في الغناء والتمثيل.
طلعت زين هو الذي ترجم الأغنية الإسبانية الشهيرة "مكارينا" وعربها له الشاعر عادل عمر وحققت شهرة كبيرة في مصر والوطن العربي، كما أنه تم اختياره للمشاركة مع النجمة أنغام في تقديم الأغنية الشهير 100 سنة سينما بمناسبة مرور 100 سنة على السينما المصرية مع النجمة أنغام.
مسيرته الفنية
بدأ طلعت زين مسيرته كمطرب، وأنتج لنفسه ألبوم تيك تاك، والذي تضمن أغنيته الشهيرة فاضل إيه، وحققت مجموعة كبيرة من أغاني "زين" شهرة كبيرة وما زالت تتغنى حتى الآن ومن أشهرها يا مصطفى يا مصطفى، مكارينا. وأغنية تيكي تا، العشق جنون، بحر عينيك، فاضل إيه، ميد دا يا للا، العيون تخون، وأغنية كل ليلة حب.
أما في التمثيل، فكان فيلم أنياب في عام 1981 أول أفلام طلعت زين في السينما، وفي العام التالي 1992 شارك في فيلم دموع صاحبة الجلالة، وفي عام 1993 قدم فيلم مرسيدس، وفيلم أجدع ناس.
في عام 1995 شارك في فيلم لحم رخيص، وفي عام 1997 كانت أول تجاربه في التلفزيون من خلال مسلسل الحاوي، في عام 1999 جسد شخصية الرئيس الراحل أنور السادات في فيلم جمال عبد الناصر.
في عام 2000 تألق في أوبريت القدس ح ترجع لنا، وفي عام 2001 قدم واحد من أشهر أدواره وهو آدم في فيلم أفريكانو مع النجوم منى زكي، أحمد السقا، وأحمد عيد.
في عام 2002 شارك في فيلم قلب جرئ مع النجم مصطفى قمر، وفي عام 2003 قدم فيلم إزاي البنات تحبك مع النجوم هاني سلامة، ونور، في عام 2005 قدم المسلسل الإذاعي حب بالصلصة، وتألق في السينما من خلال دور "حمزة" في فيلم أحلام عمرنا مع النجوم مصطفى شعبان، منى زكي، وامز جلال.
في عام 2006 شارك في فيلم ما تجي نرقص مع النجوم يسرا وتامر هجرس، وفي عام 2007 قدم فيلم حوش اللي وقع منك مع أحمد رزق، وفيلم الشياطين (العودة).
وفي نفس العام شارك في فيلم 45 يوم، في عام 2008 قدم مسلسل رمانة الميزان، والمسلسل الإذاعي السندباد عماد، وتألق في فيلم الزمهلوية مع النجوم صلاح عبد الله وعزت أبو عوف.
في عام 2010 شارك في فيلم الديلر مع النجوم أحمد السقا، وخالد النبوي، وبعد وفاته ظهر في فيلم القطط الصغيرة ببعض المشاهد الأرشيفية له.
مرض طلعت زين
في عام 2010 اكتشف النجم طلعت زين إصابته بسرطان الرئة بالصدفة، فقد تعرض لنزلة برد شديدة ظن أنها نتيجة أنه مدخن شره، ولكن فجأة تدهورت حالته الصحية، فلجأ للطبيب الذي اكتشف بعد عمل أشعة على الصدر وجود خراج كبير على الرئة، في البداية تعامل الطبيب مع الأمر بالمضادات الحيوية ولكن الأمر لم يفلح وساءت الحالة.
سافر "زين" إلى لندن وأجرى عملية جراحية لمدة 11 ساعة وهي استئصال جزء كبير من الرئة أصابه التلف، بعدها استمر على العلاج الكيماوي لمدة عام، وطوال فترة مرضه عان من تجاهل الجميع سواء من زملائه أو النقابات التي ينتمي إليها سواء نقابة الموسيقيين أو نقابة المهن التمثيلية.
وأكد طلعت زين في تصريحات له إنه لم يرفع أحد السماعة للسؤال عنه، ولم يعرض عليه أحد تحمل نفقات العلاج، وقال إنه لا يتسول من أحد وكان كل ما يحتاجه السؤال فقط.
وتدهورت الحالة الصحية لـ "زين" في أخر أيامه، وزاد وزنه، وكان آخر ظهور له في حفل تخرج ابنه سيف الدين من الجامعة البريطانية، فـ "زين" متزوج من خارج الوسط الفني ولديه ولدين وهما سيف الدين وصدر الدين.
وفي 14 أغسطس عام 2011 توفي طلعت زين بعد صراع مع المرض، وعان أيضا من التجاهل في أثناء وفاته، فلم يحضر جنازته من الوسط الفني إلا المخرج عمرو عرفة.
