الاتحاد الإفريقي

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 12 سبتمبر 2021
الاتحاد الإفريقي

شكل الاتحاد الإفريقي بوابة -إن صح التعبير- للتعاون بين الدول الإفريقية، فما هو هذا الاتحاد؟ كيف تأسس؟ ما أهدافه؟ وهل له هيكل تنظيمي ونشيد؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.

تعريف الاتحاد الأفريقي

يعرف الاتحاد الإفريقي باللغة الإنكليزية باسم (the African Union) اختصاره (AU)، وباللغة الفرنسية باسم (l"Union Africaine) اختصاره (UA)، منظمة إقليمية، تضم ثلاث وخمسين دولة أفريقية، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي

يتألف الاتحاد الأفريقي من ثلاث وخمسين دولة، هي: (مصر، السودان، جيبوتي، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا، ليبيا، جزر القمر، الصومال، إريتريا، بوروندي، الكاميرون، الرأس الأخضر، بنين، بوتسوانا، أنغولا، بوركينا فاسو، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، ساحل العاج، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، إثيوبيا، الغابون، غامبيا، غانا، غينيا، بيساو، كينيا، ليسوتو، ليبيريا، مدغشقر، مالاوي، مالي، موزمبيق، موريشيوس، ناميبيا، نيجيريا، النيجر، رواندا، ساو تومي وبرينسيب، السنغال، سيراليون، جنوب أفريقيا، سوازيلاند، تنزانيا، توغو، أوغندا، زامبيا، زيمبابوي، الجمهورية الصحراوية العربية).

تعليق العضوية وانسحاب بعض الدول

هناك دول علقت عضويتها في الاتحاد، منها:

  1. المغرب، انسحب من عضوية الوحدة الأفريقية قبل تأسيس الاتحاد الأفريقي بسبب اعتراف هذه المنظمة بالجمهورية العربية الصحراوية في عام 1984، وفي السابع عشر من شهر تموز/يوليو عام 2016 أعلن ملك المغرب محمد السادس العودة إلى الاتحاد الأفريقي.
  2. غينيا، علقت بعد انقلاب عام 2008.
  3. مدغشقر، علقت بعد الأزمة السياسة في مدغشقر عام 2009.
  4. إريتريا، انسحبت بعد أن دعا الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة مجلس الأمن لفرض عقوبات عليها بعد اتهامها بدعم الإسلاميين الصوماليين.
  5. جمهورية أفريقيا الوسطى، علقت عضويتها بعد اندلاع حرب أفريقيا الوسطى بين حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى وجماعة السيليكا.
  6. موريتانيا، علق الاتحاد الأفريقي عضويتها في جميع مؤسساته بسبب الانقلاب العسكري الذي حصل في الثالث من شهر آب/أغسطس عام 2005، وتم إلغاء التعليق بعد إجراء الانتخابات الرئاسية في موريتانيا في عام 2007، وفي السادس من شهر آب/أغسطس عام 2008، أطاح انقلاب عسكري جديد بقيادة الجنرال محمد ولد عبد العزيز بالحكومة المنتخبة في عام 2007، فأعاد الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية موريتانيا مرة أخرى لعدم اعترافه بشرعية الانقلاب.
  7. مصر، علّق الاتحاد الأفريقي عضويتها في الخامس من شهر تموز/ يوليو عام 2013، بعد ثورة الثلاثين من حزيران/يونيو عام 2013، التي أدت لعزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، وعادت مصر عضواً في الاتحاد بعد إجراء انتخابات الرئاسة في 2014 وانتخاب عبد الفتاح السيسي رئيساً لها.

الأعضاء المراقبون في الاتحاد

هم أعضاء يحضرون اجتماعات الاتحاد، لكن لا يحق لهم التصويت، وهم:

  • تركيا، في عام 2005.
  • هايتي، لاتفيا، صربيا، في عام 2012.
  • كازاخستان، ليتوانيا، في عام 2013.
  • فلسطين، في عام 2015.
  • أوكرانيا، في عام 2016.

تأسيس الاتحاد الإفريقي

تعود فكرة تأسيس كيان خاص بأفريقيا إلى ستينات القرن الماضي، حيث تأسس اتحاد الدول الأفريقية، وهي منظمة صغيرة أسسها كوامي نكروما، ثم تأسست منظمة الوحدة الأفريقية في الخامس والعشرين من شهر أيار/مايو عام 1963، تلاها تأسيس الجماعة الاقتصادية الأفريقية في عام 1981.

أما فكرة إنشاء الاتحاد الأفريقي فتعود إلى الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في منتصف التسعينات، حيث دعا رؤساء الدول الأفريقية لحضور قمة في سرت نشأ عنها (إعلان سرت) وذلك في التاسع من شهر أيلول/سبتمبر عام 1999، حيث تضمن الإعلان الدعوة لإنشاء الاتحاد الأفريقي، وفي قمة الرؤساء الأفارقة في عام 2000 في مدينة لومي عاصمة توغو تم اعتماد القانون التأسيسي للاتحاد. واعتمدت الخطة لتنفيذ الاتحاد الأفريقي في قمة لوساكا عاصمة زامبيا في سنة 2001، أسس الاتحاد الأفريقي في التاسع من شهر تموز/ يوليو عام 2002 في قمة مدينة ديربان في جنوب أفريقيا.

أهداف الاتحاد الأفريقي

يسعى الاتحاد الأفريقي لتحقيق الأهداف التالية:

  1. تحقيق المزيد من الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية والأفارقة.
  2. الدفاع عن السيادة والسلامة الإقليمية، والاستقلال للدول الأعضاء فيه.
  3. تسريع التكامل السياسي والاجتماعي والاقتصادي للقارة.
  4. تعزيز أفريقية الموحدة حول المسائل ذات الاهتمام المشترك للقارة وشعوبها.
  5. تشجيع التعاون الدولي، بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
  6. تعزيز السلام والأمن والاستقرار في القارة.
  7. تعزيز المبادئ والمؤسسات الديمقراطية والمشاركة الشعبية والحكم الرشيد.
  8. تعزيز وحماية الحقوق وفقا للميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب.
  9. تهيئة الظروف الملائمة لكي تلعب أفريقيا دوراً هاماً في الاقتصاد العالمي والمفاوضات الدولية.
  10. تعزيز التنمية المستدامة على المستويات الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، إضافةً للسعي للتكامل بين الاقتصاديات الأفريقية.
  11. تعزيز التعاون في جميع المجالات لرفع مستوى معيشة الشعوب الأفريقية.
  12. تنسيق ومواءمة السياسات بين المجموعات الاقتصادية الإقليمية القائمة والمستقبلية؛ من أجل التحقيق التدريجي لأهداف الاتحاد.
  13. تطوير القارة من خلال تعزيز البحث في كافة المجالات لاسيما العلوم والتكنولوجيا.
  14. العمل مع الشركاء الدوليين ذوي الصلة في القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وتعزيز الصحة الجيدة في القارة.

مؤسسات الاتحاد الأفريقي

للاتحاد الأفريقي العديد من المؤسسات والهيئات الرسمية، هي:

  • برلمان عموم أفريقيا، أعلى سلطة تشريعية في الاتحاد الأفريقي، يقع مقره في مدينة ميدراند التابعة لجنوب أفريقيا، يتألف من 265 ممثلاً منتخباً من كل الدول الأعضاء، هدفه توفير مشاركة للشعب والمجتمع المدني في عمليات الحكم الديمقراطي، ويرأس دورته الحالية التشادي إدريس موسى.
  • الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي، يتألف من رؤساء الدول الأعضاء وحكوماتها، الهيئة الرئاسية العليا للاتحاد الأفريقي، تعقد اجتماعاتها مرة سنوياً، تتخذ قراراتها بالإجماع أو بأغلبية الثلثين.
  • لجنة الاتحاد الأفريقي، تقوم بدور الأمانة العامة للاتحاد الأفريقي، تتألف من عشرة مفوضين وموظفو دعم، يقع مقرها الرئيسي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يقع على عاتقها مسؤولية الإدارة وتنسيق أولويات مهام الاتحاد.
  • محكمة العدل الأفريقية، أنشأت في عام 2003، ينص قانونها التأسيسي على البت في الخلافات التي تحصل حول تفسير الأعضاء لمعاهدات الاتحاد الأفريقي.
  • المجلس التنفيذي، يتألف من وزراء معينون من قبل حكومات الدول الأعضاء، يهتم بكل المجالات (مثل: التجارة الخارجية، الضمان الاجتماعي، الأغذية والزراعة والاتصالات)، المجلس التنفيذي مسؤول أمام الجمعية العامة، يقوم بإعداد مواد وقرارات الجمعية العامة للمناقشة والموافقة.
  • الممثلين الدائمين للجنة الاتحاد الأفريقي، تضم ممثلين دائمين عن الدول الأعضاء في الاتحاد، يقومون بإعداد المهام للمجلس التنفيذي قبل تحويلها بدوره إلى الجمعية العامة.
  • مجلس السلام والأمن، تأسس في عام 2004، بموجب بروتوكول القانون التأسيسي الذي اعتمدته الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي في شهر تموز/يوليو عام 2002، يضم خمسة عشر عضواً، ينتخبون على أساس إقليمي من قبل الجمعية العامة، مهمته تحقيق الأمن الجماعي للشعوب، وتنبيه الاتحاد في الوقت الفعال والمناسب للأزمات والصراعات على أرض أفريقيا، إضافةً لمنع وإدارة وتسوية الصراعات، وضع سياسيات للدفاع المشترك، إعادة بناء وتأسيس السلام بعد انتهاء الصراعات.
  • المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، هيئة استشارية تتألف من ممثلين مهنيين ومدنيين عن الدول الأعضاء، يرأسه المحامي الكاميروني أكيري مونا منذ عام 2008.
  • اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، أُنشئت بموجب الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي لحقوق (الميثاق الأفريقي) في عام 1986، تتولى هذه اللجنة مسؤولية الرصد والامتثال للميثاق الأفريقي.
  • المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، أنشأت في عام 2006 لاستكمال عمل اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، ومحاسبة مخترقي القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب.

دور الاتحاد الأفريقي في حل الصراعات

سعى الاتحاد الأفريقي للمحافظة على السلام ضمن حدوده وخارجها، من أهم مساعيه:

  • نشر قوات لحفظ السلام في البلدان المتوترة، منها:
  1. قوات حفظ سلام للمرة الأولى في تاريخه في بوروندي في شهر أيار/مايو عام 2003، حيث تشكلت هذه القوات من كل من (جنوب أفريقيا، إثيوبيا، موزمبيق).
  2. قوات حفظ سلام في دارفور بالسودان، ثم انسحبت في الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 2008 بعد وصول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
  3. قوات لحفظ السلام في الصومال في عام 2007.
  • حاول الاتحاد الإفريقي التوسط في المراحل الأولى من الحرب الأهلية الليبية في عام 2011، وتشكيل لجنة مخصصة من خمسة رؤساء (الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو، الرئيس المالي أمادو توماني توريه، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني) للتوصل إلى هدنة، لكن اللجنة لم تستطع السفر إلى ليبيا بسبب بدء التدخل العسكري بقيادة حلف شمال الأطلسي في شهر آذار/ مارس عام 2011، وبعد انتهاء التدخل الدولي اعترف الاتحاد الأفريقي رسمياً بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلاً شرعياً لليبيا في العشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 2011.
  • بعد وفاة رئيس توغو غناسينغبي إياديما، في الخامس من شهر شباط/فبراير عام 2005، رفض زعماء الاتحاد الإفريقي تعيين فور غناسينغبي ابنه الرئيس المتوفى خلفاً له، تطبيقاً للدستور الذي يدعو إلى تعيين رئيس البرلمان خلفاً للرئيس في حالة وفاته، فأُجريت انتخابات وطنية لاختيار رئيس جديد خلال ستين يوماً طبقاً للدستور، حيث انتخب فور غناسينغبي في الرابع من شهر أيار/مايو عام 2005.

علم الاتحاد الأفريقي ورموزه

اعتمد علم الاتحاد الأفريقي في الدورة العادية الرابعة عشر للجمعية العامة لرؤساء الدول والحكومات التي عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الحادي والثلاثين من شهر كانون الثاني/يناير عام 2010، تم اختيار العلم من بين أفضل خمسة أعلام بموجب المسابقة التي أعلنها الاتحاد في قمته المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين التاسع والعشرين والثلاثين من شهر كانون الثاني/يناير عام 2007، يضم العلم خلفية خضراء ترمز إلى الأمل في أفريقيا، وثلاث وخمسين نجمة ذهبية لتمثيل الدول الأعضاء.

شعار الاتحاد الأفريقي

عبارة عن خريطة للقارة الأفريقية من دون حدود، محاطة بدائرة ذهبية ترمز لثروات أفريقية ومستقبلها المشرق، يليها أوراق نخيل ترمز للسلام، ثم دائرة خضراء ترمز لآمال وآفاق وتطلعات أفريقيا، ثم دوائر حمراء مترابطة في أسفل الشعار ترمز للتضامن الأفريقي والدم المقدم من أجل تحريرها.

نشيد الاتحاد الأفريقي

للاتحاد الأفريقي نشيد خاص به، هذه كلماته (لمؤلف وملحن غير معروفَين):

لنتحد جميعا ونحتفل سويا ... الانتصارات تحققت من أجل تحررنا

نكرس أنفسنا وننهض كرجل واحد ... للدفاع عن حريتنا ووحدتنا

يا أبناء وبنات أفريقيا ... لُحَمٌ من الشمس و لُحَمٌ من السماء

نجعل من أفريقيا شجرة للحياة ... لنتحد جميعا ونغني من القلب

للحفاظ على العلاقات التي تحدد مصيرنا ... لنكرس أنفسنا للكفاح

للسلام المستديم والعدالة على الأرض ... لنتحد جميعا ونعمل بقوة

لنعطي أفضل ما عندنا لأفريقيا ... مهد البشرية ومصدر الثقافة

فخرنا وأملنا في الفجر

في الختام.. شكل الاتحاد الإفريقي إطاراً جامعاً للدول الأعضاء لكن انسحاب بعض الدول منه قد يضعفه، كما قد تزيد قوة عودة الدول المنسحبة إلى الاتحاد، كما هو الحال مع المغرب، ومع ذلك حاول الاتحاد الأفريقي الحرص على الدول الأعضاء وأن يكون الحكم فيها ديمقراطياً، حيث رفض الاتحاد الانقلابات العسكرية، وأيد إجراء الانتخابات الرئاسية واعترف بنتائجها، إضافةً لنشر قوات حفظ سلام في المناطق المتوترة كإقليم دارفور في السودان.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة